بنغلادش تستكمل خطط وصول الكهرباء الشامل باستخدام الطاقة الشمسية!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
يغرق لبنان في الظلام يوما بعد يوم، فمن تقنين الكهرباء إلى تقنين المولدات المنتشرة في كافة المناطق اللبنانية بسبب شح مادة المازوت، بالمقابل، فإن الطبيعة التي تعطي دون مقابل، الطاقة المتجددة اللانهائية من شمس وهواء ومياه، والتي يمكن استخدامها في توليد الكهرباء، أهملتها الحكومات المتتابعة، فيما في بنغلادش فقد بدأت باستغلال الطاقة الشمسية في المناطق النائية ووصلها على شبكة الكهرباء، وبذلك فما يفيض عن استخدام الكهرباء من قبل المواطنين، يمكن أن يحوّل إلى الشبكة ليستخدم من قبل مواطنين آخرين.
على الرغم من أن المشروع لا زال في بداياته، فإن الوقت ينفد أمام حكومة بنغلادش Bangladesh لتحقيق هدفها وطموحها المتمثل في وصول الكهرباء بصورة شاملة بحلول العام المقبل، لكن العاصمة دكا ضاعفت تزويد المعدات الخاصة، من خلال تخصيص 26 مليون دولار لتمويل توفير الألواح الكهروضوئية في المناطق التي يصعب للشبكة الكهربائية الوصول إليها والتي تشمل حوالي 40 ألف وحدة سكنية في ثلاث مناطق جبلية، والأهم في كل هذا المشروع، أن تركيب المعدات وتوصيلها للشبكة الكهربائية مجاني تماما.
فقد وافقت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وازد Sheikh Hasina Wazed على الإنفاق - وهي المرحلة الثانية من مشروع توفير الألواح الشمسية المجانية للأسر في المجتمعات الثلاث لمنطقة شيتاغونغ هيل تراكتس Chittagong Hill Tracts- يوم الثلاثاء الماضي في اجتماع لأعلى هيئة في البلاد لاتخاذ القرار، وهي اللجنة التنفيذية للمجلس الاقتصادي الوطني.
وبموجب هذه المرحلة الأخيرة من البرنامج، سيتم تركيب 2500 وحدة
تعمل بالطاقة الشمسية بقوة 320 واط في بيوت الطلاب، ودور الأيتام والمراكز المجتمعية بالإضافة إلى 40.000 لوحة منزلية ، كما سيتلقى 42500 شخص التدريب على صيانة هذه الأنظمة.
وقد تم إنجاز المرحلة الأولى، التي بلغت تكلفتها 9 ملايين دولار من توفير الطاقة الشمسية المجانية في المنطقة، وشملت 10890 نظامًا منزليًا، و 2814 نظاما مجتمعيًا و 5890 شاحنًا للهواتف الخلوية التي تعمل بالطاقة الشمسية تم توفيرها بين تموز (يوليو) 2015 وحزيران (يونيو) من العام الماضي.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن طموحها في توفير إمكانية الوصول إلى الكهرباء للجميع بحلول العام المقبل، فقد تم الإعلان عن أن برنامج نظام الطاقة الشمسية المنزلية في شيتاغونغ هيل تراكتس لن يكتمل حتى حزيران (يونيو) 2023. ويقول المعنيون أن 96 بالمئة من السكان سيصبح لديهم إمكانية الحصول على الكهرباء.
وقال محمد حسين Mohammad Hossain، المدير العام لمنظومة صناعة الطاقة "باور سيل" Power Cell، لموقع pv magazineالمتخصص في هذا المجال إن "تحقيق الكهرباء الشامل ممكن، مع توسيع البنية التحتية للشبكة من خلال الخطوط العلوية والكابلات البحرية ومع الألواح الشمسية المستخدمة في المناطق التي يصعب الوصول إليها في الدولة التي تضم بالفعل 5.8 مليون نظام منزلي للطاقة الشمسية بسعة توليد إجمالية تبلغ 248 ميغاواط". وأضاف حسين إنه "بالإضافة إلى الأنظمة المنزلية، سيتم توسيع الشبكات الشمسية الصغيرة في المناطق خارج الشبكة". ويوجد حاليا في بنغلادش 21 شبكة شمسية صغيرة مع وجود ست شبكات أخرى قيد التطوير.
وقال حسين إن هيئة كهربة الريف Rural Electrification Board وشركة إمدادات الكهرباء الشمالية (NESCO) Northern Electricity Supply Company وشركة West Zone لتوزيع الطاقة تعمل جميعا على استكمال الوصول الكهربائي الشامل ، وسوف يقوم مجلس تنمية الطاقة في بنغلادش بتركيب 178 ألف نظام منزلي للطاقة الشمسية في المناطق الجبلية بحلول العام المقبل، وبمساعدة من شركة القروض الميسرة التي تديرها الدولة، وهي شركة تطوير البنى التحتية المحدودة the Infrastructure Development Company Limited.
ومن المقرر أن يكمل مجلس كهربة الريف الجزء الخاص به من التفويض بتركيب 5000 نظام منزلي للطاقة الشمسية في القرى النائية، وستقوم منظمة NESCO بتثبيت أنظمة مماثلة وتوسيع الشبكات المصغرة لسد الثغرات في ولايتها، والتي تهم المجتمعات الجزرية في الغالب.
وقال حسين عن طموح الوصول الشامل للكهرباء: "نحن متفائلون جداً بأننا لن نفشل".