باسيل يحرض من جنيف على النازحين بـ "عنصرية متوارية"... ويعلّق إخفاقات الدولة على مشجب قضيتهم!
"إليسار نيوز" Elissar News
وجد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل مشجب النازحين السوريين ليعلق إخفاقات الدولة إقتصاديا وخدماتيا ومعيشيا، وكأن البطالة ناجمة عن وجود النازح السوري، أو أن الفيضانات على الطرق وتحولها بحيرات ومستنقعات سببها النازح السوري، أو أن أزمة النفايات "سورية"، ومصادرة الأملاك البحرية وتدمير الكسارات جبال لبنان مؤامرة سورية.
لا نلغي بالتأكيد أن النزوح السوري حمّل لبنان أعباء كبيرة، لكن أن يتبنى باسيل خطابا فيه "عنصرية متوارية"، حرض فيها على النازحين، فذلك يمثل طعنا للقيم الإنسانية، خصوصا وأن النازح السوري إياه كان قد استقبلنا نازحين فوق أرضه إبان الحرب الأهلية.
جاءت مواقف باسيل خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للاجئين الذي انعقد في مقر الامم المتحدة في جنيف بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية.
وقال في المؤتمر: "نادرا ما يصبح شعب مضيف للنازحين مهددا هو بالنزوح، وغالبا ما يسقط الأبرياء في تحركات شعبية معترضة على سياسات إقتصادية فاشلة وهذا ما لم يحصل عندنا، فلبنان هو البلد الوحيد الذي لم يتعرض أهله في عز غضبهم المطلبي للنازحين الذين يستضيفهم بسعة صدر بالرغم من أن وجودهم هو أحد أسباب هذه الأزمة الإقتصادية".
وقال: "هذا يشير الى رقي الشعب اللبناني بإستضافته لأكبر حالة نزوح تسجل في تاريخ البشرية والمقدرة بـ 200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد وتوازي نصف شعبه. فلبنان البلد الرسالة، الذي بقي مساحة للتنوع، فتح أبوابه لكل من إضطهد، بدءا من إخوانه الفلسطينيين، وصولا الى إخوانه السوريين. اليوم أناشدكم، أن تقفوا الى جانبه، وأن تمنعوا إنهياره ليبقى الوطن النموذج، لمواجهة كل تطرف، وألا تزيد الحروب الإقتصادية مأساته فيصبح أهله وضيوفهم قافزين على أول قارب بحث عن أرض جديدة في بلدانكم، يجدون فيها حاجتهم وكرامتهم. كارثة إنهيار لبنان ستعني أن بلدا في العالم لن يجرؤ بعدها على إستقبال أي نازح".
وأردف باسيل: "مدرك أننا ندفع سياسيا ثمن مقاربتنا للهجرة، بعدم تأييد مبدأ الإندماج وصولا الى التوطين. دعونا دوما الى تنظيم عودة ممرحلة وآمنة وكريمة للنازحين السوريين الى المناطق الآمنة في وطنهم، وحذرنا من تحول الكثيرين منهم الى طالبي عمل وليس الى طالبي أمن، وها نحن اليوم نشهد عودة طوعية متزايدة لهم بمعدل ألف في النهار الواحد، بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية في لبنان".
وقال كذلك: "كم جاهرنا سابقا أن إقتصاد بلد واحد لا يستطيع تحمل كلفة شعبين، وكم كنت قد شددت على أن لا ناتج محلي من دون العامل المحلي وبإستبداله بالعامل الأجنبي، فإذا بالعاملين يصابان بالبطالة معا. كل هذه المخاوف أضحت حقيقة، والأكثر خطورة الآن بأن يستعمل النازح الضحية وقودا لحرب الآخرين على ارضنا".
وحذر من أن "مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين قد يتوجهون من أرض لبنان اليكم، بسبب ما يخطط لنا. أتمنى أن أكون مخطئا، فننجو معا من مخاطر اللجوء (وأعباء الإندماج) الذي تدفع أوروبا ثمنه تطرفا يمينيا متزايدا، يقابله تطرف آخر يمهد لكافة الصراعات. ماذا سيحل بالإعتدال عندها بعد أن كانت أوروبا إنتهت من النازية والفاشية وكل أشكال العنصرية؟".
ورأى باسيل أن "الوضع لا يبشر بالخير، ما حصل في سوريا مهدد بتكراره عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلبة فهل هذا ما يراد للبنان"، معتبرا "مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة، فإما أن تتحملوا أعباءها أو أن تتحملوا نتائجها. حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة".