وداعا للسمنة... طريقة ثورية تخفض حتى 35 بالمئة من الوزن!
سوزان أبو سعيد ضو
طور مهندسون في جامعة ويسكونسن – ماديسون University of Wisconsin–Madison الأميركية جهازا جديدا قابل للزرع ، يعد طريقة جديدة لمكافحة السمنة، وذلك من خلال تحفيز العصب الذي يربط المعدة بالدماغ، ويعمل الجهاز على خداع الدماغ ليعتقد أن المعدة ممتلئة.
علاجات السمنة
ويتمثل الإجراء الجراحي الحالي وهو الأكثر شيوعًا لعلاج السمنة الشديدة، وهو ينطوي على إجراءات لعلاج البدانة مثل عملية "تجاوز المعدة" Gastric bypass surgery، وهذه الإجراءات فعالة بشكل عام، ولكنها أيضًا جائرة بشكل خطير، وتأتي مع مجموعة من الآثار الجانبية الصعبة، أما الاستراتيجية الأحدث التي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية فهي "تحفيز العصب المبهم" Vagus nerve stimulation (VNS).
والعصب المبهم عبارة عن قناة كبيرة من الأعصاب تنقل الإشارات بين الدماغ والجسم، ولقد تم اكتشاف أن مسار الاتصال هذا، هو أحد الطرق التي تشير بها المعدة إلى الدماغ إلى أنها ممتلئة، ويجب أن يتم كبح الشهية للتوقف عن الأكل، وقد أظهرت التجارب أن تحفيز العصب المبهم بشكل مصطنع يمكن أن يقلل من مشاعر الجوع، ويجعل الدماغ يعتقد أن المعدة ممتلئة.
وفي العام 2015، وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية U S Food and Drug Administration على جهاز للتحكم في السمنة يعد الأول من نوعه، وهو نظام يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، والذي يعطل هذه الاتصالات العصبية للمساعدة في كبت شهية الشخص، كان هذا الجهاز ، المسمى "مايسترو" Maestro فعالاً إلى حد ما، ولكنه أيضا كبير الحجم وصعب التشغيل، ويلزم أن يكون مرتبطا كثيرا بالبطاريات الخارجية بهدف إعادة شحنه.
VNS
يقدم جهاز VNS المطوّر حديثًا قفزة رائعة إلى الأمام متفوقا على "Maestro". فهو صغير وخال من البطاريات، ويولد تحفيزًا كهربائيا استجابة لحركات المعدة، ويتم تشغيل الجهاز من خلال تموج جدران المعدة، مما يعني أنه لا يحتاج إلى بطارية فحسب، ولكنه ينشط بتحفيزه استجابة إلى حركات المعدة اللاإرادية عندما يبدأ الشخص في تناول الطعام.
وقال تشودونغ وانغ Xudong Wangأحد مؤلفي الدراسة: "إن النبضات ترتبط بحركة المعدة، ما يعزز الاستجابة الطبيعية للمساعدة في التحكم في تناول الطعام" ، وأضاف "إنه يستجيب تلقائيا لوظائف الجسم ، وينتج التحفيز عند الحاجة، إن جسمنا يعرف الأفضل".
لم يتم اختبار الجهاز على البشر في هذه المرحلة، إنما أكمل الباحثون مؤخرا اختباره على الحيوانات، وكانت النتائج واعدة بشكل لا يصدق، في نموذج في الفئران، أدى الجهاز إلى فقدان سريع في الوزن بنسبة 35 بالمئة في أول 18 يوما من عمله، وخلال الأيام الخمسة والسبعين الباقية من التجربة، استمرت الحيوانات في الحفاظ على متوسط الوزن، وبمجرد إزالة الجهاز، عادت فورا إلى أنماط الأكل الأولى ومستويات الوزن السابقة.
تتضمن الخطوات التالية للباحثين مزيدًا من التنقيح للجهاز القابل للزرع، ربما بإضافة نوع من المفاتيح التي تسمح بتشغيل النظام أو إيقاف تشغيله بسهولة، كما سيتم إجراء اختبارات الحيوانات الكبيرة قبل الانتقال إلى التجارب البشرية، لكن الفريق متفائل بأن هذا النظام سيقدم قفزة هائلة إلى الأمام في تكنولوجيا الحد من السمنة.
وأضاف وانغ:"إن توقعنا هو أن يكون الجهاز أكثر فعالية وملاءمة للاستخدام من التقنيات الأخرى".
ونشر الفريق العلمي بحثه في دورية Nature Communicationsالعلمية.