صور مفجعة من عكار... طيور مصلوبة فوق بقايا أشجار محترقة!

مشاركة


لبنان اليوم

"إليسار نيوز" Elissar News

لا يمكن إلا أن تفجعنا الصور التي وثقتها مجموعة "درب عكار" على صفحتهم على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" والتي وصفها ناشطوها بطيور جارحة مصلوبة فوق بقايا أشجار من حرائق الأسابيع الماضية، والتي وفقا للمجموعة أحدها كان بسبب هؤلاء "القواسين" أو "الفرقعجية" أو الإسم الرسمي لثلة من الصيادين غير المسؤولين، الذين لا يراعون في هذه الطيور لا دينا ولا دنيا ولا آخرة، فقد انتشرت جيف هذه الطيور في مناطق عدة من الشمال، وبكل الأساليب والوسائل الجائرة في الصيد، وخصوصا منذ افتتاح موسم الصيد المشؤوم 2020-2021 في 22 أيلول (سبتمبر) 2020.

وتحت عنوان "أوقفوا مهزلة قتل الطيور لأجل المتعة" ووسم هاشتاغ #دعوها_تمر_بسلام، مرفقة النص بالصور المفجعة، كتبت المجموعة:

هنا، فوق بقايا أشجار مُحترقة صُلبت هذه الطيور الجارحة بعد أن قُتلت لا لشيء سوى للمتعة واشباع غريزة القتل في مسلسل الابادة الفصلي للطيور المهاجرة فوق سماء عكار، وهناك حوام العسل الاوروبي مُصابٌ يختبئ أعلى الشجرة يأبى النزول عنها، ليكون مصيره محتوماً هو الآخر...

طيور مصلوبة على بقايا أشجار محترقة


بإختصار ما يحدث لا يُمكن السكوت عنه ولا تسخيفه، فعكار التي تُعتبر بوابة هامة لهجرة الطيور فيها عدة ممرات لها أهمية استثنائية، من ممر الجرد وأعالي عكار الى ممر القبيات - عكار العتيقة، الى ممر بينو - ضهر نصار، الى ممر السهل والساحل، كل هذه الممرات أصبحت فخاً فصلياً للطيور على انواعها، وبدل ان يكون الصيد مسؤولاً وفق ضوابط وقوانين، صار فوضى مستشرية لا يمنعه غلاء الخرطوش ولا تهديد ووعيد الجهات المختصة التي هي تقف عاجزة امام حجم الفوضى !!
بامكان عكار ان تكون محطة هامة لهواة مراقبة الطيور، وبامكان ذلك ان يحقق عائدات هامة تدفع بعجلة السياحة البيئية الى الأمام، ولكن من سيأتي ليراقب الطيور ويتامل جمالها في نفس الموقع الذي تُباد فيه !!
لقد صُدمنا من حجم فوضى الصيد العشوائي في بلدة عكار العتيقة (على سبيل المثال لا الحصر) فامام بعض الصيادين المسؤولين هناك العشرات لا بل المئات من "الفرقعجية" الذي يُبيدون الاخضر واليابس ومخالفاتهم بالعشرات (استعمال أجهزة مناداة الطيور، استعمال بنادق صيد اوتوماتيكية، حمل اسلحة لقاصرين، صيد طيور ممنوع صيدها


..) ، وللعلم فأحد مرابضهم كان بؤرة اندلع منه حريق منتصف الشهر الماضي...
كيفما تجولت في ارجاء غابات البلدة لا تجد سوى اكوام الريش وجيف الطيور النافقة، في مشهد مثير للغضب والاشمئزاز، فلا من يراقب ولا من يحاسب والجهات صاحبة الصلاحية لا دور يُذكر لها في المراقبة او الحماية لواحدة من اهم المناطق الايكولوجية في لبنان.


إن المطلوب اكثر من اي وقت مضى، وضع ضوابط صارمة للصيد والتشدد في تطبيقها لأن هذه الفوضى لا تأتي علينا الاّ بالخراب والتدمير لهذه النظم البيئية، التي لا يمكن ترميمها او اعادتها كما كانت ...

ويبقى السؤال، وسط سبات عميق من الجهات المعنية وخصوصا وزارة البيئة التي لم تقدم ولم تؤخر في هذا الملف، ولم يتعدى دورها افتتاح وإغلاق موسم الصيد، فمن يعاقب، ويحاسب، ويراقب، وتبقى هذه الصور كوثيقة على تهالك هذا النظام وفساده في كل مناحي الحياة سواء كانت الطبيعية والإقتصادية والإجتماعية، فمن ينقذ هذا البلد ومتى؟







مقالات ذات صلة