إستمتع بعيد الميلاد بصورة بيئية ...وخضراء!

مشاركة


خاص اليسار

سوزان أبو سعيد ضو

مع اقتراب الأعياد، خصوصا عيد الميلاد يتسابق الناس للشراء والتبضع واقتناء الثياب وأشجار الزينة والهدايا المختلفة، وتتبارى العائلات في تحضير الطعام بصورة مبالغ فيها، ما يخلف بقايا من الطعام والنفايات تزداد بعد الأعياد بكميات كبيرة،  ولكن ليس من الضروري أن يكون عيد الميلاد عبئًا على كوكب الأرض، فمع القليل من الجهد والخيال، يمكننا تقليل الأثر البيئي لموسم الأعياد، فكيف يمكننا أن نجعل أعيادنا بيئية وأن نستمتع بالأعياد و"نخفف" بذات الوقت من وطأتها على البيئة! فيما يلي بعض الأفكار للمساعدة في الاحتفال بهذا الموسم مع الاهتمام بالأرض.

اختر شجرة حقيقية

بداية، فإن أشجار أعياد الميلاد الإصطناعية تملأ الأسواق، ويمكن إعادة استعمالها في العام القادم، وتتراوح أسعارها بين الغالية والرخيصة، ولكن مع الوقت، يصبح شكلها غير جذاب، لذا يتم رميها مع النفايات، وفي أثرها على البيئة، فهي مصنوعة من مادة PVC البلاستيكية الملوّثة للبيئة، وتستخدم الموارد لعملية التصنيع والشحن، عدا عن هذا فهي تبقى إلى فترات طويلة في البيئة، وترسل إلى المكبات بعد رميها، ولكن يمكن بدلا من ذلك، شراء شجرة حقيقية، يمكن زراعتها فيما بعد في حديقة المنزل، أو الإحتفاظ بها على الشرفة للعام القادم، وهي تكبر كل عام، وبذلك كأنك تغير الشجرة بشكل سنوي، كما أنها تساعد بالتخلص من ثاني أوكسيد الكربون وتساهم بتوليد الأوكسجين الضروري للحياة على الأرض، وإن كنت قد مللت منها، أو أنها أصبحت كبيرة للغاية، يمكن المشاركة بها في حملات التشجير المختلفة.

من جهة ثانية، استخدم مواد من الطبيعة، كثمار الصنوبر، واستخدام علب البيض الفارغة وتحويلها إلى أزهار وزينة للشجرة ويمكن تلوينها من قبل الصغار أو حبوب الفشار (البوشار) أو الفواكه المجففة بربطها على شكل شرائط وتزيين الشجرة.

التخفيف في الإضاءة

       يتبارى الناس في إظهار إضاءة الأعياد، والإضاءة تحتاج إلى الكهرباء التي يتم توليدها من مصادر الوقود الأحفوري التي تستنفذ موارد الأرض الطبيعية وتلوث الهواء، وفي هذا المجال، وإن أردت استعمال الإضاءة فاستخدم أقلها استهلاكا للكهرباء، أو اختر الإضاءة من نوع  LED، فهي تعطي إضاءة مميزة وبأقل كمية من الكهرباء (أقل بـ 95 بالمئة من الإضاءة العادية)،  بالإضافة إلى أنه من المحبذ إطفاء إضاءة الشجرة والزينة الخارجية أثناء النوم، ما يوفر في فاتورة الكهرباء.

هدايا وألعاب عيد الميلاد

       أصبح تقليديا أن يتم شراء هدايا عيد الميلاد ثم وضعها تحت الشجرة، ولكن يمكن التفكير بيئيا في هذا الأمر، ومن المعلوم أن العديد من الهدايا في سوق اليوم، تأتي من حول العالم وتقطع نصف الكرة الأرضية للوصول للمستهلك، ويساهم أثر النقل بدرجة كبيرة في انبعاثات الاحتباس الحراري والاحترار العالمي، لذا تعتبر المعارض الحرفية المحلية ومحلات الحرفيين مصدرا جيدا للهدايا التي تأتي دون تكاليف النقل الإضافية، وغالباً ما يكون للهدايا التي يتم إعدادها محلياً قصة ترتبط بالهدية وبالمجتمع.

       من جهة أخرى، طورت بعض المؤسسات الصغيرة ألعابا وأغلفة مصنوعة من مواد معاد تدويرها، وبهذا تشجع الحرف المحلية، وإن اشتريت ألعابا عادية، ولكن خالية من البلاستيك الضار، وتأكد أيضا أنها لا تعمل على البطاريات، فوفقا لـ "وكالة حماية البيئة الأميركية"Environmental Protection Agency  تزداد مبيعات البطاريات 40 بالمئة في موسم الأعياد، واختر الألعاب التي تستخدم بطاريات يعاد شحنها، إذ تعد البطاريات المهملة من المخاطر البيئية، وحتى البطاريات القابلة لإعادة الشحن تجد طريقها إلى مكب النفايات في نهاية المطاف، لذا فهناك ألعابا تستخدم الطاقة الطبيعية، يمكن اختيارها في هذا الموسم.

