علماء المناخ يحذرون... الأرض "تغرق"!

مشاركة


البيئة المناخ

"إليسار نيوز" Elissar News

حسم عدد من علماء المناخ الأميركيين الجدل الدائر بشأن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع مستويات سطح البحر، مؤكدين أنه نتيجة للأنشطة البشرية وليس لما يحكى عن اختلافات في مدار كوكب الأرض.

وأكدوا في دراسة لجامعة رويتجرز Rutgers University في ولاية نيوجرسي الأميركية نشرت مؤخرا في مجلة "أدفانسيد ساينس" Advanced Science أن ثمة صلة بين ارتفاع مستوى سطح البحر الحديث والأنشطة البشرية، رغم أن مدار الأرض المتغير لعب دورا كبيرا في تغير المناخ منذ ملايين السنين.

ويتفق العلماء، مع ذلك، بأغلبية ساحقة على أن تغير المناخ مدفوع بالاحترار العالمي الناتج عما يفعله الإنسان ولا سيما لجهة إطلاق غازات الدفيئة.

وفي جديد الدراسة أن علماء المناخ في جامعة Rutgers University توصلوا إلى أن الأرض مرت بفترات خالية من الجليد تقريبا، مع مستويات ثاني أوكسيد الكربون ليست أعلى بكثير مما هي عليه اليوم، واكتشفوا كذلك الفترات الجليدية خلال 66 مليون سنة ماضية، ضمن الأوقات التي كان يُعتقد سابقا أنها خالية من الجليد، على ما أشارت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.

الرئيسي للدراسة، كينيث جي ميللر، قال: "أظهر فريقنا أن تاريخ الجليد في الأرض كان أكثر تعقيدا مما اعتُقد سابقا. رغم أن مستويات ثاني أكسيد الكربون كان لها تأثير مهم على الفترات الخالية من الجليد، إلا أن الاختلافات الطفيفة في مدار الأرض كانت عاملا مهيمنا، من حيث حجم الجليد والتغيرات في مستوى سطح البحر حتى العصر الحديث".

وتُعرف الآثار الجماعية للتغيرات في مدار الأرض باسم "دورات ميلانكوفيتش"، التي سميت باسم العالم الصربي ميلوتن ميلانكوفيتش، ووفقا لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، يمكن للدورات أن تؤثر على مناخ الأرض عبر "فترات زمنية طويلة جدا، تتراوح بين عشرات الآلاف ومئات الآلاف من السنين.

لكن ارتفاع مستوى سطح البحر يتسارع في العقود الأخيرة، ويعتقد العلماء أن تأثير الأنشطة البشرية على المناخ هو السبب، ويُعزا تغير المناخ الحديث إلى الإطلاق الجماعي للغازات الدفيئة، التي بدأتها الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر.

وأعادت الدراسة الأميركية الحديثة بناء تاريخ مستويات سطح البحر والتجمد، منذ نهاية عصر الديناصورات قبل نحو 66 مليون سنة، ووجدت أيضا أنه في عالم خال من الجليد، يمكن أن ترتفع مستويات سطح البحر بمقدار 66 مترا.

وقدّر العلماء متوسط ​​مستوى سطح البحر العالمي بناء على السجلات الجيوكيميائية في أعماق البحار، ووجدت الدراسة أن فترات الظروف الخالية من الجليد تقريبا منذ 17 و13 مليون سنة، حدثت عندما كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى قليلا مما هي عليه اليوم.

وخلصت الدراسة إلى أنه "يعد تغير مستوى سطح البحر أحد أكثر مظاهر تغير المناخ وضوحا، سواء في الماضي حيث تطورت الأرض من عوالم دفيئة خالية من الجليد (مثل العصر الطباشيري المتأخر) إلى عوالم جليدية إلى حد كبير".

تجدر الإشارة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد بإغراق المناطق المنخفضة والبنية التحتية بشكل دائم بحلول عام 2100.







مقالات ذات صلة