"إليسار نيوز" Elissar News

تناقش الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" IRENA الدور الذي يمكن أن تلعبه المركبات  الكهربائيةElectric Vehicles (EVs) في مساعدة العالم على تحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون المنصوص عليها في اتفاقية باريس لتغير المناخ.
تتوقع "أيرينا" أن 2 تريليون دولار من الاستثمارات السنوية ستكون مطلوبة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس في السنوات الثلاث المقبلة.
وتلعب المركبات الكهربائية دورًا رئيسيًا في هذا الصدد، يقدر مسار التحول في IRENA أنه ستكون هناك حاجة إلى 350 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030، مما يؤدي إلى بدء التطورات في الصناعة والتأثير على قيم الأسهم حيث يتحرك المصنعون والموردون والمستثمرون للاستفادة من انتقال الطاقة هذا.

اليوم، تمثل حوالي ثمانية ملايين مركبة كهربائية على طرق العالم 1 بالمئة فقط من كافة المركبات، ولكن في العام 2020 تم بيع 3.1 مليون مركبة، وهو ما يمثل حصة سوقية تبلغ 4 بالمئة، في حين أن تواجد المركبات الكهربائية في فئة المركبات الثقيلة (3.5+ أطنان) أقل بكثير، ومن المتوقع أن تصبح الشاحنات الكهربائية أكثر انتشارًا حيث بدأ المصنعون في تقديم نماذج جديدة لتلبية الطلب المتزايد.
وقد أدت وتيرة التطور في الصناعة إلى زيادة قيمة الأسهم في شركات مثل Tesla و Nio وBYD، والتي كانت من بين الأعلى أداءً في القطاع في عام 2020، وفي حين أنتجت تسلا نصف مليون سيارة العام الماضي، بقيمة 670 مليار دولار، أنتجت في لوقت نسبة السعر إلى الأرباح التي فاقت إلى حد كبير متوسط أرباح هذه الصناعة، على الرغم من بيع كل من فولكس فاغن ورينو للسيارات الكهربائية (EV) أكثر بكثير من تسلا في أوروبا في الأشهر الأخيرة من العام 2020.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تبقى هذه الفجوة مع استمرار أحجام البيع في النمو، ومع نمو الطلب على السيارات الكهربائية سوف يزداد الطلب على البطاريات، كان النجاح الأخير لمبيعات السيارات الكهربائية مدفوعًا إلى حد كبير بانخفاض تكلفة حزم البطاريات - التي وصلت إلى 137 دولارًا للكيلوواط / ساعة في عام 2020، وسيتطلب بيع أكثر من 35 مليون سيارة سنويًا زيادة بمقدار عشرة أضعاف في قدرة تصنيع البطاريات عن المستويات الحالية، مما أدى إلى زيادة حصص الشركات المصنعة للبطاريات مثل Samsung SDI و CATL في العام الماضي.

عزز هذا الطلب المتزايد أيضًا مخزونات التعدين على المعادن المطلوبة لهذه الصناعة، حيث يلزم حوالي 80 كغم من النحاس لبطارية EV واحدة، ومع تسارع وتيرة انتقال الطاقة، ستمتد الحاجة إلى النحاس لتشمل الشبكات الكهربائية والمحركات الأخرى بالإضافة للمركبات الكهربائية، وبالتالي، ارتفعت أسعار النحاس بنسبة 30 بالمئة في الأشهر الأخيرة لتصل إلى 7800 دولار للطن، مما أدى إلى ارتفاع أسعار أسهم شركات التعدين مثل فريبورت ماكوران  Freeport-McRoran بشكل كبير.
كما وستكون هناك حاجة إلى حوالي 35 مليون محطة شحن عامة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى 10 أضعاف محطات الشحن الخاصة، والتي تتطلب استثمارًا في حدود 1.2 - 2.4 تريليون دولار، أدى ذلك إلى زيادة قيمة شركات شحن المركبات الكهربائية مثل Fastnet و Switchback بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.

ويشهد الارتفاع الصاروخي في أسعار الأسهم - وقبل التصنيع الفعلي - يشهد على ثقة السوق في تحول الطاقة ؛ ومع ذلك، لا تزال فرص الاستثمار نادرة، تشير توقعات السوق إلى أن التمويل سيتبع بمجرد انخفاض قيمة المهارات وحواجز الاستثمار، ومع ذلك، يجب معالجة هذه المشكلات دون تأخير لجذب وتسريع الاستثمار المطلوب للوفاء بالوعد الكبير لتحول الطاقة والوفاء بتعهدات مؤتمر باريس لتغير المناخ.