في قرية جوار الحوز ومحيطها...توقع حالة الطقس باستخدام ورق التين!

مشاركة


خاص اليسار

 

 

سوزان أبو سعيد ضو

صادف يوم السبت 14 أيلول/سبتمبر يوم عيد الصليب، الذي يحتفل به  الموارنة في لبنان، إلى جانب المسيحيين الذين يتّبعون التقويم الغربي، ويتزامن هذا الوقت مع عادات تراثية عدة، ولعل اللافت للإنتباه في هذا المجال طريقة لتوقع حالة الطقس باستخدام ورق التين.

وفي هذا المجال، نشرت ريتا أيوب على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، طريقة اعتمدها الراحل والدها والعديد من أجداد بلدة جوار الحوز وابناء القرى اللبنانية خصوصًا الجبليّة منها، كموروث تراثي، لتوقع حال الطقس عبر نشر 12 ورقة تين على سطح المنزل، ووضع حصى عليها، وبالتتابع يطلق على كل ورقة اسم شهر من شهور السنة، وذلك مساء 13 أيلول/سبتمبر، ومن ثم يتم فحص الأوراق في اليوم الثالي، وتسجيل وضع كل منها وفقًا للرطوبة والجفاف، وتعيينها للشهر المرافق.

وقالت أيوب لـ "إليسار نيوز": "لم تكن لدى الأجداد طرق لتوقّع حالة الطقس كما في وقتنا الحاضر، وهذه الطريقة كانت متبعة ولا زالت كموروث تقليدي ثقافي. إلى جانب اوراق التين، يعتمد المزارعون أيضًا على ما يُسمى "البواحير"، وأضافت: "كل ورقة يتم فحصها، لمعرفة إن كانت جافة، فإن الطقس مشمس، أو رطبة، فهو ماطر وهكذا،  ووفقا لورق التين، فالنتيجة هي كما يلي: تشرين الأول/ أكتوبر، معتدل ومشمس في معظمه، تشرين التاني/نوفمبر، مشمس، كانون الأول/ديسمبر، معتدل ورطب أحيانا، كانون التاني/يناير، أمطار، شباط/فبراير أمطار وعواصف، آذار/مارس معتدل مائل لمشمس،
نيسان/أبريل حار للغاية، أيار/مايو رطب، حزيران/يونيو معتدل، تموز/يوليو مشمس، آب/أغسطس هناك بعض الرطوية، أيلول/ سبتمبر القادم، رطب قليلا"،

وتابعت أيوب: "أما فيما يخصّ البواحير، فتتم مراقبة طقس اليوم التالي ليوم الصليب أي يوم 15 أيلول/سبتمبر، وهو يمثل شهر تشرين الأول/أكتوبر وهكذا حتى 12 يومّا بعده، ويسمى كل يوم بـ (باحورة الشهر) أي (باحورة تشرين الأول)،  ونقوم بتسجيل ملاحظات حول كل شهر منها، وهذه تسمى في الموروث الثقافي (بواحير الموارنة) أو وفقا للطقس الغرب،. أما (بواحير الروم) فتبدأ في ٢٧ أيلول/سبتمبر،  بعد (صليب  الروم) أي عيد الصليب لدى طائفة الروم (الطقس الشرقي)، في 26 أيلول/ سبتمبر، ويعين يوم 27 أيلول/ سبتمبر كشهر تشرين الأول/أكتوبر ويتم مراقبة باحورة شهر تشرين الأول وهكذا لمدة 12 يوما تالية".

وأشارت أيوب إلى أنها تتابع الطريقتين في التوقّع بالطقس وقالت: "بالنسبة لشهر تشرين الأول مثلًا، فإن الطقس وفقًا للطريقتين معًا، ووفق ما لحظته من ورق التين والبواحير، فـأول الشهر مشمس، وابتداء من الأسبوع الثالث يكون الطقس ماطرًا، أما في الأسبوع الأخير، فيتوقف المطر، ولكن يظل الطقس غائمًا وهكذا دواليك".

وقالت أيوب: "هناك نوع من التنافس الإيجابي والمحبب بين الروم والموارنة يتداولونه عن طريق المزاح، لمناقشة أي البواحير كانت أكثر دقة، أو أي هذه التوقعات أصح، ولعل الأهم من كل هذا، هو روعة هذا التقليد التراثي، بغض النظر عن نتيجته سواء تطابقت أحوال الطقس معه أم لا، ومتابعته من قبل الأجيال المعاصرة، واعتباره تقليدًا ثقافيًا يحمل معه ترابطًا بين الأجيال، وحنينًا لموروث الأجداد، لذا نحبه ونتابع القيام به".







مقالات ذات صلة