       كما يجب تجنب ألعاب الأطفال التي تشجع على العنف، وللأسف فهناك الكثير من العنف في العالم، لا سيما الموجة الجديدة من ألعاب الفيديو للأطفال فهي مثيرة القلق، وعلينا تذكر أن عنوان عيد الميلاد هو "السلام على الأرض"، فهناك العديد من الألعاب الممتعة، ترعى إبداع الأطفال وإحساسهم باللعب النشط، فعليك اختيارها.

بدائل لورق التغليف

       وفقا لإحصاء 1990 من The Recycler’s Handbook، يستخدم نصف الورق الذي تستهلكه الولايات المتحدة الأميركية كل عام في تغليف وتزيين المنتجات الاستهلاكية، ويبلغ مجموع النفايات السنوية من أكياس الهدايا وأكياس التسوق أكثر من 4 ملايين طن، في كندا، وتساوي النفايات السنوية من تغليف الهدايا وأكياس التسوق حوالي 595،000 طن، وإذا كان كل شخص يلف ثلاث هدايا سنويا في أكياس الورق أو أكياس القماش المعاد استخدامها، فإن ذلك سيوفر ما يكفي من الورق لتغطية 45،000 حلبة هوكي (مساحة الحلبة حوالي 5000 مترا مربعا).

       ويمكن الإحتفاظ بأوراق الهدايا والشرائط لإعادة استخدامها، وفي هذا المجال، تجنب اللاصق قدر الإمكان، وحاول استخدام الشرائط، وتجنب شراء ورق لامع أو ورق تغليف معدني، إذ يمكنك تغليف الهدايا دون الحاجة إلى استخدام ورق التغليف المعدني، كون هذا النوع من "الورق" يصعب إعادة تدويره وليس له قيمة لاستخدامه فيما بعد، لا سيما أن هناك معادن ثقيلة تستخدم فيه، كما أنه من الصعب إعادة استخدامه للف الهدايا مرة ثانية، لأنه يتجعد بسهولة، ويوجد هناك أوراق يعاد تدويرها مصنوعة من الورق أو القنب، وقد أصبحت تلقى رواجا لتنوعها وتشكل بديلا جميلا وصديقا للبيئة.

هدايا بديلة

       بديلا عن الهدايا المغلفة والتي تشكل عبئا على البيئة، يمكن إهداء جلسة تدليك، أو عناية بالبشرة، أو تذكرة حضور مسرحية أو فيلم، أو رحلة مشي في الطبيعة والتخييم، ومراقبة الطيور، أو دروس موسيقى، ركوب الخيل وغيرها، أو اشتراك في مجلة علمية أو أدبية على الإنترنت، أو دورة تعليمية، أو بطاقة إنترنت، تسمح لحاملها باختيار ما يريد.

       ويمكن استخدام مطبخك في صناعة الكعك وقوالب الحلوى والبسكويت، ووضعها في أوان بيئية (من الفخار، أو البلاستيك الذي يعاد استعماله)، وضع فيها كل المحبة المميزة في الأعياد.

التواصل مع الطبيعة

       يكتمل العيد بالتواصل مع الطبيعة، فحضر لرحلة في الطبيعة إن أمكن، بالمشي والتزلج ومراقبة الطيور وغيرها من النشاطات، ويمكنك مشاركة عائلتك بزراعة شجرة، ويمكن زيارتها كل عام والمشاركة مع العائلة، وإن زرعتها في حديقتك، فضع عليها أوان مملوءة بالحبوب، للطيور لتشاركك فرحة العيد، خصوصا وأن هذه الفترة من السنة يشح فيها الغذاء.

"إعادة الإهداء"

هناك دائمًا مناقشة حول آداب الاتجاه إلى "إعادة الهدية" ، أي تمرير هدية تلقيتها ولكنك لست بحاجة إليها. ومن المهم أن نرسخ تقاليد جديدة وأفكار مبتكرة مع الوقت، فإعادة الإهداء أمر منطقي. إذا تلقيت شيئًا لا تحتاج إليه حقًا، فابحث عن طرق يمكنك إعادة استخدام هذه الهدية عبر تمريرها إلى شخص يمكنه استخدامها، ودون الإساءة إلى من أهداك الهدية في المرة الأولى!

 







مقالات ذات صلة