"الصحة" حذرت من خطر تناول سمكة النفيخة السامة!
ومحافظ الشمال أصدر قرارا يمنع بيعها واستهلاكها
Elissar News
أصدر محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا قرارا تجاوبا مع ما طالبت به جمعية بيئية وناشطون يقضي يمنع بيع واستهلاك وعرض سمك "المنفخ" أو "النفيخة" السام، بعد أن عمدت "مسامك" في طرابلس نوعا منها وبيعه إلى المواطنين.
ومن جانبها، أصدرت عن وزارة الصحة اليوم تحذيرا جاء في إطار متابعة بيانها الصادر بتاريخ 19/4/2018 والذي يحذر من تناول وإصطياد سمكة النفيخة السامة Lagocephalus spadiceus، وجددت الوزارة التحذير من صيد أو شراء هذا النوع من الأسماك.
وذكرت الوزارة أنّ "هذا النوع من الأسماك غزا بحر لبنان منذ أكثر منذ عشر سنوات، واستهلاك هذه السمكة قد يؤدي الى شلل تصاعدي وضعف عضلات الأطراف السفلى نظراً لإحتوائها على سمٍّ قاتل Tetrodotoxin في كامل جسمها، وخصوصاً في المبايض والكبد والجلد".
وأوضحت أن "عوارض التسمم تبدأ بالظهور بعد مرور ما بين أربع إلى عشرين ساعة من تناول أو لمس السمكة، وقد يؤدي التسمم في بعض الأحيان الى الوفاة نتيجة توقف عضلات التنفس والجهاز العصبي والخطير أنَّه لا يوجد ترياق أو دواء لهذا السم حتى الآن".
وطلبت التبليغ عن أي مسمكة تقوم ببيعه على الخط الساخن لوزارة الصحة 1214، وأملت أن "يتعاون الجميع لما فيه صحة وسلامة المواطن اللبناني".
وكانت "جمعية Green Area الدولية" قد أصدرت بيانا أمس، أشارت فيه إلى أن "ثمة حاجة ملحة جدا لمواجهة محاولات بيع بعض الأسماك من الأنواع البحرية تحمل سم tetrodotoxin في مختلف المسامك اللبنانية، وذلك بعد أن تأكد عرضها للبيع في إحدى مسامك الميناء – طرابلس"، لافتة إلى أن "الخطير في الأمر ان بعض الصيادين يشجعون على أكلها على اعتبار أن السم مرتبط فقط بكيفية تنظيفها، ولكن يبقى ان هذه الأسماك عليها الكثير من علامات الإستفهام، وهي ممنوعة في أوروبا وقد تسبب التسمم، وهذا الامر يعرض صحة المواطنين للخطر".
ودعت الجمعية في بيان إلى "بذل جهود بالتعاون مع الجهات المعنية من وزارة الزراعة والصحة والداخلية لمنع بيع هذه الأنواع ونقلها، عملا بقرار وزارة الزراعة الذي يحمل الرقم 676/1 بتاريخ 27 تموز/يوليو 2011، حول (منع صيد ونقل وبيع واستهلاك بعض أنواع الأسماك)، ولا سيما منها "النفيخة" و"المنفخ"Lagocephalus spp وTorquigener spp بأي شكل كان، وذلك تحت طائلة المسؤولية".
واستند البيان الى رأي خبير علوم الاحياء البحرية في الجامعة الاميركية في بيروت البروفسور ميشال باريش الذي قال بعد أن عرضنا عليه صورة للنوع المعروض للبيع أنها "من نوع Lagocephalus spadiceus وهي من الأنواع الممنوعة وفقا لقرار وزارة الزراعة الذي شمل كافة الأسماك من عائلة المنفخ والنفيخة".
وأضاف باريش: "هي من الاسماك الموجودة قبل غزو النفيخة المعروفة (الكبيرة والمنقطة) والتي يعتبر سمها قاتلا، اعتاد بعض الصيادين أكلها، وهذا لا يلغي أنها تحتوي على سم tetrodotoxin فمن المؤكد علميا أن عائلة المنفخ كلها تحمل هذا السم بنسب متفاوتة لا نعلمها ولا نعلم ما اذا سببت حالات تسمم دون تسجيلها أو الاعلان عنها".
وقال: "تحتوي (عائلة هذه الأسماك) نوعا من السم اسمه tetrodotoxin يتواجد في كامل جسمها، وبشكل مركز في المبايض (البطرخ) والكبد والجلد، أي في أنحاء مختلفة من جسمها، وهذا السم خطير ولا ترياق له"، وأكد أن "الدول الأوروبية منعت بشكل كامل دخول هذه الأسماك ولو حتى أجزاء صغيرة منها على كامل المنطقة الأوروبية".
وأضاف: "سُجل حتى الآن وصول سبعة أنواع منها إلى البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن نوعين من عائلة قريبة من (النفيخة)، أي أن هناك تسعة أنواع، وخطورتها في لبنان والمتوسط يتمثل في عدم وجود عدو طبيعي (مفترس) لها يصطادها، أو مرض معروف يصيبها، وثمة أسباب مجهولة أيضا ساهمت في انتشارها وهي الآن تتكاثر على نحو كبير وتغزو المتوسط".
وأضاف البيان: "بادرت الجمعية بالاتصال بالمسمكة وجاء الرد بأنها ليست المرة الاولى التي يباع فيها هذا النوع من الاسماك في طرابلس، مع تأكيدها انها غير سامة، وقال أصحاب المسمكة (نحن نقطعها ونبيعها ونأكلها وهي ليست النفيخة السامة بل المنفخ)"، لافتة إلى ان "أن النفيخة لا نتاجر بها ولا نصطادها ولا ننقلها ونبيعها".
بدوره أكد مصدر مسؤول في وزارة الزراعة لـ "جمعية Green Area الدولية" متابعة الموضوع "واتخاذ الاجراءات اللازمة"، وبدوره وعد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا في اتصال مع الجمعية أنه "سيتم معالجة هذا الموضوع ومتابعته غدا نهار الإثنين مع الجهات المعنية".