مجسم توعوي عند مدخل صيدا الشمالي... الجمال في مواجهة التلوث!

مشاركة


خاص اليسار

فاديا جمعة

ليس ثمة ما هو أجمل وأروع من عدوى البيئة، ساعة تنتقل مبادرات رائدة من منطقة إلى أخرى وتعمم وتنتشر، لتغدو جزءا من وعي وثقافة، ومن رفع البيئة قضية إنسان ووطن بقبضة يد قوية ثابتة لهو قادر على الإبداع فنا وجمالا، وإذا كانت "البحصة تسند خابية" في عالم الاقتصاد والمال، فالمبادرة الهادفة تسند بلدا وتساهم في إخراجه من سواد العدم إلى مناهل النور.
من صور إلى صيدا البحر واحد، ومن صور إلى صيدا أي من القلب إلى القلب، يتكافل البيئيون والناشطون والمهتمون بالشأن العام ليبعثوا برسائل على جناح المحبة، أن صونوا بيئتكم وارفعوا عنها الضرر واستحقوا لبنان وطنا لا يعبث به تلوث وملوثون، بالأمس صور واليوم صيدا، ودائما في انحياز كامل لبيئة سليمة ووطن معافى.

مجسم توعوي

في هذا السياق، جاءت مبادرة "لجنة البيئة والتراث" في مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك بالتعاون مع بلدية الرميلة، فقد قام ممثلون عن الجمعية والبلدية بوضع مجسم توعوي للحد من رمي النفايات البلاستيكية على جانب طريق وشاطىء الرميلة عند مدخل صيدا الشمالي، وهو عبارة عن مجسم معدني كبير على شكل سمكة مخصص لوضع النفايات البلاستيكية من عبوات مستهلكة وغيرها، وحمل المجسم عبارة "عْمول منيح وكب هون". ويعود ريع هذا المشروع لمساعدة "جمعية اصغاء – لبنان" التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من فقدان السمع.
شارك في إطلاق هذه المبادرة رئيسة لجنة البيئة والتراث في مطرانية صيدا للروم الكاثوليك ابتسام خوري، عضو بلدية الرميلة رئيس لجنة البيئة في البلدية يوسف غطاس، وممثل بلدية صيدا عضو المجلس البلدي محمد البابا وامين سر الحركة البيئية في لبنان فضل الله حسونة، رئيس اقليم اقليم الجنوب في رابطة كاريتاس لبنان ياسر سميا، وممثل "مجموعة شباب صيدا " أيمن الدح وجمع من الناشطين البيئيين.

خوري

وأشارت خوري بالمناسبة عن الفكرة والهدف من هذا المشروع، فقالت: "إنها مبادرة لنحث الناس على عدم رمي (قناني) البلاستيك واية نفايات بلاستيكية على شاطىء الرميلة وشاطىء مدخل صيدا الشمالي"، وأضافت: "ثمة هدفان للمشروع، الأول توعية المواطنين واشراكهم في تحمل المسؤولية البيئية والثاني، هدف انساني، فكل البلاستيك الذي سيجمع داخل هذا المجسم سيذهب الى جمعية (إصغاء – لبنان) التي تعنى بذوي الحاجات الخاصة الذين يهتمون بالأشخاص فاقدي السمع لمساعدتهم من ريعها".
وأضافت: "لفتتنا هذه الفكرة بعد تنفيذها من قبل شباب صور في مدينة صور واحببنا ان ننفذها في صيدا وبدأنا منذ لحظة وضع المجسم نلمس تجاوبا من الناس، سواء رواد الشاطىء او العابرين بسياراتهم يتوقفون لرمي البلاستيك داخل المجسم. اعتقد ان مثل هذه المبادرات تحفز المواطنين على التجاوب أكثر واظهار وعي ومسؤولية عالية تجاه البيئة لتحسين الوضع".

غطاس

من جهته، قال يوسف غطاس: "إن بلدية الرميلة منفتحة على اي مبادرة او نشاط يصب في إطار الحفاظ على البيئة وان رئيس البلدية يبدي تجاوبا كبيرا بهذا الخصوص ويقدم كل التسهيلات اللازمة لأي مبادرة من هذا النوع، ونحن يهمنا توعية الناس على اهمية عدم رمي النفايات على جانب الطريق او الشاطىء، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع وتكثيف عملية التوعية والارشادات ووضع المزيد من المستوعبات على الشاطىء وعلى الطرقات".
ولفت إلى أن "هذا المجسم الذي تم وضعه اليوم فكرة جميلة وحضارية ونأمل ان يكون لها صدى ايجابيا ونتيجة على الأرض بأن يتعود الناس على رمي النفايات البلاستيكية فيه وفي المستوعبات المخصصة لها".

حسونة

بدوره قال فضل الله حسونة: "نعبر عن دعمنا للجنة البيئة في مطرانية صيدا ولجنة البيئة في بلدية الرميلة للدور الرائد الذي تقوم به، وإننا ومستعدون لدعم اي مبادرة بيئية وخاصة عند مدخل صيدا الشمالي (الرميلة الجنوبي)، ومستعدون لأن نقدم مستوعبات ومنشطين بيئيين ليكونوا في خدمتهم، ولنساهم بكل ما من شأنه الحفاظ على نظافة الشاطىء وتحسين وتجميل هذا المدخل ليكون نظيفاً راقياً وحضارياً وهذا يكون بالمبادرة الجماعية وليس الفردية ونحن حاضرون لندعهم بهذا الاتجاه".
وأعلن حسونة ان الحركة البيئية في لبنان ستطلق مشروع "بحر بدون بلاستيك" وستعلن عن منح مالية تتراوح بين 5 آلاف و60 ألف دولار، ويحق لكل جمعية مبادرة أن تستفيد من هذا الصندوق وتقدم مشروعاً حول كيفية المحافظة على شاطىء وبحر بدون بلاستيك، من أجل حماية الحياة البحرية والسلاحف والثروة السمكية وليكون شاطئنا وبحرنا أجمل وبيئتنا نظيفة حضارية حاضنة للجميع".







مقالات ذات صلة