المراهقة التي حركت جيلا نحو الثورة المناخية... ثونبرغ وصلت إلى نيويورك بحرا!

مشاركة


البيئة المناخ

 

سوزان أبو سعيد ضو

أن ترسخ مبادئك بالتنفيذ والتطبيق، هو أمر قد لا يستطيعه الكثير من البالغين، ولكن بالنسبة للطفلة غريتا ثونبرغ صاحبة الـ 16 ربيعا، فهو فعل إيماني راسخ بقضية تغير المناخ، وما قد يجره التسويف والمماطلة في إيجاد الحلول وبسرعة، على الكوكب من ويلات وأعاصير وكوارث.

وبعد رحلة استغرقت أسبوعين والإبحار عبر المحيط الأطلسي، وصلت غريتا ثونبرغ، الناشطة المناخية السويدية إلى نيويورك، وقامت بالتغريد على موقع "تويتر" صباح الأربعاء الماضي عندما رست السفينة قبالة جزيرة كوني، وبعد التخليص الجمركي والمعاملات في دائرة الهجرة، فقد وصلت إلى الشاطئ في مانهاتن بعد الظهر.

وقد حضرت ثونبرغ إلى الولايات المتحدة لحضور قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي وتقول إنها أبحرت لأنها تحاول التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة التي تأتي مع الطيران على متن طائرة تجارية.

وقامت ثونبرغ بتوثيق رحلتها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك المشاركات عبر البحار في ظروف قاسية مع أمواج عالية.

وتقول غريتا أنها تعرفت إلى تغير المناخ وهي في سن الثامنة، وأرقها ما يمكن أن يحدثه هذا الأمر لمستقبل الأرض وجيلها والأجيال القادمة، وفي عمر الحادية عشر عانت من الإكتئاب وتوقفت عن الطعام والكلام لأشهر، وفي حديث لموقع "تد توك" TED Talk تحدثت عن تشخيص الأطباء لحالتها بأنها تعاني من "متلازمة أسبرغر" Asperger\s syndrome و"الوسواس القهري" OCD والخرس الإنتقائي selective mutism، وتحولت بعدها وبالضغط منها على عائلتها إلى النظام النباتي، واتباع كافة الوسائل للتخفيف من آثار التغير المناخي ومنها عدم استعمال الطائرات في التنقل لما تساهم به من تلوث للجو.

وقد تم ترشيح هذه الصغيرة لنيل جائزة نوبل بسبب إلهامها لهذه الحركة التي استقطبت الملايين حول العالم!

وفي هذا المجال، فقد انضم إلى غريتا يوم الجمعة جموع من المراهقين لأول اعتصام مدرسي أمام مقر الأمم المتحدة، وقد شجع عبور هذه الشابة الأطلسي على مشاركة البعض في التظاهرة المناخية التي اجتاحت العالم للمرة الأولى.

ورفع المحتجون العديد من اليافطات والرسائل المعبرة، منها "لا تراقبونا فحسب، بل شاركونا"، "تغيير النظام، لا تغير المناخ"، بينما استمرت غريتا في حمل شعارها الذي رفعته منذ العام 2018 وهو بالسويدية skolstrejk för klimatet أي "إضراب المدارس لأجل المناخ"، وقد تم استقبال اثنين من المتظاهرين مع غريتا في اجتماع غير مخطط له مع رئيس الجمعية العامة ماريا فرناندا إسبينوزا بعد تلقي دعوة أثناء الاحتجاج بعد ظهر يوم الجمعة.

وقد قام الثلاثي بجولة  بما في ذلك معاينة لمنصة الجمعية العامة، والتي ستتحدث فيها ثونبرغ خلال قمة العمل المناخي التي ستعقد الشهر المقبل، كما اجتمعوا مع إسبينوزا، حيث تحدثوا عن القمة والإحترار العالمي وحرائق الغابات في كافة أنحاء العالم ، وحرائق الأمازون والمواد البلاستيكية المعدة للإستخدام لمرة واحدة.

وإحدى زائرات مقر الأمم المتحدة هي ألكساندريا فيلاسنيور Alexandria Villaseñor وعمرها 14 عاما، وقد بدأت اعتصامها أمام مقر الأمم المتحدة كل يوم جمعة منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقالت: "وجود غريتا هنا حفز الطلاب على الإعتصام، وبسبب الإلهام الذي بثته فيهم، وكل من كان يضرب كل يوم جمعة أيضا".

وقالت: "إن ما يهم حقًا لوجود غريتا هنا اليوم هو بداية شيء جديد، لأنه مع انعقاد قمة المناخ ، فإن الطريق أمام جميع الشباب أن يتحدوا هنا ويرسلوا رسالة إلى قادة العالم في قمة المناخ تلك، وعلى الرغم من أن رحلة غريتا إلى ماليزيا انتهت قبل يومين ، إلا أن النشاط المناخي الذي سنتخذه بشأن هذه القارة قد بدأ بالفعل".

وقالت Esme Ruiz ، البالغة من العمر ثماني سنوات من نيويورك، التي حضرت مع والدها ، "إن العالم يذوب حرفيًا أمام أعيننا ولا أحد يدرك ذلك. نحتاج إلى تثقيف العالم وتعليمه ... من الصعب إجراء بعض التغييرات في بعض الأحيان، ولكن إذا كنت بحاجة إلى إنقاذ العالم، فسوف أقوم بذلك بدلاً من الموت".

وأشار معلمين إلى "تأثير غريتا" في طلابهم، وأنه بداية حركة طلابية مناخية عالمية.

المصادر: الغارديان ووكالات.

 

 

 

 







مقالات ذات صلة