إليانا عبود

تتطور الحياة على إيقاع يتسارع باضطراد، فالتقدم التكنولوجي فرض حضوره على مجمل سلوكياتنا اليومية، ومواقع التواصل الاجتماعية حولتنا جمهورا غير اجتماعي يتحلق خلف الشاشات وفقدنا الكثير من دفء العلاقات الإنسانية، وإذا ما نظرنا إلى ما نعيشه منذ سنوات عدة مع الهواتف الذكية نجد أننا أصبحنا أسرى لهذا الجهاز الجهنمي، والأنكى أنه من المستحيل التخلي عنه، كما التخلي عن سائر التقنيات والتكنولوجيا الحديثة وفي مختلف ميادين الحياة.

سمومبي Smomby

إذا ما دققنا النظر في سلوكيات الناس اليومية نجد كيف أنهم يسيرون في الشوارع وعيونهم لا تحيد عن هواتفهم، في السيارة، في البيت، في كل مكان نجد تطور هذه الظاهرة بوجهها السلبي، ومن هنا، ظهر مصطلح، بات يعرف بالـــ "سمومبي" Smomby، المختصر من "سمارت فون أو الهاتف الذكي" و"زومبي".

ومع انتشار هذه الظاهرة فرضت بعض الدول غرامات على الأشخاص الذين يتجولون في الأماكن العامة مستخدمين هواتفهم، درءا لمخاطر جمة كوقوع حوادث سير خطيرة ومميتة، فيما عمدت المجالس المحلية في الكثير من المدن إلى فرض غرامات أيضا على كل من لا يلتزم الخطوات التحذيرية أو الإرشادية التي تضعها البلديات عند تقاطع بعض الشوارع والأماكن الخطرة على الطرقات.

Fear of missing out

وفي هذا السياق، وبحسب "البيان" الإماراتية، أصدرت مدينة أوغسبورغ Augsburg الألمانية، إنذارات خاصة على معابر المشاة باللون الأحمر في حال سير حركة المرور عليها، نظرا لكون الكثيرون من الأشخاص يكونون مشغولين بهواتفهم ولا ينظرون إلى إشارات المرور.

ومن الجانب النفسي، حلل علماء النفس هذه الظاهرة، وسموها "الفومو" أو الخوف من الضياع، واشتقوها من عبارة Fear of missing out"" بالإنجليزية، والخوف من فقدان شيء مهم.

مشاكل جسدية

وذكرت دراسة ألمانية أن العديد من الناس لم يعودوا يتذكرون كيف يستطيعون الاستمتاع بأوقات فراغهم، وغالبا ما يتحول ذلك إلى توتر، إذ يقضي الكثيرون من الأشخاص أوقات فراغهم على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتقليد النجوم والمشاهير على هذه المواقع.

ويتسبب الاستخدام الدائم والمتواصل للهواتف في مشاكل جسدية عديدة، منها أوجاع الرقبة نتيجة لخفض الرأس باستمرار بالإضافة للصداع وآلام أسفل الظهر.

وأكد الخبراء بأنه لا يمكن الاستغناء عن استخدام الهواتف الذكية بشكل دائم، ولكن اقترحوا التقليل من استخدامها، بالإضافة لعدم استخدام الهاتف قبل فترة النوم.