تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان حول أحداث السويداء الأخيرة
"إليسار نيوز" Elissar News
قدم المستشار القانوني للجنة الدولية لحقوق الإنسان المحامي مجدي فندي مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومبعوث المجلس الدولي الخاص إلى جنيف السفير الدكتور هيثم أبو سعيد تقريرا قانونيا حول الأحداث الجارية في ناحية القريا بمحافظة السويداء بتاريخ الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2020، والتي أدت إلى إصابة واستشهاد عدد من الأهالي.
وفي التفاصيل، وبعد أن تمت تسوية أوضاع الإرهابي أحمد العودة من قبل القوات الروسية وتسليمه الفيلق الخامس في محافظة درعا، قام باحتلال مساحات واسعة من أراضي المواطنين الزراعية في ناحية القريا منذ سنوات طويلة، ما أدى إلى حرمان أصحابها من العمل فيها أو استثمارها وقتل كل من يخالف ذلك، كما انه ارتكب مجازر بحق الأهالي كان آخرها منذ أشهر قليلة حيث قام بقتل أربع شهداء من أصحاب الأراضي واعتقل عشرة آخرين تمت تصفيتهم من قبله باليوم التالي للحادثة، وبالرغم من كل هذه الأعمال الإرهابية لم تتدخل القوات الروسية لحل هذه المشكلة، بالرغم من مطالبة الأهالي المستمرة لها بذلك، وأوهمت الأهالي بأنها تسعى للحل بالرغم من أن تصرف الإرهابي احمد العودة المذكور هو عمل إجرامي، والقوات الروسية مسؤولة عن هذه الجرائم، لأنها الحامي الشرعي لهذا الفيلق ولهذا الإرهابي، وهي من زودته بأحدث الأسلحة ويعمل بأوامرها.
واعتبر التقرير أن هذه الأحداث جرائم حرب بحق المدنيين أصحاب الأراضي، وأن لقوات الروسية مسؤولة دولياً عن هذه الجرائم، مما دفع الأهالي لإجراء مباحثات سلمية مطولة مع قوات احمد العودة للانسحاب من الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها لأهالي ناحية القريا، إلا أن هذه المباحثات باءت بالفشل، واستقدم المدعو احمد العودة تعزيزات إضافية إلى هذه الأراضي في إشارة منه للبقاء فيها رغماً عن أصحابها.
ومع ساعات الفجر الأولى من اليوم المذكور، هاجمت اللجان الشعبية والفصائل المحلية في السويداء نقاط المسلحين المتقدمة في أراضي بلدة القريا، وتمكنت من استعادة ثلاث مواقع رئيسية /الدلافة – المناخ – بيوت البدو / وسط معارك عنيفة تتفاوت بشدتها بين الحين والآخر، ورد مسلحو أحمد العودة بالقذائف الصاروخية باتجاه القرى المجاورة، مما أدى لإصابات متفرقة بين شهيد وجريح، وما تزال الاشتباكات قائمة وقد علمت من أهالي ناحية القريا استقدام المدعو أحمد العودة حشودا ضخمة من درعا ومنها صوارخ حرارية ومدفعية هاون .
ورأى التقرير أن الأعمال الإجرامية التي يقوم بها هذا الإرهابي الذي تم تسوية وضعه مع أفراد عصابته، وسكوت القوات الروسية على إجرامهم، تشكل جرائم حرب، ويجب إحالتهم للمحكمة الجنائية العسكرية، وفي حال عارضت القوات الروسية ذلك أو تلكأت، يجب أن تحاكم هذه القوات على جرائم الفيلق، لتسترها على هذه الجرائم أمام المحافل الدولية وأمام محكمة الجنائية الدولية.
ومن الجدير ذكره في هذا المجال قيام القوات الروسية بالعمل على تجنيد شباب من السويداء لارسالهم إلى ليبيا للقتال كمرتزقة في عملية وُصِفت من قبل الأهالي بأنها تفريغ للمحافظة من شبابها، ووصفها البعض الآخر بالابتزاز لإستخدام هؤلاء الشباب كمرتزقة، مستغلين الحاجة الاقتصادية لهؤلاء الشبان، وتبين فيما بعد بأن المغريات المادية التي وعدوا فيها كانت كلاما لا صحة له.
من جهته قام السفير ابو سعيد بإبلاغ كل من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس António Guterres والمجلس الدولي لحقوق الإنسان عن هذا الأمر، مشيرا إلى أن معلومات وصلت لمكتبه عن نية تلك المجموعات استكمال مخططاتها الانتقامية من السويداء، تحت أنظار الجيش الروسي التي وقعت بتاريخ 25 تموز (يوليو) 2018 والتي استشهد مئتان وخمسون شخص (250) من النساء والأطفال والشيوخ أيضا تحت مرأى من القوات الروسية.