أعقاب السجائر الأسوأ في تلويث البيئة!

مشاركة


خاص اليسار

رصد وترجمة: Elissar News

يتجنب عدد كبير من الأشخاص استعمال "قش" البلاستيك Straws لتناول مشروباتهم المفضلة، خصوصا وأنه من الممكن الإستغناء عنها، ولما تساهم به من تلوث للطبيعة لا سيما المسطحات المائية، على الرغم أنها لا تشكل أكثر من  0.02بالمئة من النفايات البلاستيكية، وقد استهدفت حملات عديدة الأكياس البلاستيكية، وعلب الطعام، ولكن تبين أن هناك ملوثات بلاستيكية أخرى تستأثر بنسبة أكبر من التلوث، ويتم التغاضي عنها، ولم تلحظها الحملات العديدة من الناشطين والجمعيات البيئية!

وهذا الموضوع تناوله تقرير صادر عن " إن بي سي نيوز" NBC News، لافتا الإنتباه لما تساهم به أعقاب السجائر من تلوث، خصوصا وأن هذا النوع هو النفايات الأكثر انتشارا، والتي تلقى في البيئة ويتسبب بها الإنسان بصورة مباشرة، وفقا لما أفاد التقرير، ولفت إلى أنه لم يتم التعامل مع هذه المشكلة بصورة شاملة حتى الآن، كما أن هذه الفلاتر تحتجز ملوثات فيها تساهم بتلوث البيئة.

لا فائدة صحية منها

وعادة إطفاء السيجارة وإلقاءها هي عادة موجودة في كافة أنحاء العالم، ولا يعتبر البعض أعقاب السجائر كنفايات، وينظر إليها بعض الباحثين كتصرف ينم عن نوع من التحدي وشبيه بعادة تدخين السجائر، بالمقابل يرى البعض أنهم بإطفاء الأعقاب ثم إلقاءها يمنعون الحرائق، ويتقزز البعض من رائحة السجائر في المرمدة (المنفضة).

ويجد توماس نوفوتني Thomas Novotny، البروفسور في الصحة العامة من جامعة ولاية سان دييغو في كاليفورنيا أن "المسألة الرئيسية من فلاتر السجائر، أن لا فائدة صحية منها، بل هي وسيلة ترويجية، وتساعد على تشجيع الناس على التدخين"، وأضاف:"يبدو لي أنه من الواضح أننا لا يمكننا الاستمرار في السماح باستعمال هذه الأعقاب".

وكانت هناك محاولات عدة وبالتحديد في الولايات المتحدة الأميركية للتعامل مع هذه الأعقاب، وأهمها  Ocean Conservancy ومنذ العام 1986 جمعت أعقاب السجائر، وكانت هذه الأعقاب من أكثر المواد التي تم جمعها من على شواطئ المحيط، حيث تم العثور على 60 مليون منها خلال 32 عاما.

أضرار

وهناك أعقاب 5.6 تريليون سيجارة تصنع حول العالم كل عام ثلثاها يلقى كنفايات بشكل غير مسؤول، أي حوالي 4 تريليون عقب سيجارة وهي كافية لملء 2.5 مليون مسبح أولومبي بأعقاب السجائر، وتصنع هذه الفلاتر من مادة "أسيتات السليولوز"، وتتطلب هذه المادة أكثر من عشر سنوات من الزمن للتحلل، ويرمي المدخنون هذه النفايات مباشرة في البحر، أو تصل إلى الشواطئ من المكبات ومصارف المياه المنتشرة ونتيجة العواصف والتيارات، ويقدر بأن هذه النفايات تتفتت إلى ميكروبلاستيك، والذي قدر حاليا أنه يتواجد في معظم الكائنات الحية البرية وقد وجد بالفعل في 70 بالمئة من الطيور المائية، وفي 30 بالمئة من السلاحف البحرية.

وتحاول الولايات المتحدة التوعية حول أضرار هذه الأعقاب، ومنها وضع قوانين لمنع إنتاجها، أو رفع أسعار علب السجائر، ولا يقتصر الأمر على النشطاء الملتزمين الذين يدركون الأضرار المحتملة لهذه الأعقاب، فقد أفادت تقارير أن شركات التبغ نفسها تدرس إنتاج أعقاب قابلة للتحلل، وتوزيع منافض السجائر المحمولة، بهدف تجنب تحمل المسؤولية عن نفايات السجائر، لكن حتى الآن لا نتائج مثمرة لهذه الجهود.

