"بطل" يقتل ضبعا مخططا في الشمال... هل يتحرك القضاء المختص؟
خاص "إليسار نيوز" Elissar News
ليست المشاكل في لبنان سطحية فحسب، بل تطاول بنية المجتمع والوعي والثقافة العامة، ولذا تأتي ممارسات الأفراد انعكاسا لما يرفده هذا البناء المرتبك والمزعزع من أفكار ومسلمات، وتأتي حادثة قتل ضبع في الشمال وتهليل الناس للبطل كمثال حي على هذه الأفكار والوعي العام بالبيئة وتمسك المجتمع بالموروثات البالية، وهنا لا بد من الإشارة إلى دور المؤسسات العامة لجهة متابعة القوانين وتطبيقها وتنفيذ العقاب بحق المعتدين، والخاصة من الجمعيات العاملة في هذا المجال ولا سيما بعض الأفراد الذين نذروا حياتهم وجهدهم وعلمهم لنشر الصورة الصحيحة والتطور بهذا المجتمع وإعادة بنائه بالصورة الأفضل مع ما يتناسب مع العصر، والوعي العام والبيئي خصوصا.
في هذا السياق، فقد نشرت صفحة "الميناء بتجمعنا" صورة لـ "البطل شرطي البلدية عماد السحمراني" والذي وفقا للمنشور "تمكن مساء أمس من قتل ضبع في منطقة الدورة – عكار بعد أن كان يشكل خطرا على الأهالي".
وعلى الرغم من هذا المنشور الذي أحبط العديد من الناشطين في هذا المجال، فما أثلج صدورنا هو بعض التعليقات الواعية على الصور المأخوذة لـ "البطل" مؤكدة على أهمية هذا الحيوان في المنظومة البيئية وعلى ضرورة معاقبته وغيره وكل من يطاول هذه الكائنات وغيرها بالأذى.
الضبع المخطط
فالضبع المخطط حيوان أساسي في المنظومة البيئية البرية اللبنانية وخسارته أو انقراضه يؤدي إلى فقدان حلقة مهمة من توازنها البيئي، وسيرتد سلبا على الإنسان خصوصا وأن الضبع يعتبر عامل نظافة بدون أجر فهو يستهلك الحيوانات النافقة والجيف، وبذلك يحمي الإنسان من الأمراض
كما أدى تراجع أعداده إلى كثرة الخنازير البرية التي تفتك بالمزروعات وأدى إلى إهمال وهجرة العديد من المزارعين أراضيهم، فالضبع يهاجم "وجر" أي مأوى الخنازير ويلتهم جراءها الصغيرة، ما يقلل من أعدادها ويحد من تكاثرها السريع.
ولكن الناس لا تزال أسرى الموروثات القديمة والتي أثبت أنها لا تمت إلى العلم والحقيقة بصلة، وذلك بأن الضبع يهاجم الإنسان وهناك قناعة لدى البعض بأنه "يسبع الإنسان ويقوده إلى وجره ليفترسه، والحقيقة أن الضبع اللبناني المخطط يتسم بالجبن والخوف، ويتفادى الإنسان ويهرب منه، ولا يهاجم إلا إذا تمت محاصرته الإنسان، وليس ذلك فحسب بل يتحين الفرص للهرب".
وبدورنا، في "إليسار نيوز"، نتوجه بهذا المقال للجهات الأمنية المختصة ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، واتحادات البلديات والبلديات في المنطقة وخصوصا بلدية الدورة - عكار لإجراء المقتضى خصوصا وأن قتل الضبع ممنوع وفقا لقانون الصيد اللبناني، وإلى المؤسسات التربوية، للبدء بالتوعية البيئية حول هذا الحيوان الهام وضرورة المحافظة عليه.