جهود حقوقيي الحيوانات اللبنانيين تثمر استثناء مؤسسات العناية بالحيوانات من قرار التعبئة بسبب كورونا!

مشاركة


خاص اليسار

 

سوزان أبو سعيد ضو

بعد قرار التعبئة العامة بإقفال القطاعات الخدماتية والإقتصادية بسبب تداعيات عدوى فيروس "كورونا" Corona  المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19، والتي تضمنت إقفال محال بيع الحيوانات، ما قد يؤدي إلى نفوقها جوعا، وعطشا، أو مرضها نتيجة عدم العناية بها، وما قد يعرضها لأخطار عدة أخرى، أثمرت جهود الناشطين والجمعيات في مجال الرفق بالحيوانات إلى تعديل اللائحة المدرجة من قبل الحكومة، بأن سمح لأصحاب المؤسسات الخاصة بالعناية بالحيوانات بفتح مؤقت، بحيث لا تتعرض لأي أذى.

ومنذ ساعات الفجر الأولى، وعلى الرغم من أنه يوم العطلة الأسبوعية الأحد، تزامنت جهود الناشطين والجمعيات، وفي هذا المجال، ناشدت الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي المسؤولين ومنهم رئيس مجلس الوزراء حسان دياب على حسابها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بتغريدة جاء فيها: "بخصوص الجدول لضبط وضع وتوقیت العمل في القطاعات الاقتصادیة والخدماتیة خلال فترة التعبئة العامة، اللي توزع عبر الواتساب، اتفهم تماما الاقفال لغرض العرض والبيع، بس كيف الارواح داخل المحل بدها تاكل وتشرب؟ يا ريت تتوضّح هالنقطة رجاء دولة الرئيس ‎@Hassan_B_Diab لأنها ستتسبب بمجازر"

كما توجهت لوزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى بتغريدة جاء فيها: رجاء، هالقضية برسم معالي وزير الزراعة ‎@M_abbassmortada، رجاء تسمحوا لأصحاب محلات بيع الحيوانات بالفتح المؤقت يوميا لفترة كتير بسيطة فقط لإطعام وتنظيف الحيوانات اللي بتبقى اسيرة الاقفاص. هالمخلوقات برقبتكم رجاء".

وأتى تجاوب المعنيين سريعا، فقد جاء رد مستشار وزير الزراعة علي عطايا في تغريدة جاء فيها: " ‏‎‎تم التواصل معنا من قبل عدة جهات بنفس هذا الموضوع ومعالي الوزير اخذ علماً بالموضوع".

كما تجاوب وزير الداخلية محمد فهمي مع طلب الناشطين والجمعيات، كما غردت نحفاوي في تغريدة أخرى: "تم التجاوب من المعنيين ولن يعاني اي مخلوق بالمحلات التي تُعنى بالحيوانات من الجوع او العطش او قلة التنظيف"، وشكرت نحفاوي وزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى ووزير الداخلية محمد فهمي، وجمعية بيتا وكتبت:"شكرا لمعالي ‎@M_abbassmortada ومكتبه ومعالي ‎@M_MohamedFehmi على التجاوب السريع، ولجمعية ‎@BETALebanon  التي تحركت منذ الصباح ووجهت كتاب بهالأمر للمعنيين، شكرا على انسانيتكم".

وقالت نحفاوي لـ "إليسار نيوز": من ساعات الفجر الأولى تم التواصل عبر تويتر مع دولة رئيس الوزراء حسان دياب، وزير الزراعة عباس مرتضى والداخلية محمد فهمي وقيادة الجيش، والتواصل عبر الهاتف مع اشخاص لهم صلة ببعض الوزراء المعنيين لسؤالهم وحل هذا الأمر، والحمدلله كانت النتيجة ايجابية، وأنوه بوزير الداخلية محمد فهمي، ووزير الزراعة والثقافة عباس مرتضى على التجاوب السريع وفي العديد من القضايا المتعلقة بالحيوانات، وأكد مكتبه أن الوزير سيعالج الموضوع بين اليوم وغدا بما لا يؤدي الى تضرر هذه الحيوانات وموتها في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد،كما أنوه بسعادة المحافظ زياد شبيب، حيث أكد مكتبه أن القرار يعود للمحافظ وأنه من يقرر حول أي اقتراح، وأن اللائحة غير رسمية،  ولن يسمح الا بتسهيل الطعام والشراب للحيوانات، ولا بد لي من شكر كافة الناشطين"