وتأمل الآن حملة يطلق عليها "مشروع التلوث بأعقاب السجائر" Cigarette Butt Pollution Project لتغيير المفاهيم تجاه فلاتر السجائر. وكتب الباحثون على موقعهم على الانترنت " أعقاب السجائر تلوث شواطئنا وحدائقنا ومجتمعاتنا لفترة طويلة بما فيه الكفاية ... لقد حان الوقت لاتخاذ اجراءات".

ومن الجدير ذكره أنه من اللافت رؤية أعقاب السجائر في كل مكان على الشواطئ اليونانية، وهي الدولة الأولى أوروبيا في استهلاك السجائر، الأمر الذي بدأ يثير قلق السلطات بشأن هذه الظاهرة، وتقدر أعقاب السجائر التي تنتشر في شوارع اليونان وشواطئها بــ 22 مليونا أي نحو 3500 طن.

وقد اشتبه الباحثون في أن الفلاتر تزيد من المرض عن طريق تشجيع الناس على التدخين أكثر من غيرهم ، وأن يستنشقوا بعمق أكثر عندما يدخنون، وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي ، قال مقال في مجلة المعهد الوطني للسرطان  Journal of the National Cancer Institute  إن "النفخ المتغير والاستنشاق قد يجعل الدخان متاحا بصورة أكبر لخلايا الرئة المعرضة للأورنة السرطانية".

من جهة ثانية، بادرت شركة ناشئة اسمها  Greenbuttsلتصنيع فلاتر صديقة للبيئة، مصنوعة من مواد عضوية تتحلل بسرعة في التربة أو الماء.

لبنان والعالم

يوجد في العالم 1،1 مليار مدخن منهم  35 بالمئة من الرجال و6 بالمئة من النساء وفقا لموقع  Statista!

أما بالنسبة للبنان فهو يحتل المرتبة 15 بنسب تدخين السجائر وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، (2037.5 سيجارة لكل شخص)، وتقوم حملات خاصة في لبنان لجمع اعقاب السجائر ومنها Recycle Lebanon، إلا أن المعضلة أن البرامج التوعوية للحد من التدخين لم تساهم في تقليل نسب المدخنين، وقد ظهر جيل من الشباب يدخنون "الأرغيلة"، وهذه ظاهرة يجب دراستها عن كثب، كونها أصبحت موجودة في كل بيت تقريبا!

غربان بخدمة البيئة

وأوائل هذا الشهر تمكن مسؤولو متنزه "بوي دو فو" the Puy de Fou park التاريخي في غرب فرنسا، وبتدريبات مكثفة من الاستعانة بستة غربان مدربة لالتقاط أعقاب السجائر والقصاصات، مقابل إطعامها.

ويقوم فريق الغربان بجمع قطع القمامة وأعقاب السجائر بمناقيرها من كافة أنحاء الحديقة ثم وضعها في صندوق كبير.

وقال رئيس الحديقة، نيكولاس دي فيلية Nicolas de Villiers، "الهدف ليس التنظيف فحسب، لأن زوار الحديقة يحرصون بشكل عام على إبقاء الأمور نظيفة، بل إن المبادرة ستظهر للزوار أنه من الضروري العناية بالبيئة، وأن الطبيعة تعلمنا كيف نعتني بنفسها".

ومن الجدير ذكره أن مصممين هولنديين Ruben van der Vleuten وBob Spikman وبالتعاون مع المخترع  Joshua Klein صمما في العام 2017 "صندوق الغراب" the Crow Box، بعد فشلهما في استخدام الروبوتات لجمع أعقاب السجائر، وفكرا بالبداية بطائر الحمام، ولكنهما وجدا أنه لا يتمتع بالذكاء الكافي ليتوصلا بالنهاية لاستخدام الغربان لمحاولة التخلص من مشكلة أعقاب السجائر التي تعاني منها العاصمة الهولندية أمستردام.

 

 

       المصادر: Wikipedia، NBC، Recycle Lebanon،Cigarette Butt Pollution Project، The Guardian، ووكالات.

 







مقالات ذات صلة