رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

خلص باحثون إيطاليون إلى أن مستخلص من طحالب"سبيرولينا"، أو"الذهب الأخضر"، هو "غذاء خارق" Superfood يمكنه التأثير على ضغط الدم المرتفع.

سبيرولينا

وتحتوي"سبيرولينا" على مستويات عالية من البروتين والحديد والمواد المغذية الأخرى، لذا فهي من الأهمية بمكان للباحثين الذين يبحثون في الأمن الغذائي، وسوء التغذية، وحتى في الأغذية المعدة للسفر لمسافات طويلة خصوصا إلى الفضاء.

وهذا النوع من الطحالب هو عبارة عن نوع من البكتيريا، واسمها العلمي Arthrospira platensis، تصّنع بطريقة لتستخدم كمكمل غذائي، وتتواجد هذه الطحالب الخضراء الموجودة في البحيرات الاستوائية المالحة، ولها تاريخ طويل يمتد إلى الأزتيك وأفريقيا القديمة، وتاريخيا ، كان يحصد الناس هذا النوع من البكتيريا من البرك والبحيرات ويحولونها إلى نوع من "الكعك"، واليوم، يستخدم هذا المكون كمكمل غذائي على شكل حبوب، وشراب وغيرها من الطرق.

فهذا المنتج ذو الكثافة الغذائية العالية، يرتبط مع مجموعة من الفوائد الصحية، فعلى سبيل المثال، أظهرت بعض الأبحاث أن له خصائص مضادة للالتهابات، ويساعد في التحكم في مستويات الغلوكوز والدهون في الدم،  ويقلل من أعراض التهاب الأنف التحسسي، كعلاج لحمى القش hay fever ، كما يضاف إلى بعض الأطعمة أو كحبوب تساعد على خسارة الوزن واستعمالات أخرى مثل التخفيف من أعراض ما قبل الدورة الشهرية  Premenstrual syndrome (PMS) وتأثير مرض السكر، كما  ويمكنه الوقاية  من بعض أنواع السرطان، وفي هذه الدراسة، لحظ الباحثون تأثيره على ضغط الدم.

ضغط الدم المرتفع

يؤدي ضغط الدم المرتفع إلى الإصابة بتضخم القلب وأمراض قلبية مختلفة ناتجة عن تأثير هذا الضغط المرتفع على شرايين الجسم المختلفة، وقد يتسبب أيضا بالفشل الكلوي، وبالعمى، ولم يكن هناك في السابق، دراسات علمية تثبت التأثيرات الإيجابية لهذا المكمل الغذائي، إلا أن هذه الدراسة الجديدة، وجدت له تأثيرات هامة على الضغط الدموي.

الدراسة

وقام الباحثون في المعهد العصبي المتوسطي Mediterranean Neurological Institute في مدينة بوزيلي  Pozzilli في إيطاليا، بعزل جزيئات معينة من مكمل سبيرولينا لاختبار فوائدها الصحية، فقاموا بمحاكاة تأثير بيبتيدات (أجزاء من بروتينات) "سبيرولينا" على الشرايين، من خلال تجربتها على شرايين وحيوانات في أطباق البيتري.

وسابقا، وجد الباحثون أن "سبيرولينا" تؤثر على ضغط الدم، أما في الدراسة الجديدة، فبحثوا كيفية عملها، ووجدوا أنها تؤدي إلى استرخاء الشريان، وهي عملية تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية، ما يساعد على خفض ضغط الدم وذلك بزيادة كمية الدم التي يتم ضخها في الشرايين في الجسم كله، وهو تأثير  مادة "أكسيد النيتريك" ،NO وهي مادة كيميائية معروفة تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على ضغط الدم السليم، وبالنسبة للعديد من الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم، فإن آلية عمل NO الخاطئة هي التي تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.

SP6

وبعد استخدام ما أشار إليه الباحثون على أنه "نهج بيبتيومول متعدد النقاط المعقد" complex multistep peptidomic approach، حددوا ببتيدًا معينًا (مجموعة من الأحماض الأمينية التي تكون البروتين) بدا أنه يتسبب في نقل تأثير سبيرولينا المضاد لارتفاع ضغط الدم.

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور Albino Carrizzo: "نحن أعدنا سيناريو ما يحدث في الأمعاء البشرية بعد تناول المادة".

ويعتقد الباحثون الذين نشروا بحثهم في دورية "هايبرتينتيشن" Hypertension أن المادة الفعالة هي أحد جزيئات سبيرولينا ويسمى SP6 الذي تم اكتشافه لأول مرة في هذه الدراسة.

ووجد الباحثون أن SP6 يتفاعل مع مسار إرسال إشارات مهم يعرف بـ PI3K / AKT، هذا التفاعل يؤدي إلى إطلاق NO، وبالتالي ، خفض في ضغط الدم، وأظهروا هذا التأثير على شرايين من الفئران، ثم قاموا بتجربتها على الحيوانات، فخفضت SP6 ضغط الدم لدى فئران مصابة بارتفاع ضغط الدم عندما أعطيت لهم من قبل الباحثين.

وقال البروفسور Carmine Vecchione المشارك في هذا البحث "نحن نعلم أن مرضى ارتفاع ضغط الدم غالبا ما يكون لديهم خلل في العمليات الطبيعية التي، من خلال عمل أكسيد النيتريك، وتنظيم عمل البطانة (الجدار الداخلي للأوعية الدموية)، وهذا الببتيد الذي عزلناه في مستخلص سبيرولينا يعمل بشكل إيجابي على هذه الآلية"، وأضافت "SP6 يمكن أن يكون مادة مساعدة طبيعية للعلاجات الدوائية الشائعة من أجل تحسين الوظيفة البطانية، وبالتالي، مكافحة فرط ضغط الدم المرتفع".

وأكد الباحثون إن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لإمكانيات سبيرولينا، ولكن النتائج واعدة لمستقبل العلاج "الطبيعي" لارتفاع ضغط الدم.

وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الذين يتبعون حياة صحية خصوصا الفنانين والفنانات يحرصون على تناول هذا المكمل الغذائي بانتظام، نظرا لفوائده الصحية الكبيرة، منهم مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا، وعارضة الأزياء العالمية ميراندا كير.

المصادر: medicalnewstoday، Hypertension، Daily Mail