رسالة إلى معالي وزير الصحة: بعد لا داعي للهلع... لا داعي للدلع!

مشاركة


خاص اليسار

 

سوزان أبو سعيد ضو

المقدمة:

لم يتوقف الدكتور حمد حسن منذ استلامه منصب وزارة الصحة عن التهجم على الإعلام واتهامها بالأنباء الكاذبة والتهويل، ونشر الذعر والهلع، وأتبع مواقفه الإعلامية المتكررة، خصوصا بعد انتشار فيروس "كورونا" Corona  المستجد أو ما اتفق على تسميته بـ COVID_19، بالتغريدة واحدة تلو الأخرى والتصريحات التي يضيف عليها دوما جملة يهاجم فيها الإعلام، ومن المواقف الشهيرة فيديو أرفقه بالتغريدة التالية "الفيديو لِلحد من التهويل الحاصل من بعض وسائل الإعلام و للتشديد على ضرورة الإلتزام بالإجراءات الوقائية التي تحد من إنتشار الفيروس #الوقاية_علاج"، ولا ندري ما الهدف من الحملة على الإعلام، ولكن ربما هي تبرير على عدم التمكن من احتواء انتشار الفيروس، على مقولة "أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم"، والمقولة الشعبية "بتغداك قبل ما تتعشاني".

فقد أعلن وزير الصحة حمد حسن منذ قليل "أننا خرجنا من مرحلة احتواء الفيروس، ولدينا حاليا انتشار الفيروس ولدينا أربع حالات مجهولة المصدر ونعمل على تتبعها".

وخلال جولة له في مستشفى البوار أكد حسن أنه "حصل تطور غير محسوب في الساعات الـ 48 الماضية بحيث تبين أن حالات مصابة بفيروس كورونا تسربت من بلدان غير مصنفة على أنها موبوءة الى لبنان".

وقال حسن: "الدلع إنتهى ونرفع درجة تدخلنا ومسؤوليتنا إلى مستوى أعلى"،وتوجه إلى السياسيين بالقول: "أما للسياسيين فأقول "إن الوقت ليس للجدل البيزنطي العقيم بل إنه وقت تحمل المسؤوليات بالحد الأدنى برفع المعنويات لأن 50 في المئة من المناعة هي معنوية"، مشددا على "أننا لن نتخلى عن مسؤولياتنا وسنتابع كل الحالات ونجدد الدعوة إلى تفادي التجمعات والتخفيف من حدة التواصل كما يجب على كل شخص أن يكون مسؤولاً عن نفسه وعن بيئته".

وختم بالقول أن "الموضوع أصبح دقيقاً ويحتاج إلى متابعة دقيقة"، متهجما بقوله "مسؤولية عالية والمستشفيات الحكومية ملك الدولة ولا يمكن لأحد فرض شروط عليها".

الرسالة

تحية طيبة وبعد...

معالي الوزير... حاولت ومنذ تاريخ 14 شباط/فبراير التواصل مع معاليكم، ومن باب الحرص والخوف من أن نصل إلى هذا المصير، وعبر مستشاركم حسن خليفة، وطلبت منه الإذن بالتواصل مع رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة عاتكة بري، خصوصا بعد مقال الزميلة رحيل دندش في جريدة الأخبار، " كورونا على الأبواب: لبنان يستقبل قادمين من الصين بلا حجر صحي"، والتي ظهر فيها تباينا في وجهة النظر بين ما قلته معاليكم وما صرحت به رئيسة المصلحة، إلا أنه أجابني بالإجابات التالية: "حاليا ما فيها الدكتورة عاتكة تحكي عن الموضوع، انا رح احكي الوزير، وانشالله برد خبر على جنابكم"، ولم يرد على رسائلي حتى ظهور الحالة الأولى لدى المريضة تغريد صقر، حيث أردنا التأكد من صحة الأخبار الواردة، ومن مصدرنا الموثوق أي وزارتكم الكريمة، متابعين مقولتكم في اتقاء إثارة الذعر والهلع، فأكد مستشاركم الكريم بأنها صحيحة، وحتى تاريخه لم ترد معاليكم على طلبنا على طلبنا كوسيلة إعلامية، ويئسنا من المطالبة بعد تهجمكم المتكرر على وسائل الإعلام، دون تحديد أي منها، وتفهما منا لمشاغلكم الكثيرة، ولكن نؤكد أن هدفنا هو إرساء نوعا من التفاهم بين مؤسستنا الإعلامية والوزارة بهدف نشر المعلومات من المنبع أي من وزارتكم الكريمة، والتشارك فيما بيننا لنصل إلى الخبر اليقين.

