حرائق "الزومبي" تحت جليد القطب الشمالي تحير العلماء!
"إليسار نيوز" Elissar News
مع تعرض القطب الشمالي لظروف دافئة قياسية في الأسابيع والأشهر الأخيرة، أصبح العلماء الذين يراقبون اتجاهات حرائق الغابات في القطب الشمالي أكثر اقتناعًا بأن بعض هذه الحرائق التي اندلعت في القطب الشمالي هذا الربيع كانت كامنة وأسموها "الحرائق الزومبي" zombie fires لأنهم يعتقدون أنها بالفعل من الصيف الماضي.
في العام الماضي حدثت طفرة قياسية في عدد الحرائق إلى هذه المنطقة، التي ترتفع فيها درجة الحرارة بأكثر من ضعف معدل بقية العالم. ويحتوي القطب الشمالي على مخازن ضخمة من الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى التي تسبب الاحتباس الحراري في تربته الجليدية ، في أراضي الخث - هي أراضي رطبة تحتوي على مواد عضوية قديمة ومتحللة بالكامل أومتحللة جزئيًا- وكذلك التربة المتجمدة المعروفة باسم التربة الصقيعية permafrost ، والتي يمكنها تحرير الكربون من خلال الاحتراق. أراضي الخث
وقد كشفت خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لمراقبة الغلاف الجوي Copernicus Atmosphere Monitoring Service (CAMS)، الأربعاء، عن قلقها إزاء "اختلالات" في درجات الحرارة في المناطق القطبية الشمالية، مشيرة إلى مخاوف من حرائق "كامنة" تحت السطح، لا تزال مندلعة منذ الحرائق غير المسبوقة العام الماضي.
ويوفر ارتفاع درجات الحرارة وموجات القيظ المتصلة بالتغير المناخي ظروفا مثالية لتكاثر الحرائق حول العالم، وبالفعل شهدت الدائرة القطبية الشمالية عام 2019 موجة حرائق غير مسبوقة في حجمها.
على سبيل المثال، أطلقت هذه الحرائق في حزيران/يونيو وحده من العام الماضي، حوالى 50 ميغاطنا من ثاني أوكسيد الكربون، أي ما يوازي انبعاثات غازات الدفيئة في السويد.
وفي هذا العام، يدقق العلماء بما يحصل و"يدرسون إمكان وجود حرائق كامنة في المنطقة القطبية الشمالية"، وفق كوبرنيكوس.
وأوضح الخبير في حرائق الغابات في هذه الخدمة التابعة للإتحاد الأوروبي مارك بارينغتون Mark Parrington، أن الحرائق "الكامنة هي عبارة عن بؤر تشتعل ببطء تحت السطح خلال الشتاء ويمكنها أن تعيد إحراق الغطاء النباتي على السطح في الربيع بعد ذوبان الثلج والجليد".
غير أن بارينغتون أوضح أن خدمة كوبرنيكوس سجلت "عبر الأقمار الاصطناعية حرائق مستعرة تدفع إلى الاعتقاد بأن حرائق كامنة عادت لتندلع رغم عدم إثبات ذلك ميدانيا".
وأشار الباحث في مجال الحرائق مايك فلانيغان Mike Flannigan في جامعة ألبرتا University of Alberta أن "الحرائق الكامنة (الزومبي) ليست جديدة"، مذكرا بـ "حريق ماكموري"Fort McMurray fire الذي استمر في ألبرتا بين العامين 2016 و2017، وأضاف: "الحرائق الكامنة بدأت مبكرا هذا العام".
في نيسان/أبريل، عثر فنيو الإطفاء الذين يركبون عربات الثلوج على حريق زومبي مشتعل بالقرب من ويلو Willow، ألاسكا ، وكان المسؤولون يبحثون عن حرائق زومبي أخرى مماثلة.