اختتام قمة المناخ في مدريد... اتفاق باريس يتداعى وتحذير من ارتفاع كارثي في درجات الحرارة!
"إليسار نيوز" Elissar News
لم تأتِ قمة الأمم المتحدة للمناخ COP24 المنعقدة في العاصمة الإسبانية مدريد بجديد يذكر، فعلى الرغم من اختتام القمة أعمالها اليوم الأحد، إلا أن المؤتمرين عجزوا عن تبني قرارات ملزمة تمثل اليوم السبيل الوحيد لمواجهة تغير المناخ والحد من تبعاته الكارثية، وسط مخاوف من أن يفقد الإنسان السيطرة على ما قد يطرأ من تغيرات لا رجعة فيها، وهذا يعني كوارث مناخية أكثر تطرفا، من الجفاف إلى السيول والفيضانات والأعاصير المدمرة، فضلا عن تأثير كل ذلك على الزراعة وإمدادات الغذاء وكافة النواحي الاقتصادية، فضلا عن تهديد يطاول الأنواع من نبات وحيوان.
وما تزال الدول الكبرى تدافع عن اقتصاداتها وتحجم عن تبني خطوات حاسمة لمكافحة تغير المناخ، وهذا الأمر أثار موجة انتقادات واسعة من الدول الأصغر، أي الدول الهشة بمواقعها واقتصاداتها ومن بينها الدول الجزرية المهددة بالغرق، إلى الناشطين في مجال الحفاظ على البيئة.
محادثات ماراتونية
وينظر إلى محادثات مدريد على أنها مؤشر على الإرادة الجماعية للحكومات لاتخاذ الإجراء الحاسم الذي يقول العلماء إنه ضروري للحد من الانبعاثات المسببة للتغيرات المناخية في الوقت المناسب، وذلك للحيلولة دون وصول درجات الحرارة العالمية إلى نقاط يتعذر الرجوع عنها، وبحسب "رويترز"، فقد ساد الوجوم مع استعداد المؤتمر لإصدار إعلان متواضع يفتقر إلى الوضوح مع دعوة غامضة للدول لرفع مستوى أهدافها فيما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات للعام القادم.
ومن هنا، وبعد أسبوعين من المفاوضات في مدريد انتهت المحادثات الماراتونية إلى تأجيل المفاوضين قرارا حيويا بشأن تنظيم أسواق الكربون العالمية، للعام المقبل، في مـا يتعلق بسبل معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، فيما صدقت وفود مئتي دولة على بيانات تدعو لمزيد من الطموح في تقليص نسب انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ومساعدة الدول الفقيرة التي تعاني من تداعيات التغيرات المناخية.
اتفاقية باريس
وفي السياق عينه، وافقت البلدان أيضا على تخصيص أموال لأضعف البلدان لتعويضها عن آثار الظواهر الجوية الشديدة، والتي تعد واحدة من أكثر القضايا إلحاحا للدول الجزرية الصغيرة، وفق ما أشارت "سكاي نيوز"، إلا أن منظمات بيئية وناشطين اتهموا البلدان الغنية في العالم بإظهار القليل من الالتزام بمعالجة تغير المناخ بشكل جاد.
وكان لافتا للإنتباه، ما قالته نائب رئيس قسم المناخ والاقتصاد في معهد الموارد العالمية للأبحاث هيلين ماونتفورد من أن "هذه المحادثات تعكس مدى انفصال زعماء الدول عن أهمية العلم ومطالب مواطنيهم في الشوارع... يحتاجون للاستفاقة في 2020".
وسط كل ذلك، حذر أنصار البيئة من احتمال تداعي اتفاقية باريس إذا لم تشر الدول المشاركة في قمة مدريد إلى استعدادها لاحترام الاتفاقية من خلال تعزيز خطط خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بشكل سريع.
ويحذر علماء من أنه لن تكون أمام العالم فرصة لتفادي حدوث ارتفاع كارثي في الحرارة إذا لم تتحرك الدول سريعا لخفض الانبعاثات بموجب عملية باريس التي تتوقف على تعزيز الأطراف أهدافها في 2020.