بيروت تحتضن "مكعب الحقيقة" الأول في العالم العربي للتوعية حول الوحشية بحق الحيوانات

مشاركة


خاص اليسار

سوزان أبو سعيد ضو

بالتزامن مع  حوالي 500 "مكعب حقيقة" Truth Cube في مدن مختلفة في كافة أنحاء العالم، وبمناسبة "اليوم العالمي لـ المكعبات" INTERNATIONAL CUBE DAY  نظم ناشطون "مكعب الحقيقة" الأول في العاصمة بيروت – لبنان في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2018.

مكعب الحقيقة

ويتم تنظيم حملات التوعية هذه من قبل منظمة حقوق الحيوان Anonymous for the Voiceless   حيث يقوم الناشطون بتشكيل مكعب بأجسادهم وهو "مكعب الحقيقة" ويتم عرض أفلام تثقيفية للجمهور ولقطات تسلط الضوء عن الممارسات الوحشية في تربية الدواجن والحيوانات اللاحمة التي تجلبها الخيارات لجهة الأغذية والمنتجات من مصدر حيواني وما يخفى عمدا عندما يتعلق الأمر باستغلال الحيوانات، كما ويتم تزويد الجمهور بكل ما يحتاجون إليه من معلومات بهدف التحول إلى نمط الحياة النباتية.

وقد تفاعل الجمهور مع العرض وأظهر عددا كبيرا منهم تعاطفاً هائلاً عندما كانت الحقائق الوحشية تعرض أمام أعينهم، كما تواصل الناشطون معهم لشرح ما كانوا يشاهدونه وكيفية الوقاية منه، واتخاذ موقف للحد ووقف استغلال الحيوانات، وتشجيع التحول إلى نباتيين واعتماد البدائل النباتية في الغذاء فضلا عن اتخاذ أنماط صحية مستدامة معتمدة على النباتات.

 

 النباتيون والبيئة

 

والمنظمان الرئيسيان لفرع لبنان من الحركة العالمية Anonymous for the Voiceless  هما جين كيخيا Jane Kekhia وجورج أشقر سلامة George Achkar Salame ، وفي هذا المجال، قالت كيخيا لـ "إليسار نيوز": "نحن حركة عالمية لحقوق الحيوان ، تسمى Anonymous for the Voiceless ونحن مجموعة من النباتيين الملتزمين تحت مسمى Abolitionist Vegans، وهذا يعني أننا نمتنع عن استخدام الحيوانات في كافة المجالات إن كان في الغذاء، والملابس، والاختبارات الطبية والتجميلية، والترفيه، وهذا الأمر يشمل أشياء مثل اللحوم والبيض ومنتجات الألبان (الحليب والجبن ، إلخ) الفراء والجلد والحرير واللؤلؤ وحدائق الحيوان ، وما إلى ذلك".

وأضافت: "بهدف الوصول إلى الجمهور نستخدم في نشاطاتنا لقطات، تعرض على شاشات تشتمل على الصور والفيديوهات وغيرها من الممارسات القياسية المحلية والدولية، بهدف فضح ما هو مخفي على العامة عمدا من الممارسات المتعلقة باستغلال الحيوانات، نشمل بهذا نهج من التسويق القائم على القيم والبيانات والمعلومات، ونزود المهتمين بكل ما يحتاجون إليه من أجل التحول إلى أسلوب حياة نباتي، هذا لا يفيد الحيوانات فحسب، بل صحتهم الشخصية وبيئتنا".

وتابعت "عندما نتوجه إلى أي نشاط من هذا القبيل في الشارع، فإنه يكون بإذن من السلطات المحلية، ونشكل ما يسمى (مكعب الحقيقة)، وإذا كان أحد أفراد الجمهور مهتمًا بما نعرضه، نجري محادثة معه، نحن لا ندعو أو ندفع أي شخص إلى الاقتراب منا أو نبادر بالإقتراب من أي شخص قبل أن يأتي إلينا، إذ نعتقد أن الخطوة الأولى في قبول الحقيقة هي التحرك باتجاهها بعقل منفتح".

وأشارت كيخيا إلى أن "جميع  الأشخاص في الحركة متطوعون هنا لأجل الحيوانات والبيئة. فنحن نريد أن نترك العالم بصورة أفضل للأجيال القادمة، وفي هذا المجال، يعد الإنتاج الحيواني أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ، وعلى سبيل المثال، تنتج مزرعة ألبان مكونة من 2500 بقرة نفايات بيئية أكثر من مدينة بها 400 ألف نسمة، ويخبرنا العلماء عن أنه بسبب الصيد الجائر، سيكون لدينا محيطات بدون أسماك بحلول العام 2050".

