"الألماس الأقدم " من نواة الأرض عمره 4.5 مليار عام!
رصد وترجمة: "إليسار نيوز" Elissar News
بعد انفجار بركاني عنيف، طفا إلى سطح الأرض مخزون قديم من الألماس، وقد يكون أقدم مادة على وجه الأرض، وعلى عمق بالقرب من نواة الأرض، أي على بعد أكثر من 410 كيلومترات، وفقا لباحثين.
وقد ظل هذا المخزون على مقربة من محور الأرض طوال أكثر من 4.5 مليار سنة، ويقدر العلماء أنه تشكل قبل القمر، وأنه قد يكون أقدم مادة على وجه الأرض، وبعد انفجار بركاني عنيف، وصل إلى السطح وذلك في منطقة "جوينا" Juína في البرازيل وفقا لـ "سكاي نيوز".
وقد نشر الباحثون دراستهم في في مجلة "ساينس" Science العلمية، وقد قاموا بمحاولة لتحديد مكان وجوده الأصلي وعمره، بقياس فقاعات من نظائر الهيليوم (ويأتي الهيليوم في شكلين ذريين هيليوم 3 وهيليوم 4) موجودة في 23 ألماسة منها.
ولا يتشكل الألماس بشكل طبيعي إلا في ظل ظروف الضغط العالي الموجودة في أعماق قشرة الأرض، وهذا يجعل هذه المادة كرسالة من الأعماق، وترتفع هذه القطع بعد ذلك نحو السطح عبر قنوات بركانية، حيث يجدها عمال المناجم في النهاية.
وتتشكل معظم قطع الألماس على عمق يتراوح بين 150 و 200 كيلومتر، كما تقول سوزيت تيمرمان Suzette Timmerman، عالمة جيولوجية هولندية وهي التي قادت الفريق العلمي، وقد أجرت أبحاثها في الجامعة الوطنية الأسترالية، وأضافت: "إن الماس منطقة Juina في غرب البرازيل مختلف، فأكثر من 99 بالمئة من هذه القطع تكونت على عمق بين 410 إلى 660 كيلومتر، وهذا الأمر مهم، لأن الألماس هو المادة الطبيعية الأقسى والأكثر غير القابلة للتدمير المعروفة، لذا فهي تشكل نافذة مثالية على أعماق الأرض".
وأشارت تيمرمان إلى أنه "قد لوحظ هذا النمط في بازلت جزيرة المحيط، وهي حمم ظهرت على سطح الأرض منبثقة من أعماق الأرض، وتشكل على إثرها جزرا مثل هاواي وأيسلندا، فالمشكلة هي أنه على الرغم من ظهور هذا البازلت على السطح، فإننا لا نرى إلا لمحة بسيطة من تاريخ كوكبنا، خصوصا منطقة (الوشاح) Mantle التي لا نعرف الكثير عنها ومعظم معلوماتنا تأتي مع هذا البازلت الذائب".
ويعتبر الألماس وكأنه "كبسولة زمنية مثالية" أعطت العلماء نظرة ثاقبة عن الفترة المضطربة، بعد وقت قصير من تكون كوكب الأرض، خصوصا وأن هذه القطع تحتوي سائلا متحجرا في داخلها.
والدلائل الأولى ظهرت في الثمانينيات عندما لاحظ العلماء أن بعض حمم البازلت من مواقع معينة، على الأرض مثل موقع جوينا البرازيلي، كانت تحتوي على نسبة من نظائر الهيليوم 3 إلى نظائر الهيليوم 4، والتي كانت أعلى من المعتاد، وتعكس هذه النسبة أيضا نسبة النظائر الموجودة على النيازك المبكرة التي تحطمت على الأرض، ويشير هذا إلى أن مصدر هذه الحمم هو منطقة عميقة في الأرض لم تتغير منذ مليارات السنين.
وخلال هذه الفترة الزمنية كان هناك الكثير من النشاط الجيولوجي العنيف إلى درجة أنه لم يبق فيه شيء من الهيكل الأصلي للأرض، ومع ذلك، وسط كل هذا التغيير، كان هناك شك منذ فترة طويلة أن هناك منطقة من "الوشاح" Mantle الواقعة في مكان ما بين "القشرة" Crust ونواة الأرضCore ، والتي كانت غير هادئة بدرجة نسبية، ولم يكن هناك (سابقا) أي دليل على وجودها.
بتصرف عن cosmosmagazine.com، سكاي نيوز، ووكالات.