هرة مرضع ضحية كلب شرس... وشكاوى من ناشطين بحق مالكه!
سوزان أبو سعيد ضو
شارع مار مخايل، في منطقة الأشرفية، وهو أحد ساحات مدينة بيروت المتضررة من انفجار 4 آب الذي طاول 40 بالمئة من العاصمة اللبنانية و80 بالمئة من المرفأ الرئيسي للبنان، كانت بالأمس مسرحا دمويا طاول هرة مرضع حيث هجم عليها أحد الكلاب وتمكن من قتلها.
الإعتداء بالضرب على ناشطة
ووفق ما روته إحدى الناشطات للحادثة في تسجيل صوتي وفيديو على صفحة جمعية PAW أو Perpetual Animal Watch للرفق بالحيوانات: "أضع يوميا طعاما للهررة الشاردة في الحي، وإحداها مرضع لديها بين 4 و5 جراء، لأفاجأ صباح أمس، بكلب من نوع "بيتبول" .يهجم على هذه الهرة، مطالبة الرجل بتخليص الهرة، ولم يفعل، عندها حاولت تخليصها منه بركله على فمه، وعند توثيقي الحادثة بالصور قام صاحبه بضربي على كتفي ورقبتي، وهددته بأني سأتقدم بشكوى، وعاد ورمى الهرة جانبا، وعاد وحملها إلى منزله، ولم نعلم مصيرها، إلا أنه من المؤكد أنه قام بالتخلص منها"، وتابعت: "وبالفعل تقدمت بشكوى لدى القوى الأمنية، حول حادثة الإعتداء، وسأتابعها، وقد أبلغت الناشطين في مجال الرفق بالحيوان وجمعية PAW حول هذه الجريمة الدموية، وهي تتابع القضية".
وقد نالت القضية العديد من ردود الفعل المنددة لدى الناشطين في مجال الرفق بالحيوانات، مطالبين بإنزال أقصى العقوبة بحق الرجل المذكور".
جمعية PAW
وقد توجهت مجموعة من جمعية PAW للرفق بالحيوانات، لدى القوى الأمنية، ومعها الصور وتقدمت بشكوى أخرى متخذة صفة الإدعاء الشخصي وضمن القوانين المرعية الإجراء في مثل هذه الحالات.
وقال متحدث باسم جمعية PAW لموقعنا "إليسار نيوز": "تقدمنا بشكوى لدى القوى الأمنية ومثلتنا المحامية الأستاذة ماريان الراعي، متخذين صفة الادعاء الشخصي، سندا للمواد 742 و 761 762 763 من قانون العقوبات والمادة 4 من قانون الرفق 47/2017 وطالبنا بسحب الكلب لاعادة تإهيله، وقد أعطى المدعي العام البيئي القاضي نديم زوين إشارة بتبليغه صباحا"، وأضاف: "لم يستطع عناصر قوى الأمن الداخلي تبليغه في المرة الثانية، وسيعاودون المحاولة كون الوقت داهمنا، ووفقا لإفادته ستتم الإجراءات المتبعة في هذه الحالات، وفي حال عدم حضوره، ستكون هناك إجراءات قانونية ثانية".
وأشار إلى أن "القضية تحتاج لسماع وجهة نظر الطرف الآخر، قبل كيل الإتهامات وغيرها من المواقف والنظريات والقصص التي انتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي، ووفقا لخبرتنا فهناك ثلاثة احتمالات للتعامل مع القضية"، مؤكدا أن "الهدف معرفة الحقيقة لا التصويب على أحد ولمصلحة الجميع".
وتابع: "الإحتمال الأول، أن هذا الرجل مجرم، وأنه يعمل على تشريس كلبه، وعندها نتجه لتخليص الكلب منه وإعادة تأهيله، ومعاقبته وفق القانون، أما الإحتمال الثاني، فهو أن الرجل لم يستطع السيطرة على الكلب، ولا يستطيع تحمل المسؤولية الكاملة للتعامل مع هذا النوع من الكلاب، خصوصا وأن عضته تعتبر من الأقوى بين الكلاب، وأنه لم يستطع تخليص الهرة منه، كما وأن الهرة وعندما تكون جراؤها على مقربة منها، تميل إلى وضع دفاعي، وتهجم على أي شخص أو كلب، وقد يكون الكلب قد تصرف كردة فعل، لذا من المهم سماع رأيه، وبهذه الحالة أيضا، يجب متابعته وتأهيله، بحيث يمكنه التعامل معه وأن يكون مسؤولا عنه تماما بالتالي".
وعن الإحتمال الثالث، قال: "فرض تدريب للكلب وعلى نفقة الرجل، وأن يبقى الكلب تحت المراقبة للتأكد من تحسنه وأن عدائيته قد خفت".
وعاد المصدر وأكد أن "الجمعية لا تفترض أي شيء، ولا نلقي الإتهامات عبثا، في جمعيتنا، الهدف التوعية لا خطاب الكراهية Educate Not Hate، وهناك المصداقية والأخلاقيات في التعامل مع قضايا من هذا النوع، وغيرها، وبطريقة موضوعية".
وعن حالة الجراء قال المتحدث باسم الجمعية: "الجراء بحالة جيدة، وأعمارها بين شهر وشهر ونصف الشهر، وتهتم الجمعية حاليا بها، وبدأت بإطعامها الطعام الطريSoft Food ، وعند وصولها إلى عمر معين، سيجري متابعتها لجهة اللقاحات والعلاجات المطلوبة وخصوصا التعقيم وعرضها للتبني".
وفي تفاصيل أخرى، أن الرجل وبعد تبليغه للمرة الثانية، وفي حال عدم حضوره، تصبح هناك مذكرة بحث وتحري بحقه متله متل أي مجرم فار من العدالة.
وقد شاهد الناشطون الرجل بعد ظهر أمس وهو يضع كمامة خاصة بالكلاب Muzzle، على وجه كلبه، متسائلين، لماذا لم يقم بهذا الأمر صباحا، ما كلّف هذه الهرة حياتها؟".