"تعتير وشحار"... الكلمة واللحن في مواجهة الفساد واستباحة البيئة!
سوزان أبو سعيد ضو
لا تقتصر وسائل التعبير عن الرأي والوضع السائد سواء في مجال الإجتماع أو الإقتصاد أو البيئة على المقالات فحسب، بل إن الفن بكافة أنواعه النحت، الرسم، والمسرح، والسينما والأغاني الهادفة، تصل إلى الهدف وبصورة أسرع، وهذا الأمر بدا واضحا في أغنية لفرقة شبابية تحت عنوان "تعتير وشحار"، وهما كلمتان باللغة العامية اللبنانية، تعنيان العوز والفقر، وعبرت الأغنية بكلمات بسيطة ولحن عفوي وإيقاع يضرب على الوجع ونبض الناس عما يعانيه هؤلاء الشباب وملايين غيرهم ليس في لبنان وحسب، بل في معظم بقاع العالم.
وجاء في مقدمة الأغنية المصورة جملة موجهة للمعنيين جاء فيها "تعتبر هذه المقطوعة بمثابة إخبار إلى الجهات المعنية المختصة بالدمار الشامل"، وقال الناشط وعضو فرقة "سكستين" 16 علاء فرحات لـ "إليسار نيوز": "إسم الفرقة هو الفرقة 16، وهي تاريخيا فرقة استحدثت إبان عهد الرئيس فؤاد شهاب وبعد حرب عام 1958، لتعيد نشر الأمان والسلام في البلاد".
أما عن "فرقة سكستين 16" الفنية، فقال فرحات "الفرقة مكونة من الفنان وعازف العود وليد كنعان، علاء فرحات، حنا جرجس، موريس صقر، بالإضافة إلى عدد من المصورين، عدنان عقدي، جوزيف سمعان، حسام فرحات، نور مسيكي، والإخراج للطبقة السياسية الحاكمة، وقد صورت في منزلي وبطريقة عفوية، وليس هدفنا الشهرة أو الربح المادي، فلم ننشرها على اليوتيوب بل نفرغ ما يعتمل في صدورنا على وسائل التواصل الإجتماعي، وهدفنا التعبير عما في داخلنا من هواجس، بل هدفنا التعبير عما في داخلنا من هواجس، وعما نعيشه حقيقة وعن حال الوطن الذي نريد استرجاعه، وأحلامنا الضائعة، وهجرة الشباب والفساد المنتشر في كافة القطاعات، وكذلك الإضاءة على أن هذه الحال هي بسبب الناس، الذين لا يطالبوا بحقوقهم ويستمرون بالخضوع عبر الضرائب ودفع الرشاوى وغيرها"، وعن خاتمة الأغنية بالتواصل على رقم ظاهر في الفيديو للمظاهرات أجاب فرحات:" هو طريقة لدفع الناس للتمرد على هذا الوضع، ومستعدون للمشاركة في كافة المظاهرات التي تطاول المطالبة بحقوق الناس بعيش كريم وسياسة نظيفة ومكافحة الفساد"!
بدأت أغنية فرقة 16 بمناشدة الله والطبيعة بكوارثها من زلازل وبراكين وأعاصير، ثم تناولت الأغنية الفساد لجهة إفلاس ومديونية البلد: " ولي والحالي ويلي دلعونا ومش رح يرتاحوا تا يأفلسونا، ما بدي صيّف ولا بدي شتّي أنا بدي وطني ما يكون مديونا" كما في مقطع آخر أشارت إلى الحرب الأهلية: إنتو لي عملتوا حرب أهليي، و ٦٠٠٠ معركي طائفية ،ودبحتوا إخواني على الهويي، سبقتوا بمراحل بني صهيونا"، من ناحية أخرى، أوضحت كيف اجتمعت الطوائف على المجتمع المدني: "كل واحد فيكم كان قائد حَملي ،قسّمتوا البلد قصّيتوا العملي ،جينا نحاسبكم على هالعملي ،ولك طافوا الطوايف تا يعرقلونا"، وعن هجرة الشباب: "ولي والحالي ويلي دعلونا مش رح يرتاحوا تا يغربونا".
كما أضاءت الأغنية على وضع البيئة المزري: "سرطنوا بيي بمعاملهم، لوثوا الميي، شرعوا الجيّة"، وختم بالطلب من الله المباشرة بالكوارث كون الشعب نائما: باشر يا ربّي شعبي نايما.
وفي ما يلي كلمات الأغنية، فهي تعبر عما سبق وأكثر بكثير.
وينك يا زلزال طوّلت علينا الغيبة
لا منيحة الأحوال ولا منيحة حال الجيبة
وينك يا بركان تحرك إفضح عن سرّك
ما بيظبط لبنان غير لما تفرجي شرك
وينك يا إعصار ولسانات النار
وينك يا إعصار ولسانات النار
يا الله وينك وينك وينك وينك وينك وينك
ويلي والحالي ويلي دلعونا ومش رح يرتاحوا تا يأفلسونا
ما بدي صيّف ولا بدي شتّي أنا بدي وطني ما يكون مديونا
إنتو لي عملتوا حرب أهليي
و٦٠٠٠ معركي طائفية
ودبحتوا إخواني على الهويي
سبقتوا بمراحل بني صهيونا
ولي والحالي ويلي دعلونا مش رح يرتاحوا تا يأفلسونا
ما بدي صيّف ولا بدي شتّي أنا بدي وطني ما يكون مديونا
كل واحد فيكم كان قائد حَملي
قسّمتوا البلد قصّيتوا العملي
جينا نحاسبكم على هالعملي
ولك طافوا الطوايف تا يعرقلونا
ولي والحالي ويلي دعلونا مش رح يرتاحوا تا يغربونا
ما بدي صيّف ولا بدي شتّي أنا بدي وطني ما يكون مديونا
ولك غرّبوا خيي بعمايلهم
سرطنوا بيي بمعاملهم
غرّبوا خيي بعمايلهم
سرطنوا بيي بمعاملهم
لوثوا الميي
شرعوا الجيّة
باشر يا ربّي شعبي نايما
باشر يا ربي شعبي نايما