سوزان أبو سعيد ضو

تستمر التعديات التي تطاول البيئة في لبنان، ولا سيما في المناطق النائية ومنها في محيط محمية "كرم شباط"، حيث وثق ناشطون بالفيديو، عملية حرق إطارات في محيط المحمية، وأكدوا أن هذه العملية بدأت تتكرر مؤخرا بوتيرة أكبر، للحصول على الحديد من هذه الإطارات وخصوصا وأن سعر الطن قد ارتفع وبالدولار الأميركي أي حديد الخردة إلى ما يزبد عن مئتي دولار، خصوصا وأن هذه الإطارات يحصل عليها مجانا.

وتترك هذه الحرائق المتكررة سحبا سوداء من السخام والغازات السامة، التي تلوث هذه المنطقة المميزة بتنوعها البيولوجي بما تزخر به من أشجار السنديان والشوح واللزاب والأرز وغيرها من الأشجار والنباتات البرية، وهي المقصودة كمصيف من قبل أهلها واللبنانيين لنقاء هوائها وارتفاعها إلى ما يزيد عن 1700 مترا، ومع مرور الشاحنات وما تنفثه من أدخنة إضافة إلى الغازات السامة الناتجة عن الحرائق وما تسربه هذه الشاحنات من زيوت على الطرقات، تضيف إلى المأساة البيئية التي تعاني منها المنطقة.

وهي ليست المرة الأولى التي يتم توثيق مثل هذه التجاوزات في المنطقة، والتي وثقناها سابقا في موقعنا "إليسار نيوز" ومنها ما يطاول أشجارها المعمرة بالقطع وغيرها، فضلا عن الكسارات التي تعمل والشاحنات التي تنقل الصخور والأتربة والصخور وغيرها من منتجات هذه الكسارات، وكما هو ظاهر في الفيديو فإن أشجار اللزاب تعلوها الأتربة الناتجة عن أعمال الكسارات والشاحنات التي تمر بصورة مستمرة، وما يحد من نموها الطبيعي، وهو ما ناشد به أهالي المنطقة لسنوات لوضع حد للمجزرة البيئية التي تطاول المنطقة، وبدورنا، نضع هذا الفيديو برسم الوزارات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ووقف هذه التعديات.