بسبب تغير المناخ... البَرَد في المكسيك بارتفاع حوالي مترين!

مشاركة


البيئة المناخ

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

في عاصفة بَرَد مفاجئة في اليوم الأخير من حزيران/يونيو، بدت المركبات على طرق مدينة "غوادا لاهارا" Guadalajara المكسيكية كالسفن الكاسحة للجليد وهي تجتاز المحيط في القطب الشمالي، خصوصا مع وصول ارتفاع البَرَد إلى ستة أقدام (حوالي مترين).

وقد غطى البَرَد ست ضواحي من المدينة، وطمرت الكثير من السيارات بطبقة سميكة بعد عاصفة شديدة البرودة، وبفترة لا تتجاوز 20 دقيقة أي بين الساعتين 1:50 (6:50 بتوقيت غرينتش) و2:10 بالتوقيت المحلي، فانخفضت على إثرها الحرارة بصورة مفاجئة، من 22 درجة إلى 14 درجة مئوية، على الرغم من أن درجة الحرارة خلال فصل الصيف كانت 30 درجة مئوية، وأدت العاصفة إلى أضرار بالسيارات والأشجار والممتلكات ولكن لم يبلغ عن إصابات، عدا عن معاناة حوالي 10 أشخاص من انخفاض في درجة الحرارة، وتقول السلطات أن 200 منزلا قد تعرضت لأضرار، وأن العشرات من السيارات جرفت داخل المدينة والأحياء المحيطة بها.

وتم استخدام مركبات خاصة ومن المجتمع المدني لإزالة البَرَد من المدينة شمال العاصمة المكسيكية "مدينة مكسيكو" والتي يقطنها حوالي خمسة ملايين نسمة.

وقد تعرضت المدينة في أوقات سابقة لعواصف من البَرَد، ولكن لم تكن بهذه القوة.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، وصف حاكم الولاية إنريك ألفارو راميرزEnrique Alfaro Ramírez العاصفة بأنها "أمر لا يصدق"، وقال "بعد ذلك نسأل أنفسنا ما إذا كان تغير المناخ حقيقيًا، هذه ظواهر طبيعية، إنما لم يسبق لها مثيل".

وفقًا لـتحليل "بي بي سي ويذر" BBC Weather ، من المحتمل أن يكون البَرَد قد ذاب عند ملامسته الأرض بسبب درجات الحرارة المرتفعة ما شكل طبقة من الماء هبط عليها البَرَد وطفى على السطح، ومن المحتمل أن هذا المزيج من الماء والبَرَد انتقل إلى أسفل المنحدرات، ومع وجود عقبات مثل المباني التي تمنع التدفق سمح بتراكم المزيد من البَرَد في الأعلى.

وقد كانت أحجار البرد الفعلية صغيرة نسبيًا، وقطرها أقل من 1 سم ، ولا شيء مثل البَرَد بحجم كرة الغولف الذي شوهد أحيانًا في العواصف الشديدة في الولايات المتحدة.

وفي الخلاصة، تذكرنا هذه الحالة، بحالات الطقس المتطرفة التي نشهدها مؤخرا في جميع أنحاء العالم، من موجات الحر من جهة والبرد القارس من جهة أخرى، وموجات الجفاف، التي تجتاح الكثير من الدول الأفريقية وتهدد بمجاعات، والأعاصير المختلفة وما ينتج عنها من ظواهر تسونامي مدمرة في منطقة المحيط الهادي، وقد اجتاحت الكثير من الدول، فضلا عن ذوبان القطب الشمالي، وما يترتب نتيجة هذا الأمر من تهديد بالغرق للكثير من الدول الجزرية، وما يشكله هذا الأمر من تهديد للتنوع البيولوجي، ولم تقتصر هذه الظواهر على القارة الأميركية والأفريقية بل تجاوزتها إلى كافة أنحاء العالم، فقد أعلنت وكالة الأقمار الصناعية الأوروبية European satellite agency أن شهر حزيران/يونيو الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق على الأرض، ما يطلق صفارة إنذار لتتوحد الجهود بهدف تنفيذ الإتفاقات الدولية حول المناخ وبصورة استباقية، قبل أن تصبح هذه الظواهر واقعا معاشا.

 

بتصرف عن: BBC، Interesting Engineering، The Independent.

الصور: BBC، AFP

 

 







مقالات ذات صلة