ضرب وتعنيف ضبع في قاع الريم البقاعية
سوزان أبو سعيد ضو
لم يكتف المدعو "دانييل بضرب "الضبع" بعصا مرة واحدة، بل انهال عليه بالضرب، ليهرب الضبع منه إلى جهات مجهولة، متلافيا ضربة قاضية، وبدت هذه الحادثة وفقا للمصدر الذي زودنا بالفيديو، كرد فعل خوفا من الضبع، خصوصا بعد انتشار صور مزيفة تبين جثة رجل وتربطه بصورة لضبع فمه مدمىً!
فقد أرسل صديق لموقعنا "إليسار نيوز" فيديو من بلدة قاع الريم في البقاع، يوثق شخصا يحاول قتل ضبع بعصا ضخمة، ووفقا للفيديو، فإن تاريخه يعود إلى 7 شباط/فبراير 2019، حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، وقد علق شخص على الفيديو، مستغربا وجود الضبع "في نص النهار"، داعيا المدعو دانييل إلى "دقه" أي ضربه، وبالمقابل تمكن "المدعو دانييل" من ضرب "الضبع" بالعصا عدة مرات، ليهرب من بعدها الضبع، ولم يتم التعرف على الشخص المدعو دانييل، ولا المعلق، وليس لدى موقعنا سوى هذا الفيديو كدليل على هذه الحادثة.
ويبدو أن الضبع قد يكون يافعا أو ربما جائعا، أو مريضا ليقترب من المناطق السكنية، خصوصا وأن المد العمراني بدأ يقترب من موائل هذه الحيوانات الطبيعية، ويهددها، وقد انتشرت النفايات التي تستقطبها خصوصا وأنها حيوانات "قمامة" أي تأكل بقايا الجيف وهي وجبتها المفضلة، وبذلك تنظف البيئة منها، مع العلم أن هذه الحيوانات بدأت تتجه إلى ارتفاعات منخفضة مبتعدة عن المرتفعات العالية، طلبا للدفء بعد الثلوج في المرتفعات وبحثا عن الطعام.
وقال الناشط البيئي رامي خشاب من مجموعة Lebanese Wildlife أنه يشك بأن "يكون هذا الحيوان ضبعا، فالفيديو غير واضح، كما أن وجود ضبع في وضح النهار وقرب البيوت غريب للغاية، فضلا عن اقترابه من البشر كونه يخاف منهم". و
كان المصدر قد أرفق بالفيديو صورة، أكد خشاب أن "الحيوان فيها ليس ضبعا، ومن شكله العام يبدو كلبا، وقد يكون يعاني من مرض الجرب"، وعبر عن استعداد المجموعة للتوجه إلى البلدة للإمساك بالضبع وعلاجه، ثم إطلاقه في مكان آمن ومجهول، بعيدا عن البشر كما يفعلون عادة مع كافة الحيوانات البرية التي ننقذها، خوفا من التعرض لها وإيذائها من قبل بعض الأشخاص غير المسؤولين".
من جهة ثانية، قال مصدر موثوق في بلدة قاع الريم، رفض الكشف عن اسمه لـ "إليسار نيوز": "أن الضبع بعد اقترابه من البيوت، وملاحقته من قبل أحد الأهالي، قد هرب نحو جرود القرية، والحيوان الظاهر في الصورة المرفقة قد يكون كلبا، وليس له علاقة بالحيوان الظاهر في الفيديو"، مؤكدا أن "القرية وسكانها يهتمون بالبيئة ومخلوقاتها، ويقومون بحمايتها" وأعطى مثالا عن قصة قديمة حدثت منذ سنوات، عن ضبع كان مصابا، وعالجه أحد سكان القرية وعاد لإطلاقه إلى البرية.
وقبيل هذه الحادثة، انتشرت صور منذ أيام لضبع مربوط بجنزير وصورة لجثة رجل قد تم التهامه، وذاعت الكثير من الإشاعات حول هذا الموضوع، وذكر مصدرنا أن العديد من الأشخاص أصبحوا يخافون التجول في البلدة ليلا لا سيما المسنين، وأصيبوا بالهلع بعد انتشار هذا الفيديو خصوصا وأنه صور حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، وأكد ناشطون عديدون أن صورة الضبع قديمة للغاية، وقد ظهرت منذ عدة سنوات، ولا توجد أي صلة بين الصورتين، ولم نعلم بالضبط مصدر صورة الرجل الظاهر في الصورة، ولا حقيقة ما حصل بالضبط.
لذا يهمنا في هذا المجال التأكيد أن الضباع لا تهاجم الإنسان إلا إن حوصرت للدفاع عن نفسها، وتهرب منه عادة، وتفضل الجيف على الصيد إلا إن لم تجد ما تأكله، وعادة ما تكون وجباتها من صغار الحيوانات والطيور خصوصا صغار الخنازير والجرذان وغيرها من الآفات وبالتالي تحافظ على أعدادها في نسب معينة، تضمن التوازن البيولوجي.