سوزان أبو سعيد ضو

       لفتت صورة وثقها المواطن غيث حمدان من المتن الأعلى وبالتحديد في بلدة قبيع مساء 24 تشرين الأول/أكتوبر 2018، لغيوم غريبة الشكل، وشارك بها على إحدى مجموعات التواصل الإجتماعي "واتساب" انتباه العديدين، ووفقا لرئيس  رئيس مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام والذي أكد لـ  إليسار نيوز" على "أنها نوع من الغيوم تسمى غيوم الـ Mamatus، وقد تم توثيق ظهورها سابقا في مدينة صور"، كما أن العديد شاهدها بالتزامن مع بلدة قبيع، مساء وصباح اليوم جنوبا وفي مناطق عدة من لبنان.

       ووفقا لـ افرام فإن "هذه الغيوم تسمى غيوم عنقودية، وهي ظاهرة بدأنا نشهدها مؤخرا بشكل اكبر نتيجة الظواهر المناخية المتطرفة، وتعتبر مؤشرا للعواصف المطرية والرعدية، وتحدث نتيجة تفاوت الرطوبة في طبقات الجو، فضلا عن أنها غير مستقرة، فبينما الطبقات المتوسطة والعليا رطبة، بينما الطبقات السفلى جافة للغاية، وما يساهم بتشكلها بهذه الطريقة هو وجود تيار صاعد فضلا عن الرياح"، إلا أنه أكد أن "هذه الظاهرة لا تشكل خطرا على حركة الملاحة الجوية لأن سرعة الرياح خلال هذه العواصف التي تسبقها هذه الغيوم لا تتجاوز 70 كيلومترا في الساعة، بالمقابل فإن هذه الظاهرة تنتهي حالما تفرغ الغيوم الأمطار والبَرَد المتواجد فيها، والتي تتشكل وفقا لحرارة الجو، فعادة ما تحمل البَرَد خصوصا في أشهر الشتاء، أما في الخريف فهي تحمل الأمطار، وقد تعود للتشكل وفقا لتباين الرطوبة بين طبقات الجو المختلفة كما سبق وذكرنا"، ولفت إلى أن "ما نشهده في لبنان من تغيرات مناخية متطرفة مثل الأمطار القمعية التي ذكرتها في لقاء سابق فضلا عن العواصف الرملية والسيول هي مؤشرات على تغير المناخ، والأمطار الهاطلة، لا تستفيد منها الأرض والمزروعات، بل تشكل سيولا جارفة كما شهدنا في مناطق عدة، ومن المتوقع أن تزداد وتيرتها في المستقبل مع التغير المناخي".