الذئب الرمادي من أسطورة ورمز في تركيا إلى حيوان محنط!

مشاركة


خاص اليسار

"سوزان أبو سعيد ضو"

يعتبر الناشطون في مجال الرفق بالحيوانات في لبنان والعالم العربي، تركيا كمثل يحتذى به في مجال الرفق بالحيوانات، ورعايتها، خصوصا وأن العديد منهم يشاركون في كل زيارة لتركيا، توثيقات بالصور والفيديو لما تعيشه حيوانات الشوارع في تركيا، من تأمين طعامها وشرابها وتعقيمها وإعطائها اللقاحات، إلا أن تناقضا في هذا المجال، أشار إليه ناشطون أتراك، وذلك عندما تسلم رئيس"حزب الحركة الوطنية" Nationalist Movement Party ويعرف بالتركية Milliyetçi Hareket Partisi واختصارا MHP ديفلت بهشلي Devlet Bahçeli  بمناسبة عيد ميلاده الحادي والسبعين، هدية وهي عبارة عن رأس ذئب محنط من حاكم كازخستان السابق Kayrat Turlihanov، ما أثار عاصفة من الاستهجان لدى المدافعين عن الحيوانات البرية والطبيعة في تركيا!

!خسوف عقلي وتناقض

وكتبت الإعلامية والناشطة في مجال الرفق بالحيوانات زلال كالكيندلن Zülal Kalkandelen على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "هذا أمر فظيع! ذبح حيوان يعيش في البرية، وفصل رأسه عن جسده، وتحنيطه، وإعطائه لشخص ما على أنه هدية "، وأضافت "إن هذا خسوف عقلي! أنت لا تدرك حقوق الحيوان فحسب، بل لا تحترم الطبيعة، كان عليك البقاء في القرن الثاني عشر!".

وذكرت كالكيندلن بهشلي بمواقف عدة ناقض بها نفسه: "ألم تكن أنت الشخص الذي أعد اقتراحا لمن يتعدى على الحيوانات بأن يحكم عليه بالسجن بسبب العنف؟ هل قمت بالإشارة إلى القط أو الكلب فقط، أو قمت بنقض كلماتك ومواقفك مرة أخرى، كما كان الأمر في كل شيء آخر؟ وإلا فما هو رأس الذئب المحنط هذا؟!".

وتتابعت التعليقات المستهجنة لهذا الفعل، وأنه مناقض للإنسانية والحفاظ على الحياة البرية.

الذئب الرمادي في تركيا

يوجد في تركيا وفقا لإحصاءات غير رسمية حوالي 7 آلاف ذئب رمادي، إلا أن الذئب لديه جذور في الأساطير التركية، ويعتقد أن الأتراك قد أنجبتهم الذئاب، وهناك قصة ملحمية تشرح هذا الاعتقاد بالتفاصيل، تشبه الأساطير الرومانية، حيث تتمحور أسطورة الذئبة الأنثى "آسينا" Asena حول صبي صغير نجا من معركة، وتجده أنثى ذئب مصابا وتنقذه، وتهرب الذئب من مطارديها وأعدائها بعد حملها من الصبي، وتتمكن من عبور البحر الغربي إلى كهف بالقرب من جبال كوتشو Qocho ومدينة التوكاريين Tocharians ، وتلد عشرة ذكور نصفهم ذئب ونصفهم إنسان. ومن بين هؤلاء، تصبح آسينا زعيمة لعشيرة "آسينا"، التي حكمت غوكتورك Göktürks والإمبراطوريات البدوية التركية الأخرى.

ويرمز الذئب الرمادي إلى التاريخ والشخصية الوطنية والهوية التركية، إلى جانب ذلك، في عصر التأميم في السنوات الأولى من الجمهورية الجديدة، تم تصوير شخصيات الذئاب على الأوراق النقدية، Bozkurt،.

كما ويعتبر الذئب الرمادي الحيوان الوطني لتركيا، ويمثل لدى كافة القبائل التركية خصوصا في آسيا الوسطى، القوة والشجاعة والحرية والحكمة، لا سيما وأن المنظمات الوطنية وخصوصا منظمة "الذئب الرمادي" تعتبر "آسينا" الذئبة الأنثى، واحدة من أهم رموز الإستقلال التركي، وبالمقابل، يتم تحنيط رأس ذئب ويقدم كهدية في تناقض صريح لما يمثله هذا الحيوان للأمة التركية وللناشطين وللحياة البرية بشكل عام، وخصوصا لـ "حزب الحركة الوطنية" الذي تعتبر "منظمة الذئب الرمادي" Grey Wolves أحد أجنحته العسكرية الهامة والمثيرة للتساؤلات حول إيديولوجياتها وتوجهاتها!

المصدر: http://t24.com.tr وٍ Sputnik Tr ووكالات

 

 







مقالات ذات صلة