بالصور: حشرات غريبة وسامة تهدد أبناء الجية... والسبب؟

مشاركة


خاص اليسار

سوزان أبو سعيد ضو

عندما تتحول بلدة الجية في ساحل الشوف والتي تعد من بين أجمل المناطق على الساحل اللبناني إلى منطقة تعج بالحشرات السامة ومياه الصرف الصحي والنفايات، عدا عن التلوث الناتج عن المعمل الحراري والباخرتين التركيتين، وبيوت الدفيئة المنتشرة بالقرب من كل هذا والتي ترشح مبيداتها ومخصباتها نحو هذا الخليط من المركبات الكيميائية المختلفة، فضلا عما تجود به الرياح الآتية من معمل سبلين من أبخرة سامة، يصبح المشهد العام بيئة موبوءة بالأمراض ولسع حشرات لم تنفع معها المبيدات المختلفة، وفقا لمواطنين أطلقوا صرختهم عبر موقعنا "إليسار نيوز".

هذا ما هو قائم في منطقة الجية، وبالتحديد على مقربة من ميناء الصيادين والمتوقع الإنتهاء من بنائه في شباط/فبراير 2019، والذي تأخر العمل به مرارا "بسبب مياه الصرف الصحي التي طافت بالمكان إثر عطل بالمضخات، ومنعت العمال من القيام بعملهم خصوصا في المياه المجاورة"، وفقا لنقيب الصيادين محمد الكجك الذي رأى أن "الأمر بحاجة إلى غطاسين لتثبيت بعض الأساسات، ما استدعى توقف العمل ولمرات عدة"، فقاموا بحل مؤقت باستحداث بركة مجاورة تتجمع فيها هذه المياه كما هو واضح في الصورة (أ)، وقد أعيد فتح أنبوب على مسافة بعيدة قبل الميناء، وبإيعاز من بلدية الجية،  يوصل مياه الصرف إلى البحر مباشرة، لتخفيف الضغط عن المضخة، ولدرء الأذى عن ميناء الصيادين، حتى يتم حل المشكلة بتوصيل المضخة إلى محطة التكرير وتحويل المياه اليها".

الكجك

أما عن مصدر مياه الصرف الصحي فوفقا لكجك "ثمة محطة (ج) مكونة من مضختين أو ربما أكثر، تقوم بضخ مياه الصرف الصحي الآتية من بعض بلدات الإقليم ومنها برجا وبعاصير وغيرها، وقد قاموا بتحويلها بضغوط إلى المنطقة بعيدا عن شواطئ الإستجمام القريبة، ولكن تتعطل هذه المضخات، لأن كمية المياه التي تصل إليها أكثر من قدرتها، فتفرغ المياه منها على الشاطئ المجاور مكونة بركة (ب) وقد وصلت المياه إلى الطريق البحري أيضا خلال العاصفة الأخيرة، وقال الكجك: بعد اتصالنا ببلدية الجية، قامت بالإيعاز بحل المشكلة فورا ولو أنه حل مؤقت، وتم تحويل المياه إلى البركة المستحدثة الأكبر (أ)، حتى قامت مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان بتصليح المضخات، كما تم استقدام متعهد خاص لحل هذه المشكلة أيضا!

وأردف الكجك: "إن المشكلة تم احتواؤها مؤقتا، ولكن لا بد من حل جذري، وهو تحويل المياه إلى محطة التكرير الضخمة التي تستوعب كميات مياه كثيرة، وتحتاج لهذه المياه لعملها الكامل، ولكن تحتاج على ما يزيد عن 1500 مترا من الأنابيب لوصلها إلى محطة التكرير"، وأضاف: "مع اقتراب انتهاء بناء هذا الميناء، ومقر المزاد العلني للأسماك، فمن الضروري إيجاد حل جذري ونهائي لهذه المشكلة وبأسرع وقت".

عيسى

من جهة ثانية، قالت السيدة أمينة عيسى، وهي مواطنة تقطن في مبان، مقابل هذا الميناء: "لم تفلح مناشداتنا المتكررة بحل لمشاكلنا المتعددة، فنحن لا ننال من الكهرباء المجاورة شيئا، لا بل تلوث هواءنا، فالكهرباء في منازلنا دائمة الإنقطاع ونعتمد على المولدات الخاصة، ونحن حوالي 30 منزلا، نعاني الأمرين، وندفع فواتير كهرباء ومولد، فأنا مثلا أدفع بالمعدل 170 ألف ليرة شهريا بدل مولد كهربائي، ومن ناحية ثانية، تصب مياه الصرف الصحي أمام بيوتنا، لتأتينا الروائح الكريهة والآفات المختلفة من حشرات غريبة وقوارض، فنحن شتاء قد نقفل النوافذ، لكن ماذا نفعل خلال الصيف، وقد أصابتنا كافة الأمراض، عدا عن أنواع من حشرات غريبة وسامة لا نعرف عنها شيئا ولا ينفع معها أي مبيد حشري استخدمناه، خصوصا وأنها مؤذية، وتصيبنا بلدغات مؤلمة تتطلب علاجات".

وأضافت: "المنطقة تخلو من البنى التحتية والإنارة وغيرها من الخدمات، فالإنارة على الشوارع أتت لفترة بسيطة وبعد مناشدات لسنوات، لتطيح بها العاصفة الأخيرة، ولا ننال إلا الروائح الكريهة والأمراض المختلفة واللسعات السامة والتلوث الذي يطاول التربة والمياه والهواء كما ترون"!

ولم نتمكن من مقابلة رئيس بلدية الجية، كون الدوائر الرسمية تقفل باكرا يوم الجمعة، وإن كنا تواصلنا معه وأبدى تجاوبا، لذا نترك المتابعة معه لمقال آخر، ونضع بالمقابل الصور والفيديو برسم البلدية والمعنيين في وزارات الطاقة والمياه، والأشغال العامة والنقل، والبيئة والزراعة، بهدف إيجاد الحلول الجذرية، والتخلص من مصادر التلوث المختلفة بصورة شاملة.







مقالات ذات صلة