هل تغرق الإسكندرية بسبب تغير المناخ؟

مشاركة


البيئة المناخ

رصد وترجمة:  Elissar News

في المدينة الشاطئية المصرية الإسكندرية، وبالتحديد في حي صغير من المدينة يعرف بـ "البندقية الصغيرة" أو "المكس" حيث فيه قناة  مياه تسمى"المكس"، تعاني مجموعة من المواطنين من آثار تغير المناخ، الذي يهدد المنازل على جانبي القناة بالغرق نتيجة ارتفاع مستويات سطح البحر.

ووفقا لمقال "الغارديان" من الحي المنكوب، التي يصل تعداد المنازل على جانبي القنال إلى ألف مبنى من ثلاث طبقات، من مجتمع من الصيادين، يطل قاطنو أحد المنازل من النافذة من أحد جانبي القنال على الجهة الأخرى التي تم هدمها ونقل سكانها إلى منازل جديدة، وهم ينتظرون مصيرا مشابها ليتم ترحيلهم أيضا، بعد أن اجتاحت المياه منازلهم، مصاحبة مع أصوات هدم لبيوت من الجهة الأخرى.

النزوح الداخلي

وقالت "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة"  UN’s Intergovernmental Panel on Climate Change إنه من المتوقع أن ترتفع مستويات البحار العالمية بمقدار 68 سنتيمترًا بحلول عام 2050 ، مما يؤدي إلى إغراق أجزاء من الإسكندرية وانتقال المياه المالحة إلى المياه الجوفية. كما سيؤدي إلى انهيار المباني ودفع المياه المالحة نحو الأراضي الزراعية في منطقة دلتا النيل القريبة ، ما يؤدي إلى تدمير سبل العيش وإجبار المزيد من النزوح الداخلي، أي الإكتظاظ في الداخل المصري.

ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فإن "مدينة الإسكندرية مدينة على خط المواجهة لتغير المناخ، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا سيدمر شواطئها بالكامل، في حين أن الأراضي المنخفضة في الإسكندرية - التي طورت عليها مدينة الإسكندرية في الأصل - معرضة للغمر والتشبع بالمياه اوزيادة الفيضانات والملوحة في ظل ارتفاع مستوى البحر المتسارع".

معدلات أمطار غير مسبوقة

وتعتبر محنة سكان "المكس" علامة تحذير مبكرة، والموجة الأولى من آلاف سيضطرون إلى الانتقال من المنطقة بسبب آثار تغير المناخ على المنطقة ، ولا سيما بحيرة مريوط القريبة.

يوضح الراعي "المشكلة الأصلية، تنبع من بحيرة مريوط"، وقال: "البحيرة تقترب من 3 أمتار تحت مستوى سطح البحر، لذا فإن التخلص من المياه العادمة هناك يسبب تقلبات في القناة"، وأضاف "تقع المباني على طول القناة أيضًا تحت مستوى سطح البحر، الوضع أسوأ في الشتاء، عندما يرتفع مستوى سطح البحر".

وقد وصل معدل هطول الأمطار السنوي على ساحل مصر إلى مستويات غير مسبوقة، "كما هو الحال في عام 2015"، يقول الدكتور خيال زهرة من معهد البحوث الساحلية المصري، وأضاف: "المشاكل المتعلقة بتغير المناخ تعني أن كمية الأمطار تجاوزت 227 ميليمترا في يومين، بينما كان متوسط سقوط الأمطار 250 ميليمترا في السنة، على مدار المئة عام الماضية. ويؤدي هطول الأمطار الزائدة إلى تفاقم المستويات المتزايدة من المياه الملوثة في "المكس"، ما يؤدي إلى زيادة حمولة محطة الضخ القريبة ورفع مستويات المياه في القناة فتغمر منازل السكان.

إلا أن ارتفاع منسوب المياه على سواحل مصر لن يؤثر على الجميع بالتساوي: فإن فقراء مصر ، الذين يعيشون على حافة المياه أو يعتمدون على مواردها، هم عرضة لأول وأسوأ آثار تغير المناخ، وهم أيضا الهدف المتكرر للسلطات لخطط النقل القسري التي تستهدف البناء غير القانوني المزعوم في المناطق التي تسعى إلى استردادها.

وقال محمد سلطان، المتحدث باسم محافظ الإسكندرية: "تعمل الدولة على إنهاء قضية الأحياء الفقيرة بحلول عام 2022"، في إشارة إلى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرامية إلى القضاء على السكن غير القانوني، المعروف باسم "العشوائيات"، وهي مناطق للطبقة العاملة الحضرية وترتبط بالفقر والسخط الاجتماعي، وعلى الرغم من أن عدة أجيال من العائلات تعيش في "المكس"، وقد دفعت إيجاراً منذ عقود، فإن الحكومة تدعي أن المنازل بنيت بطريقة غير قانونية وأن الحل الوحيد هو النقل القسري والهدم.

وتابع سلطان: "بدأت المحافظة بالفعل بنقل السكان إلى منطقة أكثر أمنا" ، في إشارة إلى مجموعة من الأبراج الحمراء، والمباني القريبة إلى الشاطئ القريب، وهي في مسار المد والجزر في المستقبل، وأضاف: "كانت المنازل السابقة تعتبر خطرة على حياة السكان، حيث ارتفع منسوب المياه ودخل البيوت ، مخاطرة بحياة أولئك الذين كانوا يعيشون هناك".

بيوت كالمكاتب

وتصر المحافظة على أن الميناء الجديد سيسمح للسكان بالصيد وتخزين معداتهم، لكن ليس هذا رأي السكان الذين تحدث إليهم الغارديان في "المكس" فلا يبدو أنهم مدركين للفرصة، وينظرون إلى هذه الخطوة على أنها ضربة لطريقة حياتهم، وأنها طريقهم نحو البطالة المحتملة. ويشيرون أيضا إلى ارتفاع حاد في الإيجار، من أقل من 1 جنيه استرليني في السنة إلى ما يقرب من 9 جنيهات إسترلينية كل شهر، وهو مبلغ لا يمكن أن يدفعه الكثيرون. وسيعني ذلك زج أفراد الأسرة الإضافيين في منازل صغيرة مقارنةً بالمنازل التي كانوا يملكونها من قبل.

يقول علي عبد الرحمن ، وهو صياد يبلغ من العمر 63 عامًا يجلس داخل كوخ صغير مطلي باللونين الأزرق والأبيض حيث يخزّن معدات الصيد الخاصة به متشككا من وعود الحكومة.: "إن الماء ذريعة للحكومة لنقل الناس"، ويتابع "عمري 63 سنة ولا يوجد شيء يمكنني القيام به سوى صيد السمك" ويضيف بمرارة: "إنهم يقولون إنهم يبنون منازل جديدة، لكن هذه المنازل ليست منازل، إنها مجرد مكاتب".

من المؤكد أن العديد من السكان على يقين من أن حياتهم في البنايات الجديدة قد تكون بعيدة عن الفيضانات ، لكن هذا الإنتقال سوف يفرقهم عن أسلوب حياتهم، يقول أحد السكان واسمه عبد السلام:"هناك ، لدينا منظر يطل على البحر - لكن لا شيء آخر".

المصدر: The Guardian







مقالات ذات صلة