منظمة الصحه العالمية... المؤتمر العالمي الأول حول تلوث الهواء والصحة في جنيف 2018
المهندس *حيدر حرز يوسف
بينما يزداد العالم سخونة وازدحاما سكانيا، تستمر محركاتنا في ضخ انبعاثات مميتة، ونصف العالم لا يستطيع الوصول إلى التكنولوجيات النظيفة (صديقة البيئه)، والهواء الذي نتنفسه يزداد تلوثا بشكل خطير (أكثر من 90 بالمئة من سكان الارض يتنفسون هواء ملوثا وغير صحي) يقتل 7 ملايين شخص كل عام بصوره مباشرة أو غير مباشرة لأن الآثار الصحية لتلوث الهواء خطيرة - ثلث الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية وسرطان الرئة وأمراض القلب هي بسبب تلوث الهواء.
المشكله الكبيره التي نواجهها هي صعوبة الهروب من تلوث الهواء، مهما كانت مساحة المنطقة التي تعيش فيها، إنها في كل مكان حولنا ويمكن للملوثات المجهرية في الهواء أن تتخطى دفاعات جسدنا، وتخترق أعماق نظامنا التنفسي والدوراني، وتدمر رئتنا والقلب والدماغ.
إن عدم وجود الضباب الدخاني المرئي لا يشير إلى أن الهواء صحي، حيث أنه في جميع أنحاء العالم نلاحظ ان كلا من المدن والقرى ترزح تحت كميه من الملوثات السامة في الهواء تفوق متوسط القيم السنوية الموصى بها في إرشادات جودة الهواء الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. ولمساعدة الناس على فهم أفضل لمدى تلوث الهواء في المكان الذي يعيشون فيه، قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة وحملةBreath life الخاصة بتطوير المناخ والهواء النظيف بتطوير مقياس للتلوث عبر الإنترنت http://breathelife2030.org/city-data-page/?city=1454
تعقد منظمة الصحة العالمية هذه الأيام (29 تشرين الأول/اكتوبر – 1 تشرين الثاني/نوفمبر) وشركاؤها المؤتمر العالمي الأول حول تلوث الهواء والصحة في جنيف http://www.who.int/airpollution/events/conference/en/
لحشد العالم نحو الالتزامات الرئيسية لمكافحة هذه المشكلة. وسيرفع المؤتمر الوعي بهذا التحدي المتنامي للصحة العامة، ويشارك المعلومات والأدوات المتعلقة بالمخاطر الصحية لتلوث الهواء وتدخلاته.
ويعرض هذا المؤتمر بعض أعمال "منظمة الصحة العالمية" في مجال تلوث الهواء، بما في ذلك نتائج منهاجها العالمي حول جودة الهواء والصحة. هذه المنصة التي تضم عضويتها المتنوعة الباحثين والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الشريكة تقوم بمراجعة البيانات المتعلقة بجودة الهواء والصحة. على سبيل المثال، تعمل المنصة على تقنيات لتقسيم تلوث الهواء بشكل أكثر دقة من مصادر التلوث المختلفة. كما تعمل على تحسين تقديرات جودة الهواء من خلال الجمع بين البيانات من مختلف شبكات مراقبة نوعية الهواء، ونمذجة الغلاف الجوي والاستشعار عن بعد بالأقمار الصناعية.
اهم محاور المؤتمر
- مراقبة جودة الهواء: يلزم تعزيز مراقبة نوعية الهواء في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لا سيما في المناطق القريبة من المستشفيات والمدارس وأماكن العمل.
- انبعاثات القطاع الصحي: الوصول إلى الطاقة الموثوقة والمستدامة في مرافق الرعاية الصحية أمر ضروري لتحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة.
- ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ: ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻮة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻮرﻳﺔ ﻟﺘﻠﻮث اﻟﻬﻮاء ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﺴﻜﺎن.
- صحة الأطفال: على الصعيد العالمي، يعيش 93 بالمئة من الأطفال دون 18 عامًا مع مستويات تلوث الهواء أعلى من إرشادات منظمة الصحة العالمية.
- لوصول إلى الطاقة المنزلية النظيفة - يجب أن يتحسن وصول الطاقة المنزلية النظيفة إلى مستويات أعلى في جداول الطاقة العالمية والصحة وأجواء المناخ.
- التغير المناخي: وهو أكبر تهديد للصحة العامة في القرن الحادي والعشرين.
- لأمراض غير السارية: تلوث الهواء هو السبب الرئيسي الثاني للأمراض غير السارية، مثل السكتة الدماغية والسرطان وأمراض القلب.
- اﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ البيئه اﻟﺨﺎرجيه: ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ أو اﻟﺒﻨﺎء أو ﺟﻤﻊ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت، وﺷﺮﻃﺔ اﻟﻤﺮور، ﻣﻌﺮﺿﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻟﺘﻠﻮث اﻟﻬﻮاء وسبل حمايتهم.
*استشاري في مجال الطاقه والبيئة