خبير أمن الإنترنت غسان بلطه جي يوضح حقيقة فيديو تهديد مجموعة "أنونيموس" لسياسيي لبنان!
سوزان أبو سعيد ضو
انتشر فيديو عبر تطبيق التواصل الإجتماعي "إنستاغرام" من حساب يسمى بـ "شرطة المشاهير"، لشخص يرتدي قناع مجموعة "أنونيموس" ووجه رسالة إلى الشعب اللبناني تضامنا معه في ثورته ضد السلطة الحاكمة، وجاء في الفيديو: "تحية للشعب اللبناني، كنا نتابع ثورتكم عن كثب خلال العشرة أيام الماضية، ونتقدم إليكم بالتهاني فقد سمع العالم أجمع صوتكم".
وتابعت المجموعة: "نحن نعلم مدى فساد السياسيين لديكم، ونريد مساعدتكم، ترقبوا خلال الأيام القادمة، فنحن نحضر لهجوم عبر شبكة الإنترنت، ضد السياسيين في بلادكم منهم فؤاد السنيورة، جبران باسيل وسعد الحريري وغيرهم، وسنكشف وثائق غاية في السرية حول حساباتهم السرية، وتذكروا، السلطة لا تفسد الإنسان، بل الإنسان يفسد السلطة".
بلطه جي
من جهته، قال خبير أمن الإنترنت Internet &Cyber Security Expert ورئيس شركة خاصة بأمن الإنترنت، غسان بلطه جي لـ "إليسار نيوز": "من مصادر لا يمكنني الكشف عنها، ووفقا لدراسات قمت بها عن المجموعة، كما وصلتني بعض المعلومات، فليس هذا الفيديو من مجموعة Anonymous International أي أنونيموس العالمية بل هو من مجموعات أو مجموعة محلية، وتراهن على إشاعات وأخبار عن تدخل المجموعة العالمية في الشأن اللبناني، للتوضيح، هناك أسباب عدة لعدم تدخل المجموعة العالمية حتى الآن، فليس لدينا حكومة الكترونية أي e-government مثل إسرائيل وغيرها من الدول، وقد ألحقت بها المجموعة أضرارا كبيرة، كما أنه ليس في لبنان ملفات هامة online يمكن الحصول عليها بطرق معينة، وليس هناك مواقع لبنانية لديها بيانات Data مهمة، بل إن معظم المعلومات محفوظة في ملفات في غرف سوداء لا يعرف لها قرار، كما أن أموال السياسيين ليست في بنوك محلية بل عالمية، مثل سويسرا وغيرها، أي أن على أي شخص للحصول على المعلومات عن الحسابات في البنوك العالمية، وهذا يعرض Anonymous International لحرب كبيرة مع حوالي 20 دولة، وتتعلق المسألة بمصالح اقتصادية كبيرة للغاية، وبنفس الوقت لن تنفع هذه العملية بشيء، بل سينكرون وسيغيرون المصارف والحسابات، فالمجموعة العالمية تتابع ما يحصل في لبنان، وتبحث عن الطريقة الفضلى للتعامل مع الوضع والتدخل إن احتاج الأمر، كما أن الجيش اللبناني والأمن الداخلي اللبناني لم يتعرض للمحتجين، والمجموعة تقدر هذا الأمر خصوصا وأنها تدعم لبنان وشعبه في نضالهم ضد العدو الإسرائيلي، ولا تريد عداوة مع قوى الأمن والجيش، ومن جهة ثانية ولو تم الكشف عن هذه الحسابات وغيرها بهذه الطرق، فهناك نصوص في القانون الدولي لا تعترف بمعلومات أتت بطرق غير قانونية وتعتبر لاغية، ولا يمكن ملاحقة السياسيين من مصدر معلومات مشكوك بأمره، وبغض النظر إن كانت المعلومات صحيحة أو خاطئة خصوصا وأن المجموعة تعتبر إلى حد ما إرهابية".
Anonymous International
وأضاف بلطه جي: "ووفقا لمصادري، فإن المجموعة العالمية ليست مسؤولة عما تقوم به ربما مجموعة قراصنة محلية، ولن تتدخل، ووفقا للتحريات، فالفيديو الأساسي، الفيديو على قناة على يوتيوب لأحد هواة الألعاب، وقد يكون مؤيدا لـ Anonymous International، وقد يكون هو من صور هذا الفيديو أو أحد مجموعته، وقد تم الحصول عليه من بعض الوسائل الإعلامية، وقاموا بترجمته ووضع Water Mark عليه خاصة بموقع معين، ليكونوا السباقين بنشر هذا الخبر، وبكل الأحوال فإن المجموعة العالمية تؤكد أنها لا تتبنى هذا الفيديو".
