"السيناريو الكارثي" في أميركا:موسم الأعاصير... والفيروس التاجي
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
بسبب جائحة "كوفيد" COVID-19 التي يتسبب فيها الفيروس التاجي SARS-Cov2، لن يكون موسم الأعاصير الذي يبدأ رسميًا اليوم الاثنين الأول من حزيران/يونيو ويستمر حتى 30 تشرين الثاني/نوفمبر مثل أي موسم آخر.
فوفقًا لمجموعة SmarterSafer Coalition التابعة لمجموعة سياسات الكوارث ، فإن "مزيج من الوباء المستمر وما تتوقعه NOAA من موسم الأعاصير (المزدحم) هو سيناريو كارثي".
فقد توقع خبراء الأرصاد الفيدرالية في الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي National Oceanic and Atmospheric Administration الشهر الماضي ان تتشكل 19 عاصفة، منها عشرة أعاصير، وهي نسبة فوق المعدل. إنها واحدة من العديد من التوقعات التي تتوقع موسمًا "مزدحمًا بشكل غير عادي" بالأعاصير في عام 2020.
صورة من العام 2012 للإعصار ساندي الذي ضرب نيويورك USA Today
وقالت راشيل كليتوس Rachel Cleetus من اتحاد العلماء المهتمين the Union of Concerned Scientists، "بسبب العدد المتوقع للعواصف ، إنه حتى من دون الوباء ، فإن هذا سيكون موسم أعاصير صعب، كأمة، نحن لسنا مستعدين ، وهذا يعرض حياة الناس للخطر"، وأضافت: "كوارث أخرى مثل الفيضانات المستمرة في الغرب الأوسط وموسم حرائق الغابات القادمة تضع أيضا ضغوطا إضافية على موارد الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ Federal Emergency Management Agency (Fema)".
قال أستريد كالداس Astrid Caldas، عالمة المناخ في اتحاد العلماء المهتمين: "إن تقاطع الوباء مع موسم الأعاصير غير مسبوق ومؤسف، حيث أن موارد "الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ" وموظفيها تعاني من نقص في الاستجابة للوباء وسلسلة من الكوارث منذ عام 2017، الأمر الذي سيجعل من الصعب على الوكالة أن ترتقي إلى مستوى تحدي الكوارث التي تحدث في وقت واحد تحت ضغط مضاعف".
فمع الإعصار، سيتجه الناس إلى الملاجئ، ومع الجائحة فالخطر أكبر، فهل سيكون هناك ملاجئ لمن يعانون من COVID-19، وأخرى للأصحاء، ومع الإتجاه لتوفير غرف منفردة في فنادق وغيرها، للتأكد من سلامة الناس بعد الأعاصير، خصوصا إن لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب الدمار المرافق، فهل سيكون ثمة مرافق وموارد كافية للأعداد المتأثرة بالأعاصير.
ومن جهة ثانية فإن دور العجزة في هذه الحالة، هي الحلقة الأصعب، وحيث يتقاطع مسار الإعصار مع الجائحة بالأضرار الأكبر
"وبقدر ما يمكن أن يكون سيئًا في الولايات المتحدة، قد تكون دول منطقة البحر الكاريبي أكثر عرضة للخطر" تقول إيرين كارتر ، كبيرة مديري الاستجابة الإنسانية في ميرسي كور Mercy Corps، وأشارت إلى أن المنطقة تواجه "سيناريو كابوس" إذا ضرب إعصار كبير وسط "جائحة".
كما أن الطلب المتزايد على الإمدادات الصحية قد يؤدي إلى زيادة الضغط على سلاسل التوريد ، كما أن صعوبة الوصول إلى مواد مثل منتجات النظافة واللوازم الطبية سيضر الاستعدادات التي تشتد الحاجة إليها للاستجابة للأعاصير.
"في حالة حدوث عاصفة كبرى ، من شبه المؤكد أن سلاسل الإمداد ستكون محدودة أكثر بسبب أضرار الإعصار. وهذا سيهدد حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية ومعدات طبية لمحاربة COVID-19 ، وحياة الأشخاص الذين يعانون من إصابات وأزمات صحية سببه إعصار أو تفاقمه" وفقا لكارتر
وهي المرة الأولى منذ العام 2012، التي تتشكل فيها عاصفتان خلال شهر أيار/مايو، وهما العاصفتان الإستوائيتين، آرثر وبيرثا، ما ينذر بموسم أعاصير "مزدحم" مع تخوف من "سيناريو كارثي" مع الجائحة التي أصيبت بها الولايات المتحدة الأميركية أكثر من أي دولة أخرى حول العالم.