جريمة موصوفة...نفايات طبية ترمى وتحرق بين المنازل في بلدة تول الجنوبية!
سوزان أبو سعيد ضو
تتابعت أخبار مقلقة، ومن مناطق عدة عن إلقاء بعض المستشفيات نفاياتها الطبية في مستوعبات النفايات العادية، وفي المكبات العشوائية كما ورد سابقا حول وجود بعض هذه النفايات في منطقة الكورة، ما يفتح الباب واسعا، أمام الوزارات المعنية لإجراء تحقيق حول كيفية تخلص كل مستشفى من نفاياتها التي تعد خطرة من الناحية البيولوجية والكيميائية وغيرها، فضلا عما تشكله من خطر على الكائنات الحية القريبة وتلوث للمياه الجوفية والمجمعات السكنية والتربة وغيرها.
وفي هذا السياق، ومنذ فترة، لاحظ الناشط محمود شعيب مجموعة من الكلاب الشاردة التي تنقب بالنفايات قرب منزله في بلدة تول التابعة لبلدة الكفور في قضاء النبطية، وهو أمر بدأنا نشاهده في كافة مناطق لبنان مع انتشار المكبات العشوائية، ولكنه ومنذ أسبوع اكتشف سبب تجمع هذه الكلاب الشاردة الضخمة وبأعداد كبيرة، إذ كانت تتغذى على ما ترميه مستشفى الشهيد راغب حرب، وقرب حائط المستشفى من أكياس مقفلة تحتوي أمصالا والعديد من نفايات المستشفى المختلفة، وليس ذلك فحسب، بل كان يتم حرق هذه النفايات بين البيوت وعلى مرأى من الجميع، مطلقة إلى الأجواء مجموعة من الأبخرة السامة مثل الديوكسينات وغيرها.
وقال شعيب لموقعنا "إليسار نيوز": "انتشرت حالات من الأمراض المختلفة، وشخصيا عانيت من التهاب رئوي حاد، وسجلت في الجوار أمراض مختلفة ومنها السرطان، فلم أستطع أن أسكت، بل تابعت الموضوع، وتوجهت للسلطات المعنية لتقديم شكوى، وعلى الرغم من الصور التي توثق هذا التعدي الفاضح، لكن لم يتم التجاوب معي"، وأضاف: تواصلت مع وزراء الداخلية، الصحة والبيئة، وحتى الآن لا تجاوب".
وتابع شعيب: "استخدمت علاقاتي الخاصة لإجبار مخفر النبطية لقبول الشكوى وأنوه في هذا المجال بمدعي عام النبطية غادة أبو علوان التي تابعت مع المخفر لقبول الشكوى"، وأشار إلى أن "هذه القضية هي محاولة قتل جماعي مع التسويف والمماطلة من قبل السلطات المعنية".
وأشار إلى أنه تقدم بدعوى ضد "مدير مستشفى راغب حرب (ايراني الجنسية) رئيس بلدية الكفور خضر سعد، وعلى مدير شركة معمار المسؤولين عن معمل ومطمر النفايات في منطقة الكفور والذي تم تمويله من الاتحاد الأوروبي، لكن تمت ادارته من قبل جمعية العمل البلدي التابعة لأحد الأحزاب النافذة في المنطقة، وكل من يظهره التحقيق بهذه الجريمة الموصوفة".
وأكد شعيب على "متابعته الموضوع حتى النهاية"، فهذه القضية بالنسبة له "قضية موت أو حياة"، آملا أن يكون "التحقيق شفافا، وتتم معاقبة الملوثين"، خصوصا وأنه اضطر أثناء حديثه معنا لنقل أحد أفراد أسرته للمستشفى بسبب التهاب رئوي حاد.
هذا ويجب التعامل مع النفايات الطبية بأنواعها من بقايا بشرية ودماء وأمصال وأدوات بلاستيكية تستعمل لمرة واحدة فقط بحذر، حيث يجب وضعها في معقم يعمل على الحرارة Autoclave قبل التخلص منها بطرق خاصة، حيث يجري حرق الكثير منها في معالج حراري "محرقة" ويتم طمر الرماد في مطامر خاصة، خصوصا أنه قد يحتوي موادا بيولوجية كالفيروسات كفيروس الكبد الوبائي والإيدز، أو البكتيريا الخطرة بالإضافة إلى مواد كيميائية أو نووية يجب التعامل معها بطرق علمية خاصة.
وبدورنا في موقعنا "إليسار نيوز"، وإذ نلقي الضوء على هذه القضية الخطرة، نضع الصور والمعلومات المرفقة برسم المعنيين في الوزارات المختلفة ومتابعة هذا الأمر، خصوصا وأن هذه المستشفى ليست الوحيدة في لبنان، التي لا تعالج نفاياتها بالطرق العلمية الصحيحة، ما ينذر بحالات مرضية وأوبئة وآفات خطرة.