سوزان أبو سعيد ضو

عادت سلاحف البحر إلى ملاذها الأول على الشواطئ اللبنانية، كما كانت تفعل ومنذ ملايين السنوات لتبيض وليشهد الشاطئ اللبناني من جديد باكورة تفقيس هذه السلاحف بعد أن تمكن المختص في العلوم البحرية الدكتور علي بدرالدين من توثيق هذا الحدث، بعد متابعة لعدد من الأعشاش في مناطق متعددة من الشاطئ اللبناني.

وقال بدرالدين لموقعنا "إليسار نيوز": "مع اكتشاف العش الأول لهذه السلاحف التي فقست، لا زالت بعض السلاحف تأتي إلى الشاطئ الذي فقست فيه، لوضع بيوضها"، وأضاف: "تنتشر مناطق تفقيس هذه السلاحف، في مناطق عدة على الشاطئ اللبناني، ولا يمكنني الإفصاح عن مكان تفقيس هذا العش، ولكنه في الجنوب اللبناني، وتم اكتشاف هذا العش بعد أن وجدنا آثارا تركتها الصغار على رمال الشاطئ في طريقها إلى البحر، كما وجدنا آخر سلحفاتين في طريقهما إلى البحر، علما أن نوع السلاحف في هذا العش هو السلحفاة البحرية ضخمة الرأس Loggerhead sea turtle واسمها العلمي Caretta caretta، وهي أحد نوعين يتواجدان في مياهنا الإقليمية والنوع الآخر هو السلحفاة الخضراء The green sea turtle واسمها العلمي Chelonia mydas، وتقصد أفراد هذين النوعين الشاطئ لتبيض، وتفقس صغارها وتتجه إلى البحر، لتعود ما نجا منها عند البلوغ لتتزاوج، ثم تبيض على الشواطئ اللبنانية أو أي شاطئ فقست فيه من شواطئ عدة في البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى من العالم".

ومن الجدير ذكره، أن أعداد هذه السلاحف بنوعيها تنخفض بوتيرة كبيرة، وهي مهددة بالإنقراض، نتيجة استهدافها من البشر كغذاء في بعض البلدان وخصوصا جنوب شرق آسيا، كما في بعض البلدان العربية كمصر وتونس، وكذلك من قبل الصيادين، خصوصا وأنها تعلق في شباكهم وتمزقها، ونتيجة تعرضها لحوادث من المراكب على سبيل المثال، وكما أن عدوها الطبيعي الآخر هو سمك القرش، كما أن بعضها ينفق نتيجة تناولها أكياس البلاستيك التي تلوث المسطحات المائية، إذ تشبه غذاءها المفضل وهو قناديل البحر، وهذه الأكياس تعمل على انسداد في جهازها الهضمي، لتنفق من الجوع، كما تفترس الطيور البحرية وسرطانات البحر وصغار الثدييات البحرية صغار السلاحف، وتشكل هذه السلاحف جزءا هاما من المنظومة البيئية حيث تساهم في التوازن البيولوجي وخصوصا وأنها تتغذى على قناديل البحر السامة وتعمل على خفض أعدادها.