مبادرة بيئية بإطلاق الدب البني السوري في العراق... ما لها وما عليها!

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

سوزان أبو سعيد ضو

يتم القبض عليها من البراري في بلاد الشام، واقتنائها في بعض المنازل والبساتين والمزارع، للأسف هذا هو حال عدد كبير من الحيوانات البرية في بلادنا العربية، وفي هذا المجال، هو ما أظهره مقطع فيديو تداوله ناشطون من كردستان العراق، لعملية إطلاق ستة دببة من نوع الدب البني السوري أو Syrian brown bear واسمه العلمي Ursus arctos syriacus، وذلك في جبل كاراه في دهوك بالعراق، متزامنا مع هجوم هذه المجموعة من الدببة على صحفيين ومتفرجين ورجال إنقاذ وهروبهم حفاظا على حياتهم، قد يبدو هذا الأمر كمبادرة بيئية إيجابية، لجهة إعادة توطين وإكثار هذا النوع الذي شهد تهديدات عدة وتناقص كبير في أعداده، إلا أن عملية الإطلاق هذه تنطوي على مخاطر عدة، لجهة بقاء هذه الحيوانات على قيد الحياة، وإمكانية إعادة توطينها وتكاثرها وسط التهديدات والتعديات التي تطاولها.

وأتت المبادرة الذي أظهرها فيديو انتشر على تطبيق"تيك توك" إطلاق منظمة التعاون الكردي-الأميركي بمحافظة دهوك، والتي زعم أنها للمرة الثالثة، بعد أن تم إطلاق ستة دببة في سنوات سابقة في محمية هلكورد سكران في محافظة أربيل، ودبين في جبل كاراه بدهوك، علما أنه لم يتم أي إشارة إلى ما حل بهذه الدببة التي أطلقت سابقا، وإن تمت متابعتها أو خلاف ذلك.

ووفقا لـ "الجزيرة.نت"، أكد رئيس المنظمة بلند بريفكاني أنه تم جلب خمسة منها من محافظتي البصرة والناصرية، والدب السادس من أربيل، وتبرع أصحابها ببعضها والأخرى مقابل مبالغ مالية، مشيرا إلى أن هدف هذه المبادرة القضاء على ظاهرة تربية الدببة في المنازل والحفاظ عليها من الانقراض. موضحا أن ثلاثة منها ذكور، وأن هذه الخطوة جاءت للحفاظ على تنوّع الحيوانات البرية في جبال إقليم كردستان.
وفي هذا المجال قال الطبيب البيطري والناشط في مجال حقوق الحيوان سليمان سعيد، "تربية الدببة أو النمور أو الأسود في المنازل أصبحت اتجاهًا جديدًا بين العراقيين"، مضيفا أن "هذه الدببة معرضة لخطر الانقراض في العراق بسبب الصيد غير المشروع والحروب وعدم وجود تدابير لحماية الحياة البرية، حيث يتم شراء الدببة البنية من قبل العائلات الغنية التي ترغب في إبقائها بالمنزل"، وقال، "في بعض الأحيان تتم سرقة الأشبال من أمهاتها من قبل الصيادين".
وقد طاولت عملية اقتناء الحيوانات البرية من ثدييات وطيور وزواحف، العديد منها المحلي مثل الثعلب والضبع وابن آوى والطيور مثل البوم والصقور والنسور وغيرها، والغريب عن البيئة العربية مثل الأسود والفلامينغو والتماسيح والببغاوات والطيور الغازية مثل المينا وغيرها، وهناك تجارة رائجة للأنواع، حيث ثمة قوانين دولي يمنع المتاجرة بأنواع عدة ومنها قانون CITES الذي يطبقه لبنان، ولكن لم يمنع هذا العديد من تهريب بعض الحيوانات واقتنائها، والتي تساهم جمعيات الرفق بالحيوانات والناشطين وقوى الأمن الداخلي في لبنان بالحد منها كما حصل مؤخرا، بالإضافة إلى قضية تهريب ثلاثة نمور سيبيرية تم إعادة ترحيلها إلى فرنسا.
وعن عملية إطلاق هذه الحيوانات، فهناك تخوف من إمكانية نفوقها، على الرغم من أن هذا هو مداها الحيوي وصولا إلى لبنان حيث سجل وجودها في المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان في منطقة عرسال
، خصوصا إن لم يتم إجراء عملية تأهيل لها ووفق وجيهات إرشادية معتمدة لبرامج إعادة التوطين والإكثار، والتي تتطلب مراحل عدة تمتد لأشهر، لتعتاد على الحصول على الغذاء في البرية، كما لا زالت تهديدات النزاع في المناطق التي تم إطلاقها خطرا عليها، ناهيك عن نشاط الصيادين وتجار الحياة البرية الذين قد يعودوا للإمساك بها وبيعها من جديد وما ينطوي على هذا الأمر من مخاطر قد تتسبب بإصابات تطاولها وصولا إلى نفوقها.







مقالات ذات صلة