وقالت كيخيا: "عقدنا يوم السبت أول (مكعب حقيقة) في بيروت، وكان ناجحا للغاية، واستقطبنا اهتمام الجمهور، وكل من مر بنا تقريبا، أدرك ما كنا نفعله وأخذ عملنا بجدية تامة، كما تواصلنا مع أشخاص ليسوا مستعدين بعد للتخلص من اللحوم من أطباقهم، على الرغم من إدراكهم لما يحدث خلف جدران المسالخ"، وأثنت كيخيا على الشرطة المحلية وتابعت: "كانت الشرطة المحلية مدهشة لتكريس وقتها للوقوف بجانب المكعب طوال اليوم، لذلك نشكر البلدية على دعمها بشكل كامل، فمظاهراتنا تشبه إلى حدٍّ ما تركيبًا فنيًا وسلمية تمامًا، لذلك نتطلع إلى القيام الخروج في الشارع عدة مرات حتى نكون صوتًا لمن لا صوت له، أي الحيوانات".

ولفتت كيخيا إلى أنه "هناك حاليا أكثر من 800 مدينة تشارك في الحركة في كافة أنحاء العالم، ويوم السبت قمنا بتشكيل المكعب بالتزامن مع 500 مدينة في العالم بمناسبة يوم المكعب العالمي، ونقوم جميعا قيام بنفس الشيء الذي كنا نفعله بالضبط، الزي الرسمي ذاته، الأقنعة ذاتها، اللقطات ذاتها والرسالة ذاتها"، وأضافت: "وفقا لموقع Anonymous for the   Voiceless العالمي فإنه منذ تأسيسها في نيسان/أبريل 2016،  فقد نظمت أكثر من 8،493 مظاهرة في 806 مدينة على مستوى العالم، وتمكنا خلالها من إقناع 308،771 شخص على الأقل بأخذ النمط النباتي في الحياة بشكل جدي".

سلامة

       من جهته، قال جورج الأشقر سلامة لـ "إليسار نيوز": "كانت تجربة مكعب الحقيقة فريدةٌ من نوعها، حيث إلتقى شبان تجمعهم فكرةٌ واحدة، وهي أن الحيوانات كائنات ليست موجودةٌ لمتعة الانسان، بل هي مخلوقات نتشارك معها هذه الأرض ومدانا الحيوي، ويجب أن نعيش معها بسلام، ما يعني عدم استغلالها وإستغلال أجسامها للمتعة، واستخدم مصطلح (متعة) لأن عدة أبحاث في أكبر الجامعات العالمية، اثبتت أن نظاما غذائيا نباتيا، لا يشتمل على كافة مكونات الغذاء المطلوبة لصحة جيدة فحسب، بل يقدم فوائد صحية عديدة (انخفاض في نسب الأمراض السرطانية وأمراض القلب فضلا عن تخفيض الوزن الزائد والمشاكل الناتجة عنه إلخ..) مما يؤدي إلى إمكانية فترة عيش أطول لمن يتبعون هذا النظام ونوعية حياة أفضل، المبدأ إنك لا تحتاج أن تأكل أجسام حيوانات نافقة لتتمكن من العيش، وليس ذلك فحسب، بل تتسبب بأضرار تمس صحتك عند أكلها كما تساهم بأضرار للطبيعة على حد سواء، فلماذا لا نمتنع عن شراء أجسام حيوانات نافقة لنأكلها ونقدمها لاولادنا؟".

وأضاف سلامة: "أثار مكعب الحقيقة ضجة كبيرة في شارع الحمراء، فهنالك أشخاص لم يسمعوا عن هذه الفلسفة من قبل، وكانت ردود الفعل متنوعة، فالبعض سيطر عليهم أحاسيس من الندم وأدمعت عيونهم عندما رأوا ما تمر به هذه الحيوانات التي في معظم الأحيان، لا يتجاوز عمر بعضها الخمسة سنوات، وهي لم ترتكب أية جريمة، ومع ذلك تعامل بطرق لاإنسانية ووحشية، بينما سيطر على البعض الآخر أحاسيس الغضب، لا سيما بعد تفسيرنا الأبحاث التي نستند عليها في مقاربتنا، فكانوا يردون علينا بأن ما نفعله يتعارض مع الأفكار الدينية، وأن الله خلق الحيوانات لمتعتنا، خصوصا قولنا أن الإنسان لا ينبغي عليه أن يستغل الحيوان ويأكله، واعتبروه كلاما فارغا وليس له أهمية، وعلى الرغم من كل هذا، فإن ردود الفعل هذه تظهر أننا تركنا أثرا، ونمط التفكير هذا يميز مجتمعنا مقارنة مع المجتمعات الأخرى، وشكل بالنسبة لنا تحديا وتجربة ناجحة ومميزة بهدف إيجاد طرق للتعامل معها، وتوضيح وجهة النظر وقناعاتنا بطريقة الحياة التي اعتمدناها".

 

ولفت سلامة إلى أن "مكعب الحقيقة ليس حدثاً سنوياً، بل هو نشاط سينتشر في لبنان، كونه يساهم بالتوعية على نمط حياة جديد، فضلا عن أفكار الغذاء النباتي، لأن هذه الأفكار مثبتة علمياً أنها تؤدي إلى عالم وصحة أفضل، ويمكنها تخليص  هذه الحيوانات من الجحيم الذي تعيشه يومياً، بالإضافة إلى حماية البيئة، فكل ما نهدف إليه في نهاية المطاف، هو الحق، المحبة والحرية، للانسان ، الحيوان ، والطبيعة".







مقالات ذات صلة