دراسة حديثة... سر النحافة في الجينات!

مشاركة


خاص اليسار

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

قال باحثون أنهم اكتشفوا السر وراء السبب بكون بعض الناس نحيلين، بينما يكدس آخرون الكيلوغرامات بسهولة، وكشف بحثهم عن جينات مكتشفة حديثًا مرتبطة بالنحافة.

وقال الفريق البحثي الدولي إن هذا يؤيد الفكرة القائلة بأنه بالنسبة لبعض الناس، فإن النحافة لها علاقة أكبر بوراثة مجموعة من الجينات "المحظوظة" أكثر من اتباع نظام غذائي أو أسلوب حياة مثالي، وظهرت الدراسة في PLOS Genetics في 24 كانون الثاني/يناير 2019.

ووفقا للمقال المنشور في موقع BBC فإنه في العقود الماضية، أظهرت دراسات عدة علاقة جينات معينة بزيادة الوزن، لكن لم يتم البحث عن الجينات التي تساعد في المحافظة على قوام نحيف.

الدراسة

في هذا البحث ، قارن العلماء عينات من الحمض النووي من 1600 شخص سليم في المملكة المتحدة مع مؤشر كتلة الجسم  body mass indexأو BMI (ويحتسب بقياس وزن الجسم على مربع الطول) أي أقل من 18، مع 2000 شخص يعانون من السمنة المفرطة و10،400 من ذوي الوزن الطبيعي، كما نظروا عن كثب في استبيانات نمط الحياة  لاستبعاد اضطرابات الأكل، على سبيل المثال ومتغيرات أخرى.

وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة ،كانوا أكثر عرضة لوجود مجموعة من الجينات المرتبطة بزيادة الوزن، كما وجدوا أنه بالمقارنة مع من يعانون من السمنة فإنه لدى الأشخاص النحفاء، كانت الجينات المرتبطة بزيادة الوزن لديهم أقل، كما أنه كان لديهم تركيب جيني معين رُبط في دراسات حديثة بالنحافة الصحية.

عدم التسرع في إطلاق الأحكام المسبقة

وطالبت رئيسة فريق الباحثين وأستاذة علم الأيض والطب في جامعة كامبردج البروفسور صدف فاروقي Professor Sadaf Farooqi، بـ "عدم التسرع في إطلاق الأحكام على أوزان الناس الآخرين"، وقالت "هذه الدراسة بينت لأول مرة أن الأشخاص النحفاء الذين يتمتعون بصحة جيدة، يكونون نحفاء لأن لديهم عددا أقل من الجينات التي تزيد احتمالات زيادة الوزن، وليس لأنهم أفضل من غيرهم لجهة استهلاك الطعام وممارسة التمارين، كما يعتقد بعض الناس".

وأضافت فاروقي:"من السهل إطلاق الأحكام على الناس وانتقاد أوزانهم، ولكن العلم أظهر أن الأمور أكثر تعقيدا، وأن سلطة الإنسان على زيادة وزنه أقل مما نعتقد".

وأشار العلماء إلى أن المرحلة المقبلة تتمحور حول البحث عن تحديد هذه الجينات المسؤولة عن النحافة، وأما الهدف الأبعد أما فهو وضع دراسة تعتمد على هذا الاكتشاف تسمح بوضع أساليب جديدة لإنقاص الوزن.

إختلاف جيني

من جهته، علق توم ساندرز Tom Sanders  أستاذ التغذية في جامعة كينغز كوليدج Kings College London لندن على هذا الاكتشاف، فقال إن: "هذه الدراسة مهمة، وتم إعدادها وتنفيذها بصورة علمية جيدة، وتؤكد أن البدانة المفرطة غالبا ما تكون محددة مسبقا في المادة الوراثية (الجينات)، وبينت الدراسة أن الأشخاص الذين يتمتعون بالنحافة مختلفون جينيا (وراثيا) عن غيرهم".

وأضاف أنه "بالمقابل فإن أغلب حالات البدانة تكتسب في حياة الشخص البالغ، وهي مرتبطة بالبيئة المحيطة المشجعة على البدانة لجهة نمط الحياة الأقل نشاطا وتوفر الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية".

من جهته لفت الأستاذ بجامعة كينغز كوليدج لندن أيضا تيم سبيكتور Tim Spector إلى أن "نحو ثلث السكان في غالبية الدول نجحوا في الحفاظ على النحافة بالرغم من هذه البيئة، ويعود هذا في جزء منه إلى الجينات، لكن من المرجح أن عوامل أخرى تلعب دورا هاما، على سبيل التمايز الفردي في نمط الحياة أو ميكروبات الأمعاء".

وأكد باحثون في مجال  الصحة إنه "بغض النظر عن شكل القوام أو التركيب الجيني، تبقى النصيحة القديمة قائمة بضرورة ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية جيدة".

المصدر: BBC، PLOS Genetics.







مقالات ذات صلة