بس تجمع غيرك بيسمع... مبادرة بيئية إنسانية رائدة!
سوزان أبو سعيد ضو
مع الزيادة المضطردة في شراء العبوات البلاستيكية على أنواعها وخصوصا القناني البلاستيكية، وعلى الرغم من دعوات التخفيف، تبقى هذه المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة، آفة تعاني منها المجتمعات كافة وحول العالم، إلا أن مبادرة رائدة في لبنان، لفتت الإنتباه تحت عنوان " بس تجمّع غيرك بيسمع"، بدأت بتنفيذ بندين من بنود إدارة النفايات الثلاث، أو ما يعرف باللغة الإنجليزية The Three Rs of waste management وهي التخفيف Reduce، إعادة الإستعمال Reuse والتدوير Recycle، فقد قامت مجموعة "ضاحيتي بيتي" ليس بإعادة استعمال أغطية العبوات البلاستيكية، وإعادة تدويرها في منشآت خاصة فحسب، بل امتدت لتشمل بعدا إنسانيا، بأن تموّل هذه الأغطية التي يتخلص منها الناس عادة في النفايات دون الإستفادة منها، شراء سماعات طبية لأشخاص يعانون من إعاقات سمعية، ولمشاريع أخرى تساهم في تمكين الفئات الأقل حظا في المجتمع.
وفي هذا المجال، قالت مؤسسة مجموعة "ضاحيتي بيتي" المهندسة في مجال العمارة والديكور الداخلي رنا قاروط عن هذه المبادرة لـ "إليسار نيوز: " هي مبادرة بيئية إنسانية في آن واحد، انطلقت بهدف حل مشكلة بيئية مستعصية، لمساعدة من هم بحاجة، وبدأت ضمن الورش البيئية التي اقوم بها سنوياً في المدراس والجامعات لتعريف الطلاب على الفرز من المصدر و الحفاظ على البيئة من خلال مشروعي (ضاحيتي بيتي)، وخلال ورشة بيئية للطلاب في جامعة USAL، حول موضوع الفرز من المصدر، توصل الفريق المشارك مع مجموعة (ضاحيتي بيتي) إلى هذه الفكرة وتواصلنا مع مؤسسة الهادي للصم التي أبدت تجاوبا لهذه المبادرة وتبنتها، وقمت بعدها بتصميم الشعار واللوغو وأطلقناها عبر وسائل التواصل في حزيران/يونيو من هذا العام، وبدأت تتطور هذه المبادرة وتتوسع واستقبلها الناس بطريقة ممتازة ولاقت ترحيبا من الجميع".
وأضافت قاروط: "طلبنا من الناس تجميع كل أنواع أغطية البلاستيك القاسية الخاصة بالعبوات، وعلى الرغم من تركيزنا على التخفيف من استهلاك هذه العبوات، فاستهلاك العبوات البلاستيكية لن يقل على المدى القريب، ويتبقى الكثير حتى لو تم اعتماد مبدأ التخفيف"، ولفتت إلى أن "هذه المبادرة بدأت في منطقة الضاحية، ونأمل تعميمها على كافة المناطق، وما زلنا في طور تجميع الاغطية والكميات، وبعد عملية الجمع سيتم بيع الاغطية لمصانع خاصة وبثمنها يتم شراء سماعات طبية"
وأشارت قاروط إلى"تجاوب أعداد كبيرة من المؤسسات التجارية الخاصة مع المبادرة، مثلا مقهى الضاحية وقد ضع في تصرفنا مستوعبا خاصا للجمع، نوادٍ رياضية، محلات غذائية، ومدارس ومؤسسات تربوية، ونسعى لتعميمها على كافة المدارس، كما وصلت هذه المبادرة إلى البقاع الغربي والجنوب وبيروت، ونأمل أن تشمل التقديمات في المستقبل المنح لأغراض تعليمية خصوصا لمن يعاني من صعوبات تعليمية، وشراء كراس للمقعدين وغيرها".
وقالت: أول سماعة طبية قدمتها (ضاحيتي بيتي)، من خلال مساعدة من إحدى المشاركات معنا في الفرز، وقامت بتقديم سماعة وبالتالي تبرعنا بها لشخص أصم".
وفي هذا المجال، أشادت قاروط بجهود الاستاذة عبير حبيب من مؤسسة الهادي للصم، والأستاذة غادة حيدر من جامعة الاداب والعلوم اللبنانية.
علما أن هذه المبادرة قد لفتت الإنتباه، خصوصا بعد أن تم تداولها على مواقع التواصل الإجتماعي، وسنتابع في موقعنا "إليسار نيوز" مثل هذه المبادرات الهادفة، والإضاءة عليها، على أمل أن تصل هذه المبادرات إلى أهدافها وأن تعمم في كافة المناطق، تمهيدا ليخطو لبنان نحو تحقيق التطور والإنماء والإستدامة