Elissar News خاص

هو قنديل البحر المبقع، قد يبدو غريبا لمن لم يشاهده من قبل، ولكنه لم يعد جديدا على البحر المتوسط عموما ولا في البحر اللبناني بشكل خاص، فخلال السنوات العشر الأخيرة، على الأقل، ثبت أن الأنواع الغازية ازداد عددها وكثرت أنواعها، ومرد ذلك لأسباب متعددة، ودائما تبقى الكلمة الفصل بشأنها للعلماء والباحثين والمختصين في علوم البحار والتنوع البيولوجي، لا سيما بالنسبة للأنواع التي تهدد التنوع الحيوي والنظم الإيكولوجية في مناطق الغزو الجديدة.   

فاعور: صغيرة جدا

في هذا المجال، استوقفنا شريط مصور في بحر صيدا أرسله لموقعنا "إليسار نيور" elissarnews.org مدرب الغطس عبدالله فاعور، فقال: "لفت انتباهي صغر حجمه والبقع على جسده بعد أن لسع صديقا لي"، لافتا إلى أن "لا داعي للقلق فلسعته ليست مخيفة وهي أقسى بقليل من القنديل المعروف في بحرنا".

باريش: لا داع للقلق

في مراجعة للتفاصيل العلمية حول هذا النوع، نعود لما كان قد ذكره أخصائي الاحياء البحرية في الجامعة الاميركية في بيروت البروفسور ميشال باريش، فقد أكد أن "أعداده لا زالت قليلة في المتوسط، واسمه White-spotted Australian jellyfish، أما الاسم العلمي فهو Phyllorhiza punctata Lendenfeld,1884، وقد سمي بهذا الاسم نسبة للنقاط الموجودة عليه وتميزه بها"، لافتا إلى أن "مظلة هذا القنديل بيضاء تميل الى الزرقة ومبقعة باللون الأصفر، يتغذى على القشريات والعوالق وربما يرقات الأسماك وبيضها".

وقال: "يتواجد بشكل طبيعي في جنوب غرب الباسفيك، بين أستراليا واليابان، وقد وجد مؤخرا في المحيط الاطلنطي ومحيط أميركا والمكسيك والمتوسط بسبب الغزو، أما بالنسبة للبنان فقد تم توثيقه من خلال صورة التقطت في بحر الصرفند في 27 تشرين الأول (اكتوبر) 2015".

خزانات البواخر غير المعقمة

وأضاف باريش: "لقد كانت المرة الأولى التي يوثق فيها غزوه للبحر اللبناني، وتوالت بعدها المشاهدات بشكل خفيف، وإحداها في المنصوري قضاء صور جنوب لبنان، إلا ان أول قنديل من نوعه عثر عليه عام 1965 في فلسطين المحتلة، ولم يعرف نوعه يومها إلى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، أي إلى ان ظهر بشكل أوضح في اليونان حيث كان قد بدأ يتكاثر بين عامي 2005 و 2006، وعثر عليه أيضا في سردينيا، وفي آب (أغسطس) 2012 ظهر واحد في تونس، ومن ثم تزايدت أعداده، ثم سجل ظهوره عام 2015 في لبنان، وظهر في مالطا خلال العام 2017".

وختم باريش بأن "انتقاله ووصوله إلى بحرنا  قد يكون سببه خزانات البواخر غير المعقمة، ولا داعٍ للقلق من تواجده، علما ان هذا النوع كثيرا ما يوضع في الاكواريوم، لسعته لا تقلق وتعتبر خفيفة بالمقارنة مع انواع أخرى".