التغير المناخي يساهم في "دومينو" الانقراض المشترك للكائنات الحية!

مشاركة


خاص اليسار

سوزان أبو سعيد ضو

ذكرت دراسة جديدة أن الشبكة المعقدة للترابط بين النباتات والحيوانات تضاعف أعداد الأنواع المعرضة لخطر الانقراض بسبب التغير البيئي.

ووفقا لدراسة حديثة نشرت في دورية Nature العلمية، فإنه في حالة الاحترار العالمي، فإن التنبؤات التي لا تأخذ في الاعتبار هذا التأثير المتسلسل قد تقلل من أهمية حالات الانقراض بنسبة تصل إلى 10 مرات أقل.

الإنقراض المشترك

وكنتيجة واضحة ومباشرة لتغير المناخ، فإن النباتات والحيوانات التي تعيش في منطقة معينة تتعرض للانقراض بصورة متوازية، خصوصا عندما تصبح الظروف البيئية المحلية غير متوافقة مع قدرة التحمل tolerance limits الخاصة بها، تمامًا مثل الأسماك الموجودة في حوض مائي به "ثرموستات" (معدل للحرارة) thermostat مكسور.

ومع ذلك، فإن هناك العديد من العوامل المحيرة لفقدان الأنواع التي تتجاوز الآثار المباشرة للتغير البيئي (والنشاط البشري) التي ما زال العلماء يحاولون فهمها.

فعلى وجه الخصوص ، أصبح من الواضح أن الانقراض المشترك (اختفاء المستهلكين بعد استنفاد مواردهم) يمكن أن يكون السبب الرئيسي في أزمة التنوع البيولوجي الحالية.

في حين أن مفهوم الانقراض المشترك مدعوم بخلفية نظرية قوية للغاية، فإنه غالبًا ما يتم تجاهله في البحث التجريبي لأنه من الصعب للغاية تقييمه.

دراسة جديدة حول الانقراض المشترك

وفي هذا السياق، أخذت دراسة جديدة بقيادة المركز المشترك للمفوضية الأوروبية (JRC) على عاتقها هذا التحدي من أجل تحديد أهمية الانقراض المشترك في ظروف التغير البيئي.

وقد قام العالم جيوفاني سترونا Giovanni Strona من المفوضية بالتعاون مع البروفيسور كوري برادشو Corey Bradshaw من جامعة فلندرز Flinders University في أديلايد بأستراليا ببناء ألفي "أرض أفتراضية"Virtual Earths ، والتي كانت مأهولة بالآلاف من النباتات والحيوانات التي تم تنظيمها في نظام عالمي من الشبكات الغذائية المترابطة.

قاموا بعد ذلك بإخضاع الأرض الافتراضية إلى المسارات المتطرفة للتغير المناخي، التي تتكون إما في "الاحترار العالمي" ، أي زيادة خطية مستمرة، أو رتيبة في درجة الحرارة ، أو "شتاء نووي"، أي تبريد تدريجي، مثل ما يمكن أن يتبع العديد من التفجيرات النووية أو تأثير ارتطام كويكب بالأرض.

وقد تتبع العالمان فقدان تنوع الأنواع في سيناريوهين منفصلين وصولا إلى اندثار الحياة.

في السيناريو الأول ، كانت السبب الوحيد هو انقراض نوع ما عندما تصبح درجة الحرارة مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا بحيث لا تتحملها هذه الأنواع.

وفي السيناريو الثاني، بدءا من الانقراضات الناجمة عن عدم التوافق بين درجات الحرارة المحلية وحدود تحمل الأنواع، فقد قاموا أيضا بمحاكاة حالات تعاقب الإنقراض المشترك.

وبمقارنة السيناريوهين، تمكن العلماء من تقديم تقدير كمي للأهمية النسبية للانقراض المشترك في فقدان التنوع البيولوجي في الأرض.

ووجد الباحثان أن الإخفاق في تفسير الترابط بين الأنواع أدى إلى التقليل من تقدير حجم الانقراضات الجماعية الناجمة عن تغير المناخ بنسبة تصل إلى 10 مرات.

ويرى جيوفاني أن "على العلماء المختصين بالحفاظ على الأنواع وصانعي القرار أن يتحركوا بسرعة، تتجاوز النهج الخاص بالحفاظ على نوع معين، وأن ينظروا باهتمام متزايد لشبكات التفاعل بين الأنواع كهدف أساسي للحفاظ على التنوع البيولوجي، فعندما تنقرض إحدى الكائنات من كوكبنا، فإننا نخسر أكثر بكثير من مجرد اسم على قائمة".

الإحترار المناخي

كما استكشفت الدراسة أسوأ سيناريو ممكن لتغير درجات الحرارة بسبب الاحترار العالمي، فوفقا لعمليات المحاكاة، فإن 5-6 درجات مئوية من الاحترار فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ستكون كافية للقضاء على معظم أشكال الحياة على الأرض الافتراضية التي أنشأها العلماء.

يؤكد جيوفاني أن "هناك حدود واضحة في نموذجنا الطموح، بسبب التحديات المتعددة لبناء أنظمة إيكولوجية عالمية واقعية وتشابه الحقيقية، ولكن إلى حد ما، تتفق نتائجنا مع أنماط العالم الحقيقي التي لدينا، وهي أدلة عملية"، وأضاف: "ما هو واضح هو أن ارتفاع درجة حرارة الارض سيضع ضغوطا متزايدة على التنوع البيولوجي للكوكب، وستزيد الانقراضات المشتركة نتيجة لهذا التأثير".

في حين أنه من غير المرجح أن تصبح الأرض أكثر دفئا في المستقبل القريب أي إلى حدود بين 5 و6 درجة مئوية، إلا أنه من المرجح أن درجات الحرارة العالمية ستستمر في الإرتفاع.

 

المصدر: Science Daily،  European Commission Joint Research Centre، Nature.







مقالات ذات صلة