ومن الجدير ذكره، أن جمعية Beta Lebanon تواصلت مع المعنيين، كما وجهت كتابا حول هذا الموضوع لوزير الزراعة يحوي نقاطا هامة تتعلق بهذا الأمر في هذه الأوقات الإستثنائية، حيث أكد كتابهم (المرفق بالمقال) على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار، السماح لمحال بيع الحيوانات والأندية الرياضية التي لنشاطها علاقة بالحيوانات والمزارع التي تحتاج حيواناتها للرعاية من تقديم طعام ونظافة وغيرها، كما لا بد من تصور حالات مرضية طارئة تطاول الحيوانات بشكل عام ما يتطلب استشارة طبيب بيطري أو دخول مستشفيات خاصة بها، لذا من الضروري السماح لهذه المنشآت بالعمل، فضلا عن حاجة أصحاب الحيوانات من حيوانات مزارع وحيوانات أليفة لشراء الطعام والمواد الاستهلاكية المرتبطة بها، كما تمنت الجمعية على الوزرارة السماح للمؤسسات المعنية، من محلات بيع الأعلاف وأكل الحيوانات الأليفة وغيرها ببيع الأطعمة والأغذية اللازمة للمستلزمات الضرورية، ومزاولة عملها ولو بشكل محصور تأميناً لهذا الأمر، كما لحظت أن هناك ضرورة للسماح لجمعيات الرفق بالحيوان متابعة نشاطها على الأرض وفي الملاجئ الخاصة بها مع ما تشهده من ارتفاع بعدد الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلا سريعا، وقد تمنت BETA على وزارة الزراعة التدخل بإجراء هذه التعديلات على قرار التعبئة.

ومن جهتها، أثنت نحفاوي على جهود جمعية BETA، ومتابعتها لهذه القضية وقضايا عدة تتعلق بالحيوانات، على الرغم من الوضع الإقتصادي المتفاقم، وأشارت نحفاوي إلى أمر آخر يحدث بوتيرة كبيرة حاليا لجهة تخلص الكثير من الناس من حيواناتها الأليفة بسبب كورونا: "أكدت منظمة الصحة العالمية وعدة جهات دولية، بالإضافة إلى نقابة الأطباء البيطريين في لبنان أن الحيوانات الأليفة لا تصاب بهذا الفيروس، وعلى العكس فوجودها مع الناس في وضع الحجر الصحي تساهم بزيادة قدرة تحملهم لوطأة هذا الحجر القسري عقليا ونفسيا"، وأضافت:"علينا رحمة هذه المخلوقات والعطف عليها ليرحمنا الله، فهي تعاني من هذا التصرف أي هجرها، كما حصل في حالة كلب هونغ كونغ المسن، وخلافا لما انتشر في الأخبار، فبعد أن وضع في الحجر الصحي، وتبين سلبية نتائج الفحص لكورونا ولعدة مرات، فقد نفق بعدها على الأرجح نتيجة ابتعاده عن صاحبته ومحيطه، فضلا عن عمره الكبير نسبيا 17 عاما بالنسبة لهذه السلالة من الكلاب الـ Promeranian التي لا يتجاوز عمرها 16 عاما إلا في حالات قليلة".

ولفتت إلى أن "الدراسات وكما نشر في مقال في موقعكم "إليسار نيوز"، فالحيوانات قد يحمل الفيروس كأي واحد منا، أو أي مادة، أي ما يعرف بـ Fomite ولكنها لا تصاب به، لذا على أصحاب الكلاب التضحية قليلا في هذه الظروف الإستثنائية، بجعلها تقضي حاجتها على الشرفات، أو اي مكان تابع للبيت وفيه مساحة. حتى لا يتعرض أصحابها لمحاضر ضبط، أو تتلوث ارجلها بالفيروس الذي قد يكون موجودا على الاسفلت او الطريق، وهمنا في الوقت الحاضر الا تضطر هذه المخلوقات الضعيفة لأن تعاني بما لا ذنب لها فيه".

وبينما يتم تخلص الكثير من حيواناتهم الأليفة، توجه الكثير من الأميركيين لتبني ورعاية حيوانات أليفة بحيث تمكنهم من تحمل حالات الحجر المنزلي ووطأة هذا الأمر على نفسية الأشخاص والعائلات، وفقا لنيويورك تايمز New York Times، فبعد أن طلبت إحدى الجمعيات العناية بعدد بلغ 200 من حيواناتها، تقدم لها ألفي طلب، ما يشير إلى تهافت الناس على هذا الأمر، بعد شعور بالوحدة التي أثرت عليهم، وأن تثمر عملية الحجر هذه عن أمر إيجابي لهذه المخلوقات الضعيفة.







مقالات ذات صلة