صيصان الفصح تعاني... أين روحانية وقيم عيد القيامة!
سوزان أبو سعيد ضو
آلاف الصيصان الملونة تعرض سنويا للبيع قبيل عيد الفصح، كرمز للقيامة، وينفق معظمها إن لم يكن جميعها سنويا جراء المعاملة الوحشية قبل وأثناء وبعد عملية الصباغة بالألوان، كما وأن الأهل يبتاعون هذه الصيصان الملونة، وكأنها حلوى، أو لعبة، وليست كائنا حيا ما يعرضها للأذى، فالطفل لا يستوعب أن هذا الصوص ليس لعبة، وقد يضربه أو يسقطه أو يقتله، وهذا أبعد ما يكون عن عيد الفصح وقيمه، وما نود ترسيخه من الوعي بقيمة الحياة لدى الجيل الجديد.
وفي هذا المجال، حظرت وزارة الزراعة اللبنانية بيع هذه الصيصان، وحثت على مسؤولية الجميع التبيلغ عن المتاجرين بها ومقاطعة شراء هذه الصيصان ما يكفل وقف هذه الإنتهاكات بحق هذه الحيوانات، فضلا عما يمكن أن تحمله هذه الصيصان من بكتيريا خطيرة خصوصا السالمونيلا.
كما ذكر محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب عملاً بالقرار رقم 316 مكرر تاريخ 16 ايار 1934، المتعلق بتنظيم مهنة بيع الطيور الداجنة في مدينة بيروت، وعملاً بكتابه السابق بالخصوص عدد 6473 تاريخ 2015/4/01، بمنع بيع صغار الطيور أو الصيصان الملونة وغير الملونة في مدينة بيروت، وذلك حرصا على سلامة الأولاد ورفقاً بالحيوان.
من جهة ثانية وجه وزير الزراعة السابق غازي زعيتر كتابا تحت رقم 2623 بتاريخ 28 آذار/مارس 2018 لوزير العدل السابق سليم جريصاتي جاء فيه "لما كانت
وزارة الزراعة قد أصدرت القرار رقم 1238/1 تاريخ 31/12/2015 الذي يقضي بتسجيل محلات بيع الحيوانات الاليفة وبعد تفشي ظاهرة بيع الحيوانات الاليفة والبرية على الطرقات العامة وخاصة الصيصان خلال فترة عيد الفصح المجيد بما يتعارض مع المبادئ العامة برفق الحيوان وبشكل مخالف للقوانين والقرارات المرعية، إضافة الى ما يشكله من خطر على الصحة العامة والثروة الحيوانية بسبب تسهيل انتشار الامراض المشتركة كانفلونزا الطيور، نتمنى على معاليكم الإيعاز إلى النيابات العامة والقضاء المختص التشدد في تطبيق هذه القرارات وإحالة المخالفين إلى القضاء المختص".
أما المادة الرابعة في قانون الرفق بالحيوانات الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العام 2017، والتي تختص بالموجبات العامة للتعامل مع الحيوانات وفي الفقرة 401 وتنص على: باستثناء الحالات التي يسمح بها القانون، الإمتناع عن القيام بأي عمل من شأنه التسبب للحيوانات بأية ضائقة أو ألم أو معاناة أو تعريضها للخطر أو التعذيب، وفي الفقرة 404 والتي تنص على: عدم استعمال الحيوانات في الترفيه والمعارض والحملات الإعلانية والأعمال الفنية والسيرك إذا كان استعمالها يسبب الألم أو الأذى أو المعاناة للحيوانات.
من هنا نتوجه للمواطنين الذين يبيعون هذه الطيور بالإمتناع عن بيعها والمستهلكين باعتبارهم يساهمون بالمتاجرة بهذه "البضاعة الجائرة"، الإمتناع عن شراءها، وتشجيع بائعيها إلا إذا كان القصد من هذا الأمر، اقتنائها في حدائق مسورة ومناسبة، وتبليغ البلديات بحال وجود هؤلاء البائعين ضمن نطاقاتها للحد من هذه الظاهرة، واستبدالها بممارسات تساعد في التوعية نحو الرفق بالحيوانات واعتماد تقاليد جديدة مبتكرة نابعة من روحانية وقيم هذا العيد المجيد.
ملاحظة: شكرا للناشطين روجيه سعد وغنى نحفاوي للمساعدة في إعداد هذا المقال