قراصنة يستهدفون مواقع حكومية بشكل تحذيري... وخطوات أكبر آتية!

مشاركة


خاص اليسار

 

 

سوزان أبو سعيد ضو

تستمر الإعتصامات والتظاهرات في الساحات والشوارع الرئيسية، وأمام المؤسسات الحكومية والخاصة، فضلا عن منازل ومكاتب السياسيين والمعنيين ومواقع أخرى عديدة، وفي كافة المناطق في لبنان، وقد توصل الإبتكار في هذا المجال، إلى امتداد الإحتجاجات مساء أمس ليصل إلى الفضاء "السيببراني" بهجوم سيبيري Cyber Attack منظم طاول مواقع حكومية عدة وغيرها، واستهدفها بالتوقف (إسقاط) القسري، بحيث لا يمكن الولوج إليها أو محاولة الحصول على أي معلومات منها.

وهذا الأمر يمكن تفسيره بعدة حقائق مثبتة، فعصب الثورة ومعظم أفرادها من الشباب الواعي المثقف، والمتمكن في المجال التقني إلى حد بعيد، وفي الوقت ذاته، الناقم على ما آلت إليه الأوضاع من بطالة، وصعوبات معيشية وغيرها، خصوصا بعد عمليات قمع منظمة في الشوارع ومحاولات لاختراق هذه الثورة وشرذمتها، وبكافة الطرق، ما أدى إلى حملات متوازية في فضاء الإنترنت الحر والرحب، وبصورة منظمة، ليتم اختراق عشرات المواقع الحكومية، وتوقف كثير منها تماما عن العمل حتى وقت كتابة هذا المقال، على الرغم من أن بعض المواقع حاولت إصلاح ما حصل، وعاد بعض منها للعمل بصورة جزئية وكلية.

وحيث أن هذه الفئة "الصامتة" من الشباب أو التي جرى إخراسها وإسكاتها في الإنتخابات، لجهة السن القانوني وخلافه، ولا سيما إحباط معظمهم من القدرة على التغيير في ظل القانون الإنتخابي المهجن الأخير، أفسحت الثورة لهم، عبر التظاهرات الشارعية، والتغطية الإعلامية الموسعة، فقد نال المواطنون من كافة الأعمار، الفرصة للتعبير عن آرائهم وبحرية، على حساب السياسيين الذين كانوا يحتلون الشاشات، ويفرضون على الناس ما يريدون من نكء للجراح، وإثارة للنعرات، وترسيخ للطائفية والشرذمة بين أفراد المجتمعات المختلفة، للإبقاء على سلطاتهم، وهيمنتهم على الشارع، لا بل وصلت بهم الأمور إلى إراقة الدماء، كما شهدنا في بشامون وغيرها، في الوقت الذي استمرت فيه الأزمات من أزمة النفايات وصولا إلى أزمة رغيف الخبز، والليرة، ومؤخرا الدواء والمستشفيات إلى ذروتها.

وقد انتقلت هذه التظاهرات، على يد بعض الشباب إلى المواقع الإلكترونية للمؤسسات الحكومية، وهو تطور غير مسبوق على مستوى العالم، خلا حالة استهداف المواقع الحكومية في دولة العدو الإسرائيلي منذ شهور من قبل مجموعة "أنونيموس"، علما أن هناك جانبين رئيسيين في هذا الأمر، أن هذا الإختراق كان من الممكن أن يكون أكثر تأثيرا، لو أن الحكومة لدينا E-government، أي مثل بعض البلدان كالعدو الإسرائيلي، فلن يكون لهذا الهجوم وقعا إقتصاديا، كما وأن هذه المراكز الحكومية التي تمثلها هذه المواقع لا تعمل في الوقت الحاضر، بسبب عيد المولد النبوي، وقطع الطرقات من قبل المتظاهرين، فالقصد من هذا الإستهداف تحذيريا، وأن في جعبة المواطنين الكثير من الوسائل المتنوعة للضغط نحو تحقيق المطالب المحق للحراك الشعبي، ولن تقتصر على الشارع فحسب.

وقد علم موقعنا "إليسار نيوز" توقف مواقع كثيرة، مرفقة بالصور ومنها: إعادة إعمار لبنان دار الفتوى، مركز المحفوظات الوطنية، قصر الأونسكو، المجلس الدستوري، لجنة الرقابة على المصارف، المجلس الأعلى للخصخصة، وزارة الخارجية والمغتربين، وزارة السياحة، مجلس الجنوب، مجلس شورى الدولة، موقع مجلس النواب، المجلس الأعلى اللبناني السوري، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ميناء بيروت، دولة الرئيس رفيق الحريري ومواقع أخرى، وكما ذكرنا عاد البعض منها للعمل بصورة جزئية أو كلية.

وأكد مصدر مقرب من مجموعة القراصنة التي استهدفت هذه المواقع لـ "إليسار نيوز"، أن ما حصل هو خطوة تحذيرية، وأن هناك خطوات أكبر آتية، وستستهدف مواقع أخرى مقربة من السلطة، وسيتم الإبلاغ عن هذه المواقع في وقت لاحق، وبعد حدوث الهجوم، وأرفقوا بردهم النص التالي باللغة الإنجليزية:

“Let your plans be dark and impenetrable as night, and when you move, fall like a thunderbolt.”

― Sun Tzu, The Art of War

وهو ما يرادفه باللغة العربية (وهو نص لعسكري استراتيجي صن تزو من الصين حول فن الحرب) : "اجعل خططك مظلمة ولا يمكن اختراقها كالليل، وعندما تتحرك ، فاسقط كالصاعقة".

وتأتي هذه الخطوات من الحراك وغيرها كالطرق على الطناجر ومسيرات الشموع بصورة عفوية، كوسيلة للضغط على المعنيين للبدء بالإستشارات الملزمة لإنشاء حكومة انتقالية، مع مبادرة السلطة بالتلويح بقضايا تمس المواطن منها، النقص في الأغذية والأدوية والمشتقات النفطية وتدهور سعر الليرة وغيرها، ما يثير المزيد من السخط الشعبي واستمرار المواجهات.

 

 

 







مقالات ذات صلة