"التفاح المر" على طاولة مجلس الوزراء!
إليانا عبود
لفتة مهمة وكريمة لوزير الزراعة حسن اللقيس قبل مشاركته في أعمال جلسة مجلس الوزراء أمس، حين راح يوزع تفاحا على الوزراء والصحافيين ومنشورات حملت صورة التفاح اللبناني بألوانه الصفراء والخضراء والحمراء، تضمنت ملخصا عن فوائده وأوجه استخدامه في علاجات متعددة، لتذكير المعنيين أن ثمة قطاعا يتطلب الرعاية والدعم والاهتمام.
وكان اللقيس قد وصل إلى قصر بعبدا ومعه صناديق من التفاح كمبادرة منه ولمناسبة "يوم التفاح اللبناني" لدعم هذا المنتج، وقال: "تفاح بلادك إلك ولولادك، شعار تطلقه وزارة الزراعة ليوم التفاح اللبناني في الخامس من تشرين الأول برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون".
أبعد من رمزية هذه الخطوة، لم نتعلم إلى اليوم أن قطاع الزراعة يؤمن الاستقرار الاقتصادي المفقود، شأنه في ذلك شأن سائر القطاعات والمرافق الإنتاجية، فيما الاقتصاد الريعي القائم على الخدمات لم يجلب للبنان إلا الكوارث والخضات الاقتصادية والمالية على نحو ما نشهده اليوم.
قطاع التفاح ليس يوما نحتفل فيه بأكل تفاحة، بل يجب أن يكون بمثابة احتفال دائم على مدار السنة، يبدأ بدعم المزارعين، والحد من تمادي مافيات الأدوية والأسمدة الزراعية، وتوفير القروض الزراعية الميسرة، وتقديم الإرشادات سبيلا لتأمين إنتاج قادر على المنافسة دوليا.
التفاح الذي حمله وزير الزراعة إلى طاولة الوزراء هو "تفاح مُر" زُرع بالتعب والدين والقهر، ويستجدي معه الوزراء تسويقا وقليل من كرامة تظل سمة من يتعلق بأرضه، وربما لا يعلم الوزراء الذين تذوقوا سكر التفاح أنه هذه الثمار بطعم مر، خصوصا وأن شجرة التفاح تحتاج إلى رعاية على مدار العام، ولذلك تعرف بـ "الشجرة المدللة".
فمتى تستفيق الدولة وتدرك أن قطاع الزراعة يمثل لبنة أساس في بناء اقتصاد قوي وقادر لا اقتصاد ريعي وتابع؟