حقيقة الفيديو
وقال:"قمت بأخذ بيانات من الصور وكما تشاهدون، وضعت صورة الفيديو الأصلي والذي نشر من 11 ساعة لدى مطور للألعاب واسم قناته على يوتيوب Gamer 4 life وبالمقابل فيديو الموقع الذي ادعى الحصرية لهذا الفيديو على موقع إنستاغرام منذ 5 ساعات، وأعتقد أن على الدولة اللبنانية وأجهزتها، متابعة هذه الأخبار المغلوطة ومحاسبة مروجيها، ومتأكد أن هذا الأمر يهمها خصوصا لجهة أن هناك تهديد بالخرق الإلكتروني، ومعرفة مصدر الفيديو الأصلي، ولدي كافة البيانات، وأضعها برسم المعنيين ليتمكنوا من ملاحقة الموضوع، خصوصا وأن الفيديو المترجم قد شاهده مئات الآلاف، وتم تناقله عبر عشرات المواقع، أي أنهم أخذوا معلومات مغلوطة وغير صحيحة، وأشاعوا الذعر من خطر القرصنة، فمن المعروف أن المجموعة العالمية تمكنت من اختراق حسابات حساسة لدى وزارات ومؤسسات لدى العدو الإسرائيلي، وتمكنت من تعطيلها في الأشهر السابقة"، وأضاف:"هو واجب علينا توضيحه للرأي العام المحلي والعالمي، وتصحيح المعلومات كما أوضحنا سابقا".
وأشار إلى أن: "المجموعة العالمية تدخلت في الثورة اللبنانية، ومنذ اليوم الأول، عبر شبكات التواصل لديها، إذ عملت على توزيع المعلومات من صور وفيديوهات على أوسع نطاق، وطلبت من المواطنين اللبنانيين مشاركة الصور والفيديوهات عبر وسوم (هاشتاغ) Hashtag ليمكن توزيعها عبر قنوات خاصة بها، ما عمل على إيصال هذه الثورة حول العالم، لذا شهدنا ردود فعل سريعة من الحكومة، وبرأيي الخاص فمطالب الثورة وإن كانت محقة، لا زالت غير واضحة وينقصها التنسيق، خصوصا بسبب طبيعة المجتمع اللبناني لجهة تفاوت الطبقات الإجتماعية وتنوع الطوائف في لبنان، ولن تتدخل Anonymous لصالح أي من هذه الطبقات أو الطوائف أو المجموعات، كون هذا الأمر يعتبر بالنسبة لها مضيعة للوقت، وهدف Anonymous الخير للناس ومحاربة الفساد ودون تمييز".
وقال بلطه جي: المعلومات الأكيدة أن Anonymous تتعاطف مع ما يحصل في لبنان خصوصا لجهة الثورة ، وقد قامت المجموعة بنشر وتوزيع الأخبار عنها عبر شبكات لها، ما ضغط على الحكومة، ووضعتها تحت المجهر من قبل المجتمع العالمي، وشاهدنا هذا الأثر من اليوم الثاني، ما دفع الرئيس الحريري لتقديم ورقة اقتصادية لم يسبق لها مثيل، فضلا عن الضغط بحيث لا تتصرف بطريقة سيئة مع المتظاهرين، والدليل أن هناك العديد من التحركات السابقة ولم تلق الإهتمام من المجتمع العالمي، أما في هذه الثورة فإن المجموعة قد نشرتها حول العالم وبأدق التفاصيل لتصل وتؤثر بصورة مباشرة".
وختم بلطه جي: "لا يعني هذا الأمر أن مجموعة Anonymous لن تتدخل، إن حصلت تجاوزات بحق المتظاهرين، بل إنها من المؤكد تراقب الوضع عن كثب، لتقوم بالتحرك بما يلزم لمصلحة صرخة الشعب اللبناني المظلوم وغيره والذي أوصلت صرخته للعالم، وتدرس كافة الإحتمالات، بما يخدم الحرية والكرامة ونصرة المظلومين ومحاربة الفساد وفي كافة أنحاء العالم.