بحيرة اصطناعية في أعالي فنيدق لري الأراضي الزراعية... لماذا نحتاج السدود؟

مشاركة


لبنان اليوم

 

"إليسار نيوز" Elissar News

تكاليف باهظة، ديون مليارية، بنية تحتية مهترئة تهدر المياه بنسبة أكبر من 40 بالمئة، مشاريع سدود فاشلة، هي توصيفات قليلة لحوكمة وإدارة المياه الفاشلة في لبنان، بينما في الماضي، تمكن الأجداد من حل مشكلة الري بواسطة البرك والبحيرات الصغيرة والمنتشرة حتى تاريخ اليوم في العديد من المناطق، ودون الحاجة إلى مشاريع باهظة التكاليف تقدر بمليارات الدولارات عدا تأثيرها البيئي المتمثل بتغيير الأنظمة الحيوية المتوازنة بصورة لا يمكن إصلاحها والمتمثلة بالسدود وغيرها، ومن الأمثلة الناجحة ما أنجزته مؤخرا بلدية فنيدق مع جهات ممولة باستحداث بحيرة اصطناعية تمكن من ري مساحات من الأراضي الزراعية، ما يسمح بتنويع المنتجات الزراعية بصورة واسعة، وريها بمياه نقية ذات جودة عالية.
فقد قامت بلدية فنيدق بإنجاز بحيرة (بركة) اصطناعية لتجميع المياه لري الأراضي الزراعية بسعة 25 ألف متر مكعب، وذلك في محلة وادي عين الشلش في منطقة القموعة، وبتمويل من برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP وقامت بتنفيذه شركة "جعيتاني اخوان".

والبركة أو البحيرة هي الأولى في أعالي بلدة فنيدق لري المساحات الزراعية وبتقنية التنقيط، وذلك في قطر دائري بحدود الـ2400 متر في المنطقة المحيطة، وذلك عبر شبكة من الأقنية التي شكلت جزءا أساسيا من هذا المشروع الذي كان بدأ العمل به في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي، وتم إنجازه بداية هذا العام.
وفي هذا المجال، لفت رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبد الحي الى أن "مشروع البحيرة أتى نتيجة تعاون مثمر بين البلدية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، الذي كان لموفدين من قبله سلسلة لقاءات في دار البلدية منذ مطلع العام 2020، حيث تم التداول بالأوضاع المعيشية للأهالي والعمل على سبل تأمين مصادر مياه الري للأراضي الزراعية خلال مواسم الجفاف، للمساعدة على تطوير المزروعات وتنميتها وتنويعها بما يؤمن المزيد من المنتجات الزراعية المحلية".
وتحدث عبد الحي عن "زيارات ميدانية عدة قام بها خبراء ومهندسون مختصون من قبل الـUNDP لعدد من المواقع المقترحة من قبل البلدية في منطقة القموعة أعالي البلدة، واستقر الرأي على أرض ملائمة في محلة وادي عين الشلش بمساحة عشرة آلاف متر مربع على ارتفاع 1800 متر عن سطح البحر، لإنشاء بحيرة زراعية اصطناعية بالامكان ان تتزود بالمياه من ثلاثة ينابيع في محيطها ومن الثلوج والأمطار شتاء، ويستفيد من مياهها اكثر من ألف مزارع لري أراضيهم الواقعة في محيط البحيرة ولمسافة 2400 متر في كل اتجاه، من وادي عين الشلش وحتى محلة ضهر الكيف"، وأضاف: "هذه البحيرة هي الأولى في أعالي فنيدق، وبلغت كلفة إتمامها حوالى 480 ألف دولار بما في ذلك إنشاء شبكة القساطل تحت الارض لجر المياه بقطر 5 إنش، واكثر من 70 فتحة توصيل مياه لري الاراضي عن طريق النقطة".
وأوضح أن "هذه الاراضي كانت تزرع فقط بالقمح والشعير والحمص، نظرا إلى عدم توافر مياه الري، اما الآن ومع إنشاء هذه البركة، فبات بإمكان المزارعين تنويع زراعاتهم، ولاسيما ان هذه المياه نظيفة مئة بالمئة وخالية من أي تلوث لا مساكن محيطة بمصادرها، ما يعني انتاجا زراعيا جيدا وبمواصفات صحية وغذائية عالية الجودة"، مؤكدا أن البلدية تتطلع الى إنشاء المزيد من هذه البرك لتطوير الزراعة ولتشجيع المزارعين على التمسك بأراضيهم والافادة منها اقتصاديا".







مقالات ذات صلة