البندقية تغرق في أسوأ فيضان منذ خمسين عاما... والسبب تغير المناخ!

مشاركة


البيئة المناخ

 

سوزان أبو سعيد ضو

"البندقية على ركبتيها"، هكذا قال عمدة البندقية لويجي بروغنارو Luigi Brugnaro، فقد عانت المدينة الشاطئية من أحد أسوأ الفيضانات في تاريخها، وأدت إلى أسوأ مد خلال خمسين عاما حيث وصلت مياه البحر لتهدد الآثار والأعمال الفنية في المدينة التاريخية.

وقد غمرت المياه 85 بالمئة من المدينة، وقال بروغنارو إن المدينة في حالة طوارئ، وأنه طلب من الحكومة الإيطالية المساعدة.

وغمرت المياه التي تحركها الرياح القوية والعواصف الجدران البحرية وحطمت أرصفة أحواض السفن، ودفعت القوارب إلى الشوارع، وغطت المياه أجزاء من المعالم الهامة في المدينة مثل كنيسة القديس مرقس St. Mark's Basilica  ودار أوبرا لا فينيس La Fenice Opera House، على الرغم من أن سرداب القديس مرقس قد غمرته المياه ، إلا أن أحد أعضاء مجلس الإدارة أخبر وكالة الأنباء الإيطالية ANSA أن الهم الرئيسي هو أن المياه ربما تكون قد أضرت بأعمدة الدعم الخاصة بالكنيسة.

وتم الإبلاغ عن وفاة واحدة على الأقل، حيث تعرض رجل يبلغ من العمر 78 عامًا للصعق بالكهرباء،يبدو أنها مرتبطة بالفيضاناتفي منزله، وفقًا لوكالة الأنباء الإيطالية ANSA.

"هذه هي آثار التغيرات المناخية" ، قال بروغنارو عبر موقع التواصل الإجتماعي Twitter وهو يتفقد الأضرار التي لحقت بمدينة البندقية ليلة الثلاثاء.

وقال العمدة إن المد العالي تسبب في "جرح يترك علامات لا تمحى" على المدينة المنخفضة، واعتبارًا من وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وصلت علامة ارتفاع منسوب المياه إلى 6 أقدام وبوصتين (1.87 مترا)، أي أقل بقليل من بوصتين عن أعلى فيضانات سجلت في البندقية في عام 1966.

غالبًا ما تعاني مدينة القنوات من أشد فيضانات المد والجزر في الشتاء وتسمى acqua alta، عندما تصب الرياح القوية المياه من البحر الأدرياتيكي شمالا علما أن أعلى نسبة مياه سجلت في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1966 أيضًا.

وقالت المدينة على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "إنها ليلة طويلة ودرامية للبندقية". وأضافت أن "الفيضانات لا تضاهيها إلا فيضان عام 1966".

وقالت مراسلة NPR من روما سيلفيا بوجيولي: "بنيت المدينة منذ قرون على جزر صغيرة ، كانت المدينة دائمًا عرضة للفيضانات"، وأضافت: "هناك مشروع طموح من الحواجز المتنقلة تحت سطح البحر تسمى MOSE لم تكتمل بعد بسبب التجاوزات في التكلفة وفضائح الفساد، ويقول الخبراء أنه حتى بمجرد انتهائها، فلن تكون كافية للتعامل مع ارتفاع منسوب مياه البحر".

وقد تم تناقل العديد من الصور والفيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، منها الناس تسير في الشوارع والماء تصل إلى ركبها، والمراحيض تفيض بسبب عودة المياه عبر الأنابيب، فضلا عن اهتزاز النوافذ بسبب الرياح الشديدة.

وغمرت المياه قنوات المياه الشهيرة والمناطق التاريخية في جنوب البندقية، فضلا عن المنتجعات الشاطئية في "ليدو" Lido و"بيليسترينا" Pellestrina التب  تضررت بشدة من جراء الفيضانات، وفقا لوكالة الإطفاء والإنقاذ في إيطاليا، Vigili del Fuoco.

وقالت الوكالة إن موظفيها كانوا يعملون دون توقف لإقامة الحواجز وإزالة المياه من منطقة Pellestrina ، وذلك باستخدام وحدات ضخ ذات قدرة عالية تصل إلى معدل شفط 50 متر مكعب من المياه (أكثر من 13000 غالون) في الدقيقة.

بسبب ارتفاع منسوب المياه والرياح الشديدة الناتجة عن العاصفة الشتوية ، فقدت مدينة البندقية ما يقرب من ثلث الممرات المرتفعة التي يبلغ عددها 1100 والتي يعتمد عليها الناس للتنقل في حالات ارتفاع منسوب المياه، وفقًا لمديرية المرافق العامة في المدينة، "غروبو فيريتاس" Gruppo Veritas.

ويقول مكتب التنبؤ بالطقس في البندقية، إنه على الرغم من أن أسوأ فيضان قد مر يوم الأربعاء، فإن المد سيبقى عند مستويات "مرتفعة للغاية" في الأيام المقبلة.

وأفاد موقع "الغارديان" أن شخصين لقيا حتفهما نتيجة الفيضانات في المدينة الموضوعة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وبأضرار لا يمكن إصلاحها بمئات الملايين من الدولارات، وأن المياه وصلت إلى ارتفاع 187 سنتمترا وهو أقل بقليل من 194 سنتمترا التي سجلت في العام 1966، وقد توفي احد الضحايا بسبب صعقه بالكهرباء، بينما وجدت جثة الآخر في منزله.

عن NPR ، The Guardian بتصرف







مقالات ذات صلة