من يقنع نقولا صحناوي أن الأرض كروية؟!
أنور عقل ضو
في رد عضو تكتل لبنان القوي النائب نقولا صحناوي على عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم حول مشروع سد بسري ما يؤكد الفضيحة المتورط فيها التيار الوطني الحر حتى أذنيه، وكم كان أجدى لصحناوي أن ينأى عن طموحه السياسي الآن وينسى وعد توزيره في المستقبل من قبل رئيس التيار جبران باسيل، بدلا من توريط نفسه بـ "جنة" السدود التي ستخرب ما بقي من بيئة وطبيعة لبنان.
خاطب صحناوي واكيم في تغريدة عبر "تويتر" رافعا الكلفة بينهما بـ "عماد" ليضيف "لمعلوماتك هيدا المشروع ممول من البنك الدولي ومحاولة إقناع اللبنانيين انو البنك الدولي مؤيد لجبران مثل كأنك عم تقنعن انو الارض مسطحة".
جميل جدا، وهذا وحده يكفي ليؤكد الشبهة حول المشروع، خصوصا وأن البنك الدولي من بين أهدافه رهن اقتصادات الدول لإرادته وإملاءاته، والمشكلة أن صحناوي يعلم أن البنك الدولي المذكور ليس "كاريتاس" ولا مؤسسة خيرية، فضلا عن أن للقرض شروط وهذا ما يعرفه صحناوي، خصوصا لجهة كل ما له علاقة بتمويل الأشغال، فضلا عن أن البنك الدولي إياه من مصلحته ومصلحة الدول الداعمة له بيع دول العالم الثالث تقنيات تخلت عنها، لا سيما وأن ثمة توجها عالميا لوقف إنشاء السدود وهدم ما يمكن هدمه منها، بعد أن ساد اعتقاد أن السدود مرتبطة بالتنمية ليتأكد خلاف ذلك، وهذا المنطق الذي ساد العالم في سبعينيات القرن الماضي صار وراء الدول المتقدمة، ويريد التيار الوطني الحر أن يأخذ اللبنانيين إلى الحج فيما الناس عائدون!
نعم السدود خيار مدمر، ولكن باستثناءات قليلة جدا، ولبنان بعيد من هذه الاستثناء، فلا مساحته كبيرة، ولا صحاري تزنره ولا جفاف يهدده، فيما ثروته الدفينة من المياه تفي بالحاجة وتفيض شريطة حسن استخدامها واستثمارها.
أما قول صحناوي "بس يخلص سد بسري وسد جنة بتتأمن المياه لبيروت بنسبة 100 بالمئة، خير ما عم تعمل إنك ملتزم الحجر بالبيت، بس لازم تلاقي شي مفيد أكثر تعملو بهالفترة"، فسترد عليه الأيام وإن كان اللبنانيون سيتحملون تبعات التخريب والتدمير لقاء نذر يسير من المياه المجمعة لا تقدر بحجم نبع مياه نظيفة، وهذا وحده يكفي لنتأكد أن صحناوي مقتنع بأن الأرض مسطحة، فمن يتبنى خيار السدود في لبنان بالتأكيد هو وحده من يظن الأرض مسطحة، خصوصا وأنه لا يدور في فلك الحداثة والتنمية الحقيقية وعنوانهما الاستدامة لا التدمير، فكيف نقنع صحناوي بأن الأرض كروية؟!