معالي الوزير... كما كتبت في رسالتي إلى مستشاركم، نحن موقع علمي موضوعي يتوخى الدقة وأن هدفنا طمأنة الناس والتسليط على جهوزية الوزارة لمواجهة واحتواء المرض، وتمنيت على مستشاركم أن يأتي رد من الوزارة، مؤكدة أنه قبل نشر المقال تصلكم نسخة منه للموافقة عليها ولم يأت أي رد.

معالي الوزير... وسط أزمة اقتصادية، اجتماعية، صحية ومعيشية خانقة، ومن باب وزارة الصحة أسأل الحكومة بجميع أفرادها، كيف ستنالون ثقة الناس، وثقة المتظاهرين في الشوارع للمطالبة بأدنى الحقوق، وأنتم فرد من حكومة التحديات، فإذا بكم تتحدون حتى من يحاول أن يساعد مساعيكم، بتجاهل أي محاولة إيجابية للتواصل معكم.

معالي الوزير... ما ينوف عن مئتي مقال من القطع الصغير والمتوسط والكبير، نشرها موقعنا "إليسار نيوز" عن فيروس "كورونا"، وقد شاركنا معاليكم، ومعالي رئيس الحكومة بما لا يزيد عن 10 بالمئة منها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، ومعظمها المقالات التي تخص لبنان، لا ندعي أننا الوحيدون، ولكن لو تابعت المقالات، لوجدت ما كنا نحذر منه ومنذ أواخر كانون الأول/ديسمبر 2019، عن هذه العدوى التي انتشرت حتى الآن لتصل إلى أكثر من 100 ألف إنسان تحديدا (100.330)، و3408 وفاة، والمعلومات التي تصلنا من مصادر عالمية وعلمية ورسمية موثوقة كما أن مصادر غير رسمية تؤكد أن الأعداد في الصين أكثر بكثير، وفي إيران أكثر بكثير لدرجة أنها لقبت بـ "ووهان الشرق الأوسط"، كما أن هناك نوعا شبه قناعة أن مصر، نعم مصر، هي بؤرة المرض الثانية بعد إيران، خصوصا وأن عددا من الحالات المكتشفة في بلاد أخرى مصدرها مصر، وكما وصل موقعنا "إليسار نيوز" أن وزارة الصحة السعودية قد قدمت لائحة بالدول التي من المتوقع أن تكون مصدرا لهذه العدوى واضعة اسم مصر في المرتبة 16 وسنرفق بهذا المقال صورة عن هذا التعميم، والوضع مخيف في لبنان خصوصا، كون حدودنا البرية والبحرية والجوية القانونية وغير القانونية مفتوحة ولا مجال لضبطها ومنذ عقود.

معالي الوزير... لا ندعي العلم، بل أنا حاصلة على إجازة في العلوم الحياتية، وديلوم في المختبرات الطبية، أي أن مرجعي علمي، وأكتب وأنشر وأترجم مقالات في المجال العلمي، وكان سبب متابعاتنا أن طريقة انتشار هذا المرض غير عادية، لدرجة أن دولة مثل الصين لم تستطع السيطرة عليه، وكنا نتمنى أن نتمتع بتفاؤلكم...

معالي الوزير... ختاما، نتمنى أن تصلكم رسالتنا وأنتم في أتم الصحة والعافية، والوقاية من الأمراض جميعا، وأن يسدد خطاكم لاحتواء هذا المرض وغيره، وأن تكون مسيرتكم في الوزارة هي الأنجح.







مقالات ذات صلة