الأراضي الرطبة Ramsar... دور حيوي للإنسان والكوكب!
سوزان أبو سعيد ضو
تحت عنوان رئيس "الأراضي الرطبة والمياه"، يحتفل العالم اليوم الثاني من شباط (فبراير) 2021، وككل عام باليوم العالمي للأراضي الرطبة، ويوافق هذا التاريخ اعتماد اتفاقية رامسار Ramsar للأراضي الرطبة نسبة لمدينة رامسار في إيران، والتي وقعت في 2 شباط (فبراير) من العام 1971، والتي تضم أكثر من 2400 موقعا حول العالم وبمساحة تقدر بـ 2.5 مليون متر مربع، وقد دخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في لبنان بتاريخ 16 آب (أغسطس) 1999، للإضاءة على أهمية هذه المواقع ودورها الحيوي للإنسان والكوكب.
ويسلط موضوع سنة 2021، "الأراضي الرطبة والمياه"، الضوء على أهمية الأراضي الرطبة الحيوية لبقاء الإنسان، إذ تقدم الأراضي الرطبة خدمات ومنافع عدة لا تعد ولا تحصى للنظم الإيكولوجية، ابتداءا من إمدادات المياه العذبة وتغذية المياه الجوفية، الغذاء ومواد البناء، السيطرة على الفيضانات، التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ، ولكونها أكثر النظم البيئية غنى بالتنوع البيولوجي، فهي موطن لمجموعة مهمة من الأنواع النباتية والحيوانية من حيوانات وطيور وحشرات وزواحف وبكتيريا وغيرها التي تعتمد على الأراضي الرطبة من أجل البقاء، علما أن رامسار لا تضم كافة الأراضي الرطبة في العالم، على أمل أن تشمل الإتفاقية العدد الأكبر، ليتم العمل على التوعية بهدف المحافظة عليها.
وهناك 4 مناطق صنفت كمواقع رامسار في لبنان، وبمساحة إجمالية قدرت بـ 1,075 هكتارا، وهي محمية صور الطبيعية Tyre Coast Nature Reserve في مدينة صور، وتبلغ مساحتها 380 هكتارا، محمية عميّق Aammiq Wetland في البقاع الغربي وتبلغ مساحتها 280 هكتارا، رأس الشقعة Raas El Chaqaa أو بالإسم اليوناني Theoprosopon وهي منطقة ساحلية بين مدينتي البترون وطرابلس القديمتين في منحدرات دير النورية، ومحمية جزر النخيلPalm Islands Nature Reserve على مساحة 420 هكتارا في مدينة طرابلس.
محمية جزر النخيل
ويواجه العالم وساكنيه وبشكل متزايد، تهديدات بأزمة مياه عذبة خطيرة، فالعالم يستهلك من المياه العذبة ما يفوق قدرة الطبيعة على تعويضها، فضلا عن تدمير النظم البيئية التي ترتبط بهذه المياه، ومنها الأراضي الرطبة، إذ أن دور هذه الأراضي في الإمداد بالمياه العذبة وتحسين نوعيتها على الكوكب حيوي للحياة ولرفاهية الإنسان ولصحة الكوكب.
محمية شاطئ صور الطبيعية
والأراضي الرطبة قد تكون ذات مياه عذبة أو مالحة وفيما يلي بعض الخدمات التي تقدمها:
أولا: تخزين المياه وتنقيتها
تعتبر الأراضي الرطبة مصدرا لمعظم المياه العذبة التي نستهلكها،فهي تقوم بترشيح المياه بصورة طبيعية للمياه وإزالة الملوثات.
ثانيا: الغذاء
يعتبر تربية الأحياء المائية من أسرع قطاعات الإنتاج الحيواني الغذائي نموًّا، فقد قدمت مصائد الأسماك الداخلية في العام 2018 حوالي 12 مليون طن من الأسماك، كما وأن حقول الأرز تساهم بتغذية 3.5 مليار شخص سنويًّا.
ثالثا: موائل الحيوانات
تعتبر الأراضي الرطبة موطنًا لـ 40 بالمئة من أنواع الكائنات المكتشفة على كوكب الأرض التي تعيش وتتكاثر فيها وتعتمد عليها للبقاء، كما ويتم اكتشاف حوالي 200 نوع جديد من الأسماك كل عام، كما وتشكل الشعاب المرجانية موئلا لـ 25 بالمئة من الأنواع البحرية.
رابعا: النظم البيئية
تعتبر الأراضي الرطبة من النظم البيئية الأعلى قيمة، حيث توفر خدمات قدرت قيمتها بحوالي 47 تريليون دولار أميركي سنويًّا، كما ويعتاش أكثر من مليار شخص من الأراضي الرطبة.
خامسا: الحماية من الفيضانات والعواصف
الأراضي الرطبة تساهم بامتصاص ما يصل إلى 1.5 مليون غالون من مياه الفيضانات.
سادسا: تغير المناخ
تساعد الأراضي الرطبة على تنظيم المناخ: فهي تخزن ضعف كمية الكربون الموجودة في الغابات، كما تحتوي المستنقعات المالحة وأشجار المانغروف والأعشاب البحرية على كميات كبيرة منه.
ومن المهم أن يتم الإضاءة على تشجيع الإجراءات الرامية لاستعادة هذه الأراضي الرطبة ووقف فقدانها، وذلك بالتوقف عن بناء السدود والحواجز على المياه الجارية كالأنهر، والإفراط في حفر الآبار والإسراف في الحصول على المياه من طبقات المياه الجوفية، ومعالجة مشكلة التلوث من المصادر المختلفة، والإدارة والحوكمة والكفاءة في استغلال المياه، فضلا عن استخدام الأراضي الرطبة بصورة مستدامة.