تأثير قاتل لتغير المناخ... خطر الإنقراض يفتك بطيور الجبال

مشاركة


خاص اليسار

المهندس *حيدر حرز يوسف

أعطت إعادة اكتشاف دقيقة لدراسة أجريت عن مدة ثلاثة عقود على الطيور على سفح أحد الجبال في بيرو في أميركا الجنوبية فرصة نادرة للعلماء، لإثبات كيف يدفع تغير المناخ الكائنات الحية إلى تغير أنماط وأماكن معيشتها نتيجة لعدم تعايشها مع ما يحدث من تغيرات غير طبيعية.

وقد أظهرت الدراسات الاستقصائية لأكثر من 400 نوع من الطيور بين عامي 1985 -2017، أن أنواعا كثيره قد انخفض عددها بدلا من الزياده الطبيعيه التي تحدث دائما، حتى أن ثمانية أنواع منها انقرضت تماما، ولوحظ بمرور الزمن ان الجميع تقريبا تصعد إلى ارتفاعات أعلى في ما يسميه العلماء "المصعد إلى الانقراض".

وقال جون فيتزباتريك، مؤلف الدراسة ومدير مختبر كورنيل لعلم الطيور: "بمجرد أن تصل الطيور إلى اعلى نقطه في الجبل فانها بعد ذلك تبدأ بالانقراض شيئا فشيئا.

وتؤكد هذه النتائج التي نشرت الاثنين 29 تشرين الأول/أكتوبر الجاري في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، ما كان يشتبه به منذ فترة طويلة علماء الأحياء.

وقد وثقت الأبحاث السابقة ميل الطيور إلى الحركة نحو الارتفاع استجابة لشعورها المنزعج من الدرجات الحراريه المرتفعة، وهذا ما أكده مارك أوربان مدير مركز المخاطر البيولوجية في "جامعة كونيتيكت"، حيث قال إن "هذا هو أول دليل على ما تنبأت به من قبل حيث بات لتغير المناخ تأثيرا قاتلا حيث سيؤدي إلى انقراضات محلية متزايدة مستقبلا".

القصه بدأت في عام 1985 حيث أسس فيتزباتريك مركز مراقبة إلى جانب نهر يمر أسفل منحدر جبلي في جنوب شرق بيرو، يهدف إلى تصنيف نطاقات من أنواع الطيور الاستوائية التي تعيش هناك، وقضى فريقه عدة أسابيع في صعود وهبوط للمرتفعات باستخدام شباك دقيقة تسمى الشباك الضبابية للقبض على الطيور وإطلاقها، والاحتفاظ  بتقارير مفصلة عن الطيور التي التقطتها أو رصدتها أو سمعتها في الغابات.

قبل عامين، قام بنجامين فريمان، زميل ما بعد الدكتوراه في مركز أبحاث التنوع البيولوجي في جامعة كولومبيا البريطانية، الذي كان يبحث عن الطيور الاستوائية لأكثر من عقد من الزمان، بدراسة التغيرات التي حدثت منذ 1985 بالاعتماد على قاعدة المعلومات الموثقة وفق مسار ومنهجية فيتزباتريك لمعرفة ما حدث في السنوات الفاصلة (1985 – 2017)، وهي الفترة التي ارتفع فيها متوسط درجات الحرارة على الجبل بمقدار 0.76 درجة فهرنهايت (0.42 درجة مئوية). لأن الجبل يقع على حافة حديقة وطنية لم تتعرض المنطقة للتخريب وتدخل البشر.

وتبين أن مجتمعات الطيور تتحرك إلى أعلى المنحدر للوصول إلى الظروف المناخية تعتبر أكثر تكيفا بالقرب من قمة الجبل، تحركت أنواع الطيور إلى أعلى بمقدار 321 قدما (98 مترا)، في المتوسط حيث أن درجة الحرارة هي المفتاح الرئيسي في تفسير سبب وجود الأنواع في الأماكن التي يعيشون فيها على المنحدرات الجبلية.

     * استشاري في مجال الطاقه والبيئة

*ملاحظة من "إليسار نيوز": تفتح "إليسار نيوز" الباب على مصراعيه، لمساهمات متابعي وقراء "إليسار نيوز"، وهذه المقالات يتم نشرها مع الصور والجداول المرفقة المزودة من قبل الكاتب، وتبعا لقرار الهيئة التحريرية، ولم يتم تعديل أي معلومات ساقها الكاتب، بل تم تحرير النص فقط بما يخدم الدقة اللغوية والقواعدية، وهي مفتوحة للنقاشات العلمية من قبل الباحثين لإبداء الرأي، وشكرا لمساهمات الجميع.







مقالات ذات صلة