"آي سي" خاص بالخنافس... مكيفات هواء من روث الحيوانات!

مشاركة


خاص اليسار

خاص - "إليسار نيوز" Elissar News

عندما نتمكن من تفسير ظروف حياة بعض الكائنات وكيفية مواجهتها ظروف الحياة والتكيف معها، تزداد دهشتنا خصوصا عندما نتعرف نظم وقوانين تحكم دورة حياته، لا سيما وأن هناك الكثير من أسرار لا نعرف عنها إلا القليل، وما يثير فضول الخبراء والعلماء، هو قدرة بعض الكائنات على التأقلم في محيطها الطبيعي، في سبيل تأمين استمرار حياته تبعا لنظم ايكولوجية تبدو أحيانا شديدة التعقيد والغرابة.

فمن كان يتصور على سبيل المثال أن يلجأ نوع من الخنافس إلى روث الحيوانات البرية ويتخذ منها ما يشبه جهاز التبريد كوظيفة؟

       ولطالما أثار سلوك الخنافس فضول الباحثين حيث حاول بعضهم معرفة سبب صعود الخنفساء فوق كريات الروث عندما ترتفع درجة حرارة ساقيها الأماميتين أو درجة حرارة رأسها. فريق من العلماء نجح مؤخرا في فك هذا اللغز.

وكان علماء من جنوب أفريقيا قد أكدوا أن الخنفساء المعروفة بـ "خنفساء الروث" Dung beetle لا تستخدم هذا الروث كمخزون غذائي فحسب، بل تعتمد عليه في المناطق الحارة كنوع من "جهاز التكييف".

وأوضحت جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ أن "هذه الكريات الرطبة تجعل درجة حرارة الخنافس منخفضة حتى وإن حركت في الرمال الساخنة، ووزنها يفوق وزن جسمها بما يصل إلى 50 مرة". وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة من خلال دراسة سلوك هذه الجعلان بالتعاون مع باحثين من السويد ونشرت نتائجها في مجلة "كارانت بايولوجي" Current Biology العلمية.

سلوك الخنافس يثير فضول الباحثين

وأوضح البروفسور والخبير في الحياة الطبيعية ماركوس بايرن المشارك في الدراسة من جوهانسبرغ أن "الخنافس تصعد فوق كريات الروث عندما ترتفع درجة حرارة ساقيها الأماميتين أو درجة حرارة رأسها".

في الأصل كان الباحثون يريدون من خلال الدراسة بحث سلوك هذه الخنافس أثناء دحرجة كريات الروث التي أعدتها بالفعل، ذلك السلوك الذي يشبه الرقص لتحديد الاتجاه، حيث تلتف الخنافس كثيرا مرتكزة على محورها، وذلك حسبما ذكر الباحثون السويديون في مجلة "بلوس ون" plus one الأميركية المتخصصة، حيث أشاروا إلى أن هذه الخنافس تستخدم الشمس لمعرفة اتجاهها، وذلك بهدف دحرجة كريات الروث على خط مستقيم بين كومة الروث والمكان الذي تدحرجها إليه، لأن كومة الروث تكون في كثير من الأحوال مسكونة من خنافس منافسة لا تقوم بتكوين كريات خاصة بها لتدحرجها إلى موضع عيشها، حيث إنها تفضل سرقة كريات الخنافس الدؤوبة.

كريات الروث... مكيفات طبيعية

وغالبا ما تستخدم هذه الكريات كغذاء ليرقات الخنافس والتي تكون في أماكن آمنة ومحمية.

وقال بايرن موضحا: "لاحظنا أن الخنافس تحتضن كريات الروث مرات عديدة أثناء حرارة الظهيرة". كما أوضح الباحثون من خلال تجارب أخرى أن الخنافس تقفز فوق كرياتها الرطبة عندما تكون أرضيتها ساخنة بواقع سبع مرات أكثر منه عندما تكون الأرضية باردة، وأنها تمسح منطقة الوجه مرارا في كرة الروث أثناء قيظ الظهيرة، وذلك بهدف تبريد الجسم بشكل أفضل، حسبما يرجح الباحثون الذين رأوا أن كرة الروث تبرد الرمال التي تسير عليها الخنافس بشكل إضافي عندما تدحرجها الخنافس على الرمال.

وللتأكد من صحة هذه النظرية قام الباحثون بكساء سيقان الخنافس بطبقة من السليكون لحمايتها من حرارة الأرض "واندهشنا بشدة عندما وجدنا أن ذلك كان مجديا للخنافس حيث قلت عدد المرات التي تحتضن فيها الجعلان ذات السليكون كريات الروث مقارنة بالخنافس التي لا (تنتعل) السليكون" حسبما أوضح يوخن سمولكا من جامعة لوند في السويد.

وخلص الباحثون من خلال الدراسة إلى أن هذه الخنافس تستطيع العمل في ظروف صعبة لا تستطيع حيوانات أخرى من شعبة المفصليات العمل فيها قطعا.

 







مقالات ذات صلة